السيارات الكلاسيكية - استثمار آمن في أوقات الأزمات الاقتصادية
٣٠ أبريل ٢٠٠٩تحقق السّيارات الكلاسيكية النادرة أسعارا قياسية في المزادات، ذلك أن المستثمرين يحوّلون أموالهم إلى أصول مادية، خاصة في ضل الأزمة المالية التي لا تزال تعصف بالأسواق المالية العالمية. في هذا الإطار يقول ديتر ريتر من نادي السيارات الألماني (AvD): "إن من فقدوا الثقة في أسواق المال والبورصة، أصبحوا يميلون لاستثمار أموالهم في أشياء يأملون أن تحافظ على قيمة أموالهم أو تزيد من قيمتها مثل السيارات القديمة ".
أسعار خيالية
بيد أن الاستثمار في السيارات القديمة ليس دائما أمرا مضمونا، ذلك أن سوق السيارات يضم فئتين، وتتمثل الفئة الأولى في سيارات نادرة جدّا، على غرار سيارة من طراز بوغاتي 57 أتلانتا إس، بحيث كان مالكها الأصلي قد اشتراها عام 1955 بمبلغ 895 جنيها استرلينيا، وعندما عُرضت في مزاد عقد في باريس في شهر شباط /فبراير الماضي، بيعت بمبلغ 3.4 مليون يورو. أمّا الفئة الثانية من السيارات، فهي من النوع المتوسط، ويقول الخبراء إن سوق هذا النوع من السيارات يطغى عليه الرّكود. وفي هذا السياق يقول فرانك فيلكه خبير في سوق السيارات: "إن السيارات الجيدة فعلا قد تحقق أسعارا مرتفعة، في حين يضطر بائعو السيارات المتوسطة إلى تخفيض توقعاتهم بشأن الأسعار ".
إقبال متزايد
ويشير مراقبون وخبراء في سوق السيارات القديمة إلى الوقت الراهن يعد وقتا مناسبا بالنسبة للمتحمسين لشراء سيارة ويملكون ميزانية متوسطة. بيد أنهم يؤكدون في الوقت نفسه صعوبة إيجاد سيارة نادرة فعلا لدى تجار السيارات الكلاسيكية يمكن أن يرجع تاريخ تصنيعها لفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. ويقول الخبراء إن مالكي السيارات القديمة، والذين هم بحاجة ملحة للمال قد يضطرون لبيع كلّ شيء ماعدا سياراتهم النادرة.
وشهد المعرض الأخير للسّيارات الكلاسيكية الأوروبية، والذي يسمّى بتكنو كلاسيكا، إقبالا واسعا ليس من أوروبا فحسب وإنّما أيضا من أستراليا واليابان وأمريكا اللاتينية. وعن تهافت الكثير على شراء السيارات الكلاسيكية النادرة، يقول انتون ليون فرانسين، أحد منظمي المعرض، " لقد تأكّد مرة أخرى أن اقتناء السيارات يمثل استثمارا جيدا في هذه الظروف ".
هذا، وتقدّر عائدات سوق السيارات الكلاسيكية في ألمانيا لوحدها بنحو خمسة مليارات يورو سنويا، حيث توجد نحو 35 ألف سيارة يرجع تاريخ إنتاجها إلى ثلاثين عام أو أكثر، على الطريق أو تقف في مرآب السيارات.
(ش.ع / د.ب.أ)
تحرير: طارق أنكاي