1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الضربة الإسرائيلية على إيران – هل تجنبت المنطقة ما هو أسوأ؟

٢٦ أكتوبر ٢٠٢٤

بعد الضربة الإسرائيلية على إيران اقترحت الأخيرة وقفا لإطلاق النار بغزة ولبنان. ويأمل بايدن أن تكون هذه الضربة هي النهاية، فيما نفى نتنياهو صحة تقارير صحفية عن إملاءات مارستها واشنطن بشأن أهداف الضربة.

https://p.dw.com/p/4mH0E
 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار فريقه العسكري والأمني يتابعون الضربة على إيران
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار فريقه العسكري والأمني يتابعون الضربة على إيرانصورة من: Israel's Government Press Office/XinHua/picture alliance

أصدر الجيش الإيراني اليوم السبت (26 تشرين الأول/أكتوبر 2024) بيانا تضمن اقتراحا مفاده أن وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان له الأولوية على أي رد انتقامي إيراني على هجوم إسرائيل الأخير. ورفعت إيران حصيلة القتلى جراء الهجوم الإسرائيلي إلى أربعة، جميعهم من سلاح الدفاع الجوي الإيراني. وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) حصيلة القتلى مساء اليوم السبت. ولم تذكر أية تفاصيل بشأن مكان تمركز القتلى الأربعة في البلاد.

وأفادت القوات المسلحة الإيرانية السبت أن الأضرار الناتجة من الضربات الإسرائيلية على أهداف عسكرية داخل البلاد اقتصرت على "أنظمة رادار". وقالت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي "بفضل أداء الدفاع الجوي للبلاد في الوقت المناسب، تسببت الهجمات بخسائر محدودة ولم تتضرر سوى بعض أنظمة الرادار". وأضاف هيئة الأركان العامة "تم اعتراض عدد كبير من الصواريخ، ومنع طائرات العدو من دخول المجال الجوي للبلاد".

لكن الجيش الإيراني أفاد السبت بمصرع جنديين إضافيين إثر الضربات الإسرائيلية على إيران، ما يرفع حصيلة القتلى إلى أربعة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (ارنا) بيانا للجيش ذكر فيه أن "عنصرين آخرين في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية قضيا متأثرين بجروحهما واستشهدا".

يذكر أن إسرائيل هاجمت أهدافا عسكرية في غارات جوية شنتها قبل الفجر ردا على وابل من الصواريخ الباليستية أطلقتها الجمهورية الاسلامية على إسرائيل في وقت سابق من الشهر الحالي. وتعد هذه المرة الأولى التي تشن فيها إسرائيل هجوما على إيران بشكل سافر.

ومن طرفها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء السبت أن المنشآت النووية الإيرانية "لم تتأثر" بالضربات الإسرائيلية التي طاولت مواقع عسكرية. وكتب المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة رافايل غروسي على منصة اكس "أدعو الى الحذر وضبط النفس في ما يتصل بأعمال يمكن أن تعرض أمن المواد النووية ومواد أخرى مشعة للخطر".

طائرة إف-35 من سلاح الجو الإسرائيلي
طائرة إف-35 من سلاح الجو الإسرائيليصورة من: Ariel Schalit/AP Photo/picture alliance

دعوات غربية لتجنب المزيد من التصعيد

وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت عن أمله في أن تكون هذه هي "النهاية". وصرح بايدن لصحافيين "كنت مع أجهزة الاستخبارات (...) يقولون إن (الإسرائيليين) لم يضربوا سوى أهداف عسكرية. آمل أن تكون هذه هي النهاية".

وقال مسؤول بارز في البيت الأبيض إن الإدارة الأمريكية تعتقد أن العملية الإسرائيلية يجب أن "تنهي" االضربات العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، وقال إن الحلفاء الآخرين يوافقون على هذا، محذرا طهران من "عواقب" إذا قامت بالرد. وأكد المسؤول، الذي تحدث للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد الأساسية التي وضعها البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم. 

وشدد المستشار الألماني أولاف شولتس على أن ضرورة توقف ردود الفعل التصعيدية: "رسالتي لإيران واضحة.. لا يمكننا الاستمرار في ردود فعل تصعيدية هائلة. هذا يجب أن يتوقف الآن. سيوفر ذلك فرصة نحو السلام في الشرق الأوسط". وأكد على أن "المهم هو ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن. أدعو جميع الأطراف إلى القيام بذلك".

أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فقال: "موقفي واضح في أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الإيراني". وأضاف: "وأنا واضح بنفس القدر في أننا بحاجة إلى تجنب المزيد من التصعيد بالمنطقة وحث جميع الأطراف على ضبط النفس. يجب على إيران عدم الرد".

رأي مواطنين إسرائيليين حول الهجمات على إيران

ومن جانبها حثت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان جميع الأطراف "على الامتناع عن أي تصعيد أو عمل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع المتوتر للغاية في المنطقة".

ولكن ماذا عن الداخل الإسرائيلي؟

ومن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت إن إسرائيل اختارت أهدافها التي هاجمتها في إيران بناء على مصالحها الوطنية وليس وفقا لما أملته عليها واشنطن. وأصدر مكتب نتنياهو البيان ردا على ما وصفه بتقرير "كاذب تماما" لقناة تلفزيونية محلية يقول إن إسرائيل تجنبت مهاجمة منشآت الغاز والنفط الإيرانية بسبب الضغوط الأمريكية. وأضاف المكتب "اختارت إسرائيل مسبقا أهداف الهجوم وفقا لمصالحها الوطنية وليس وفقا للإملاءات الأمريكية. هكذا كان، وهكذا سيكون".

ورحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير السبت بالضربات التي وجهتها بلاده على أهداف عسكرية في إيران، لكنه أكد أن القضاء على التهديد الإيراني يظل "واجبا تاريخيا" بالنسبة إلى الدولة العبرية. وكتب بن غفير على منصة اكس أن "الهجوم على إيران مهم بوصفه ضربة أولى لإلحاق الضرر بالمصالح الاستراتيجية لإيران"، مضيفا أن "منع التهديد الإيراني من تدمير البلاد هو واجب تاريخي" يقع على إسرائيل.

أما الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ فأشاد السبت بالولايات المتحدة ووصفها بأنها "حليف حقيقي" لبلاده عندما يتعلق الأمر بالتعاون المتبادل. وقال هرتسوغ في منشور على منصة إكس "أود بشكل خاص أن أشكر صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة لكونها حليفا حقيقيا، وللتعاون العلني والسري".

ورحب زعيم المعارضة يائير لبيد بالغارات الجوية، لكنه انتقد نطاقها المحدود قائلا إن "قرار عدم ضرب أهداف استراتيجية واقتصادية كان خاطئا. كان بإمكاننا، بل كان ينبغي لنا، أن نجعل إيران تدفع ثمنا أعلى بكثير".

خ.س/ص.ش (أ ب، أ ف ب، رويترز)