مرة في الأسبوع تجول في حي شتيلِه بمدينة إيسن جماعة سمّت نفسها "طاقم الدرجة الأولى، شباب حي شتيلِه". تتكوّن المجموعة أحياناً من عشرين شخصاً، وتصل أحياناً لمئة، جُلّهم من الرجال، ومن أوساط مثيري الشغب وأندية سائقي الدراجات النارية، ما أثار في الحي حالة من الخوف والاضطرابات المتواصلة. غير أن هذا الجزء من المدينة ليس بؤرة للجريمة مطلقاً، فمنذ أكثر من 10 سنوات أخذ عدد الجرائم بالانخفاض هنا. في الآونة الأخيرة تزايدت التهديدات في الإنترنت وفي الأماكن العامة ممن يسمون أنفسهم بـ"الدفاع المدني" ضد المختلفين معهم بالرأي. وقد تشكلت حركة معارضة أطلقت على نفسها اسم "حي شتيلِه سيبقى متنوعا". إذ تجمّع مواطنون عاديون وكنائس وجمعيات وأحزاب ونقابات واحتجوا ضد المسيرات اليمينية بصمت وبالأغاني أيضا. اكتشفت الشرطة صلات لجماعة "الدفاع المدني" بالوسط اليميني المتطرف، لذلك شرع جهاز أمن الدولة بمراقبتها. غير أن أعضاء من سمّوا أنفسهم بـ"الدفاع المدني" أسسوا الآن شبكات في عدة مدن ألمانية، منها إيسن وهيرنِه ومونشنغلادباخ ودوسلدورف. وفي مدن أخرى أطلقوا على أنفسهم اسم "مواطنون حريصون" أو "أخوة ألمانيا"، وهو اسم يدل بوضوح على توجه يميني. الصحفيان "يولِه زومر" و"أودو كيليمان" قاما بتوثيق تطوّر الدفاع المدني لأكثر من سنة، وأظهرا مدى تطوّر المقاومة لها تحت مظلة الكنيسة الإنجيلية.