التضامن مع المعتقلين يؤدي بالمدون المصري علاء إلى السجن
٨ مايو ٢٠٠٦أكدت السيدة منال حسن في حديث مع موقع "دويتشه فيله" أن السلطات المصرية اعتقلت يوم الأحد 7مايو/آيار زوجها علاء سيف الإسلام وزملائه أثناء مظاهرة تضامنية مع القضاة المصريين ومجموعة من المعتقلين الذين تم إلقاء القبض عليهم من 24 -27 أبريل/نيسان الماضي بسبب تظاهرات منادية بإجراء تغيير في مصر. وقالت السيدة حسن في مقابلة هاتفية مع موقعنا إن مساعد وزير الداخلية المصري حضر إلى مكان المظاهرة التضامنية وبدأ بشتم المتظاهرين ويطالبهم بفض المظاهرة مستخدما عبارات نابية، على حد قولها. وكان من بين المعتقلين 3 فتيات وهو أمر غير مألوف من السلطات المصرية المعنية. وصل عدد المعتقلين إلى ما يقارب الخمسين ومعظمهم من الناشطين سياسيا والتابعين لأحزاب وحركات سياسية معارضة أبرزها حركة "كفاية". ويذكر أن المحكمة أصدرت حكما بالسجن 15 يوما على ذمة التحقيق، على المتظاهرين السبعة الذين اعتقلوا يوم الأحد الماضي. ويأتي تركيز الحكومة هذه المرة ليس على إجراءات الاعتقال العشوائي، بل على محاولة لجم الأفواه النشيطة والشخصيات المحركة في الشارع المصري، وعلى هذا الأساس تم اعتقال علاء سيف الإسلام وزملائه، حسب قول زوجته منال حسن.
الإعلام المصري يصمت
واستطردت السيدة حسن، قائلة إنه في حين اهتم الإعلام الدولي بهذه الأحداث وسياسة الحد من حرية التعبير، لم يتطرق الإعلام المصري إلى هذا الموضوع، على حد تعبيرها. وأضافت أن الاعتقال يتركز على أعضاء الحركات الثورية والنشطاء السياسيين، وكذلك على الأشخاص الذين يعملون على تنظيم المظاهرات أو تصميم اليافطات أو أصحاب الخطابات الرنانة، مثل محمد شرقاوي الذي يجمع الناس من حوله أثناء خطاباته. وقالت إنه يتم لأول مرة اعتقال ثلاثة فتيات هن ندى القصاصن الناشطة في حركة "كفاية" وأسماء علي من مجموعة الاشتراكيين الثوريين وطالبة ماجستير، إضافة إلى رشا عزب النشيطة في حركة "كفاية"
ما هي المدونات "بلوغز"؟
يعتبر علاء سيف الإسلام من المدونين النشطين في مصر. كما فازت مدونته في العام الماضي بجائزة "مراسلون بلا حدود،" وذلك ضمن مسابقة "دويشته فيله" للمدونات. وتعتبر المدونات في الوطن العربي، على الرغم من حداثتها مخرجا للكثير من الشباب الذين يريدون التعبير عن رأيهم السياسي أو حتى الكتابة الأدبية الحرة، خاصة وأنها تجتذب الشباب وتؤثر في آرائهم وتفكيرهم، إضافة إلى أنها طريقة لتفادي العوائق التي تضعها الحكومات العربية أمام الصحافة الحرة وحرية التعبير. ولذلك يمكن للشباب وبتكاليف بسيطة الكتابة والتعبير عن آرائهم بكل حرية. وكذلك التعبير عن انتقاداتهم سواء تجاه الوضع السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، إضافة إلى أنها حلقة تواصل بين الشباب.
كما اعتبر عمار عبد الحميد، عضو هيئة التحكيم في مسابقة "دويتشه فيله" أنه "سيكون للمدونات دور هام في العملية الديمقراطية مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك إمكانية لاستغلالها السيئ خاصة من قبل الحركات الأصولية،" على حد قوله. وأضاف عبد الحميد أن هذه المدونات "سيكون لها تأثيرين على المجتمع، إذ ستقدم فرصة للتيار الديمقراطي المعاصر والمعتدل، ليكون له بروز أكثر على الساحة، لكنها ستساعد أصحاب التيارات المتطرفة في المنطقة على نشر أفكارهم، ما سيخلق صراعا بين التيارين قد يأخذ منحى آخر." وتتركز كتابات علاء سيف الإسلام ومنال حسن، كما هو الحال لدى معظم الشباب العربي، على الأوضاع السياسية، حسب ما جاء في مقابلة أجراها موقعنا مع المدون علاء سيف الإسلام في العام الماضي بعد فوزه بجائزة "مراسلون بلا حدود." وقال عبد الحميد في المقابلة :"عندما بدأنا التدوين كتدوين، كنا نتكلم عن السياسة، ونسبة كبيرة من المدونين العرب والمصريين يتكلمون عن السياسة، نظرا للحضور الدائم للأمن السياسي."
وفي عام 2004 كان هناك اهتمام كبير من قبل الشارع المصري بمحاولة التغيير إلى جانب التحرك الشعبي الواسع، سواء عن طريق المظاهرات أو الاحتجاجات، الأمر الذي أدى إلى تشكيل حركة سياسية جديدة، وهي حركة "كفاية". وكان جزء كبير من الشباب المصري الذي ينتقد السياسات المصرية قد وجد ملجأ في هذه الحركة. ولذا فقد بدأت مع زوجتي منال الكتابة في مدونتنا عن خبرتنا الشخصية ورؤيتنا للواقع الجديد. وبعد ذلك رأينا أن الكثير من الحركات السياسية والمنظمات الأهلية لا تملك الخبرة التقنية اللازمة للمدونات، ولذاك فقد عملنا من خلال خبرتنا في هذا المجال وخاصة التقنية منها على دعم هذه الحركات والتواصل معها من أجل تطوير مدوناتهم. وقمنا كذلك بدعمم من خلال فتح مدونات جديدة لهم بسعر رمزي أو بشكل مجاني من خلال "السيرفر" الموجود لدينا. هذا التواصل مع المدونات الأخرى عمل تلقائيا على تطوير مدونتنا."
للاطلاع على مدونة علاء سيف الإسلام وزوجته منال حسن، الرجاء دخول الموقع التالي: www.Manalaa.net