العربي متفائل بانسحاب الجيش من المدن والمعارضة تشكك
٢ يناير ٢٠١٢سعى أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي لتهدئة الانتقادات المتزايدة لعمل بعثة المراقبين العرب في سوريا، وقال نبيل العربي في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الثلاثاء الماضي (02 يناير/ كانون الثاني 2012)، إن "آخر تقرير" تلقاه عبر الهاتف أفاد بأنه "ما زال هناك إطلاق نار وقناصة (في المدن السورية) ومن الصعب القول من أطلق النار على من"، مؤكداً أن "هذا موضوع يجب إثارته مع الحكومة السورية لأن الهدف (من إرسال المراقبين العرب) هو وقف إطلاق النار وحماية المدنيين السوريين". وقال الأمين العام للجامعة العربية في تصريحات تتسم ببعض التفاؤل إن الجيش السوري انسحب من المناطق السكنية ويرابط على مشارف المدن لكن إطلاق النار مستمر وما زال القناصة يمثلون خطراً.
وأكد العربي انه تم الإفراج عن "3484 معتقلاً" منذ وصول المراقبين العرب إلى سوريا، مضيفاً أن الجامعة العربية طلبت من المعارضة السورية قوائم بأسماء المعتقلين للتحقق من وضعهم و"وصلت بالفعل" بعض القوائم الاثنين.
وأوضح أن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول محمد احمد الدابي سيرسل إلى الجامعة "أول تقرير له خلال يومين"، مضيفاً أن "أحد وزراء الخارجية العرب طلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدراسة التقرير الذي سيقدمه" الدابي.
تصاعد الانتقادات لدور الجامعة العربية
تصريحات بعثة المراقبين العرب وأمين عام جامعة الدول العربية، قابلتها المعارضة السورية بشكوك، فمن جهتها سارعت لجان التنسيق المحلية التي تمثل الناشطين في الداخل السوري إلى إصدار بيان انتقد بشدة تصريحات العربي. وأشارت اللجان إلى "مغالطات" وردت في تصريحات العربي الاثنين. وقالت في بيانها "تحدث الرجل عن وهم التزام النظام المجرم بإطلاق سراح آلاف المعتقلين في السجون وأقبية التعذيب ونود تذكيره بأن عشرات الآلاف من المعتقلين تغص بهم فروع الأمن والمقرات الرسمية وغير الرسمية في كل مكان من البلاد".
وأعربت اللجان في بيانها عن "مخاوف كبرى من تصريحات كهذه، تساهم في إعطاء شهادات حسن سلوك لنظام مجرم يستبيح شعبه دون رقابة أو حساب. ونود تذكير الأمين العام وبعثة المراقبين بدورهم ومسؤوليتهم المفترضة في حماية المدنيين السوريين، ونطالب الجامعة العربية وأمينها ومراقبيها الالتزام بالحد الأدنى من الحس الأخلاقي والتجرد والنزاهة والموضوعية، وبتحمل الحد الأدنى من مسؤولياتهم المهنية والإنسانية وإعلان عجز الجامعة وبعثتها عن القيام بهذه المهمة بمفردها وطلب العون المهني والفني من المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال".
وكان رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي قد دعا الأحد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى سحب المراقبين العرب على الفور "مع استمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الأبرياء، فضلاً عن انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين"، بحسب بيان.
وأشار الدقباسي إلى "تزايد أعمال القتل والعنف التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان"، مضيفاً "إن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية".
وفي الإطار نفسه قال جبر الشوفي عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري الذي يمثل أهم حركات معارضة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إن المراقبين مكثوا "أكثر مما ينبغي" في فنادقهم قبل أن يسمح لهم بالخروج إلى الميدان وإن زياراتهم تتم "تحت مراقبة عناصر أمن النظام".
ارتفاع عدد القتلى
ميدانياً أعلن المرصد أن "خمسة أشخاص استشهدوا بإطلاق الرصاص عليهم من قوات الأمن السورية في حمص بينهم طفلة في العاشرة من العمر". كما أوضح المرصد أن "جثمان مواطن من حي بابا عمرو في حمص سلم إلى ذويه بعد أن كانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلته قبل أيام من مشفى خاص بعد إصابته بجروح، كما سُلم جثمان مواطن من جورة الشياح وعليه آثار تعذيب إلى ذويه وكان قد اختطف الأحد".
وأعلن المرصد أيضاً أن "مزارعاً قتل برصاصة طائشة خلال مداهمات في بلدة الشيفونية قرب دمشق بحثاً عن ناشطين". ومن جهة ثانية أفاد المرصد أن "مجموعات منشقة" هاجمت الاثنين في ادلب (شمال غرب) "نقطتين عسكريتين في بلدة كفر حايا في جبل الزاوية وأسرت جميع عناصر النقطتين... كما اشتبكت مع عناصر نقطة عسكرية ثالثة مما أدى إلى مقتل وجرح عناصرها".
ونقلت وكالة رويترز عن المعارضة قولها إن منشقين عن الجيش السوري اسروا عشرات من أفراد قوات الأمن بعد أن سيطروا على نقطتي تفتيش عسكريتين بمحافظة ادلب الشمالية الاثنين. وقالت المعارضة إن المنشقين اشتبكوا أيضاً مع قوات الأمن عند نقطة تفتيش ثالثة مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد غير معروف من الجنود المواليين للرئيس بشار الأسد.
وكانت لجان التنسيق المحلية التي تنظم التعبئة الميدانية أكدت مساء الأحد مقتل 315 مدنياً من بينهم 24 طفلاً وتوقيف 125 شخصاً من بينهم 7 أطفال منذ وصول المراقبين العرب إلى سوريا في 26 كانون الأول/ ديسمبر.
(م.س / أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم