الخلاف حول طريقة الحسم في ليبيا يهيمن على اجتماع الناتو في برلين
١٤ أبريل ٢٠١١يهيمن الصراع في ليبيا على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يعقد في برلين اليوم الخميس (14 أبريل/ نيسان) ويستمر يومين. ويأتي الاجتماع وسط تزايد الخلافات بشأن سير العلمية العسكرية في ليبيا، حيث تطالب فرنسا وبريطانيا بمشاركة عدد أكبر من دول الحلف بعمليات قصف قوات العقيد الليبي معمر القذافي وتكثيف العمليات العسكرية للحلف ضد هذه القوات.
ويتوقع أن تكون المناقشات المقررة بين وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي الـ28 صعبة بعدما صدر عن هذه الدول ردود فعل متناقضة منذ اندلاع الأزمة الليبية في 15 شباط/ فبراير.
وتحاول فرنسا وبريطانيا إقناع حلفائها بأن عدم مشاركة بعض الدول بشكل كاف في العملية العسكرية ينعكس على فعالية الأداء العملياتي ضد قوات القذافي. وتدفع الدولتان نحو زيادة ضربات الناتو الجوية وتعزيز قوات الهجوم البرية للثوار، لكسر حصار قوات القذافي لمدينة مصراتة، تأكيداً على مطالب المجلس الوطني الانتقالي بعد ثلاثة أسابيع من بدء الضربات الجوية الدولية.
وفي هذا الصدد أتفق أمس الأربعاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ضرورة تشديد "الضغط العسكري" على القذافي الذي "ما زال عازما على مواصلة حربه ضد شعبه".
من ناحية أخرى قادت ألمانيا مطالبات تنادي بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، بدلاً من الحل العسكري، بما في ذلك فرض عقوبات واسعة، لزيادة الضغط على القذافي. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسين قد قال في مستهل اجتماع الدوحة أمس: "من الواضح عدم وجود حل عسكري. يجب أن ندفع بعملية سياسية". وفي الوقت نفسه دافع راسموسين عن عملية الناتو الراهنة في ليبيا ، قائلاً إن أكثر من 900 طلعة جوية نجحت في تعطيل ثلث الآلة العسكرية للعقيد الليبي.
كلينتون تدين الهجمات الوحشية لقوات القذافي
من جانبها أدانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، مساء أمس الأربعاء "الهجمات الوحشية المتواصلة (لنظام القذافي) على الشعب الليبي"، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي. وأشارت كلينتون إلى "تقارير مزعجة عن تجدد الأعمال الوحشية من قبل قوات القذافي" في الأيام القليلة الماضية، ومن بينها شن هجمات على المدنيين في مصراتة، ومنع وصول الطعام والمؤن إلى المدينة واستهداف القناصة للمدنيين الباحثين عن رعاية طبية. وحذرت من أن السلطات الأمريكية تجمع معلومات بشأن ما يفعله القذافي "وهو الذي ربما يشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي أو قانون حقوق الإنسان".
ومن المنتظر أن يصل، محمود جبريل، مبعوث للمعارضة الليبية إلى واشنطن الأسبوع الجاري لإجراء مناقشات مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية بمن فيهم نائب وزيرة الخارجية الأمريكية جيمس شتاينبرج، إضافة إلى الالتقاء بأعضاء في الكونغرس. ويسعى جبريل للتأكيد على ضرورة تقديم مساعدة أكبر للثوار الليبيين المعارضين للعقيد معمر القذافي ومن ثم لحشد دعم دولي أوسع لجهود المجلس الوطني الرامية إلى الإطاحة بالقذافي.
مجموعة بريكس تدعو لتفادي استخدام القوة
إلى ذلك دعت مجموعة الدول الناشئة الكبرى إلى تفادي استخدام القوة في ليبيا وفي دول الشرق الأوسط الأخرى. وتؤكد المجموعة المعروفة بمجموعة بريكس، وتضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، في البيان المتوقع صدوره في ختام قمتها في منتجع سانيا جنوب الصين "أننا نلتقي على المبدأ الداعي إلى وجوب تفادي استخدام القوة" معربة عن "قلقها الكبير إزاء الاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال وغرب إفريقيا".
وستبحث القمة عدة ملفات منها النزاع في ليبيا. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي شارك في الاجتماع وطلب عدم الكشف عن هوية بلده، قوله إن "الزعماء جميعهم أدانوا حملة القصف" على ليبيا، مضيفا أنهم أعربوا عن قلقهم من آثار الضربات الجوية على المدنيين الليبيين.
(ع.ج.م/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عماد م. غانم