البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات ويمدد فترته النيابية
٣١ مايو ٢٠١٣وافق مجلس النواب اللبناني الجمعة (31 مايو/ أيار 2013) على تأجيل الانتخابات البرلمانية، التي كانت مقررة في يونيو/ حزيران 2013، وذلك حتى أواخر العام المقبل، بسبب عدم الاستقرار في البلاد على خلفية الصراع في سوريا ونظراً لعدم الاتفاق على قانون انتخابي جديد. وأقر مجلس النواب تمديد مهامه حتى العشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2014، وجاء القرار بعد عشر دقائق من اجتماعه بأغلبية 97 صوتاً من أصل 128 نائباً. وتغيّب عن الاجتماع والتصويت كتلة الزعيم المسيحي ميشيل عون الذي يعارض التمديد. وهذه هي المرة الأولى التي يقرر فيها البرلمان التمديد لنفسه منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وحتى قبل بدء تصاعد أعمال العنف في لبنان الأسبوع الماضي كان السياسيون اللبنانيون منقسمون بشدة بشأن تغيير قانون الانتخابات في البلاد. وكانت الحكومة اللبنانية المستقيلة قد حددت السادس عشر من يونيو/ حزيران 2013 موعداً للانتخابات النيابية وفق القانون المعمول به وسط شكوك في إجرائها بسبب معارضة غالبية القوى السياسية وانعكاسات النزاع السوري على البلاد.
ويعاني لبنان من انقسام حاد بين قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري وحزب الله وحلفائه الداعمين للنظام. ويعكس هذا الانقسام تبادل اتهامات حول نقل الصراع السوري إلى لبنان، إذ تنتقد قوى 14 آذار بعنف تورط حزب الله في المعارك الجارية في سوريا إلى جانب النظام، بينما يتهم الحزب وحلفاؤه هذه القوى بدعم المعارضة السورية بالمال والسلاح. وينقسم البرلمان تقريبا بين الطرفين بشكل متساو، بالإضافة إلى كتلة برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مؤلفة من حوالي سبعة نواب، ترجح كفة القرار في هذا الاتجاه أو ذاك.
ومنذ تكليف النائب تمام سلام بتشكيل حكومة في السادس من نيسان/ إبريل 2013 تحُول الخلافات السياسية دون التوصل إلى تشكيلة حكومية يتوافق عليها الأطراف. واستقالت حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة نجيب ميقاتي نتيجة خلافات بين أعضائها على قانون الانتخاب وعلى تعيينات أمنية.
وحصد أسبوع من المعارك بين سنة وعلويين في طرابلس في شمال لبنان على خلفية النزاع السوري أكثر من ثلاثين قتيلاً وعشرات الجرحى، وعاد الوضع إلى طبيعته بعد أن لاح توافق على التمديد للمجلس. وسقط في العاصمة بيروت صاروخان على معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية الأحد الماضي بعد خطاب للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تعهد فيه بالقتال مع الرئيس السوري بشار الأسد حتى النصر. وقسَّمت الحرب في سوريا لبنان، إذ يؤيد غالبية الشيعة الرئيس الأسد، فيما يؤيد كثير من السنة معارضيه وهو ما يزيد الضغوط على الجيش اللبناني لاحتواء التوتر الطائفي في البلاد.
ع.م/ ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز)