1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سيارات ونقلألمانيا

العملاق الألماني فولكسفاغن يعاني: إضراب وسط تفاقم الأزمة!

٣ ديسمبر ٢٠٢٤

تمرّ شركة فولكسفاغن لصناعة السيارات بأزمة عميقة، والآن فإن القوى العاملة في الشركة في حالة إضراب. العاملون يطالبون بمزيد من الأموال، بينما يواصل العملاق الصناعي خططه لإغلاق مصانع في ألمانيا وتسريح آلاف الموظفين.

https://p.dw.com/p/4ng9H
موظفو فولكسفاغن غاضبون ومستعدون - كما هو الحال هنا في تسفيكاو - للإضراب عن العمل.
موظفو فولكسفاغن غاضبون ومستعدون - كما هو الحال هنا في تسفيكاو - للإضراب عن العمل.صورة من: Jens Schlueter/AFP via Getty Images

في البداية كان عددهم قليلًا، لكن سرعان ما تجمعوا بأعداد كبيرة: مئات من العمال في  مصنع فولكسفاغن في هانوفر أمام البوابة رقم 3، رافعين لافتات مكتوب عليها "تريدون الحرب، نحن مستعدون!" وملوحين بالأعلام الحمراء لنقابة عمال المعادن والصناعات القوية المعروفة اختصارا بالألمانية بـ "IG Metall".

وفي مصنعها بمدينة هانوفر، تُنتج فولكسفاغن مركبات النقل الخفيفة، بما في ذلك الحافلة الكهربائية الصغيرة ID.Buzz، التي تُعتبر خليفة الحافلة الأسطورية بولي - وهو اختصار لكلمتي "حافلة" و"شاحنة نقل" - التي كانت تُصنع هنا لأكثر من 65 عامًا، ولكن يتم إنتاجها الآن في تركيا.

يشارك عمال فولكسفاغن في هانوفر في إضراب يشمل تقريبًا جميع مصانع فولكسفاغن في ألمانيا.

غضب كبير

يقول حسن سافاس الذي يعمل لدى  فولكسفاغن منذ 24 عاماً وينضم الآن إلى حشد العمال المتظاهرين في ساحة السوق المحلية: "أهم شيء بالنسبة لي هو ألا يغلقوا موقع الإنتاج هذا. يجب عليهم إلغاء دفع المكافآت. لقد حصل أوليفر بلوم على 10.3 مليون يورو وعلى ماذا نحصل نحن؟".

وأعرب حسن سافاس عن غضبه من قرار إدارة فولكسفاغن بقيادة الرئيس التنفيذي أوليفر بلوم بإغلاق العديد من مصانع فولكسفاغن في ألمانيا وإلغاء آلاف الوظائف.

لم يسبق أن حدثت مثل هذه الخطوة في تاريخ الشركة المصنعة للسيارات على مدار 75 عاماً، وتأتي هذه الخطوة بعد أن ألغت المجموعة اتفاقية الأمن الوظيفي مع النقابات العمالية في بداية العام، والتي كانت تستبعد تسريح العمال حتى عام 2049.

موظفو فولكسفاغن للمركبات التجارية في مسيرة أثناء إضرابهم عن العمل في هانوفر.
موظفو فولكسفاغن للمركبات التجارية في مسيرة أثناء إضرابهم عن العمل في هانوفر.صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance

موريتس هو متدرب في السنة الثانية ولا يريد نشر اسمه الكامل. يقول لـ DW إن العديد من عمال  فولكسفاغن "غاضبون حقاً". "يجب أن يحصل المتدربون على المزيد من المال وأن يحصلوا على عقود عمل بعد تدريبهم، لكن كلا الأمرين على المحك".

زيادة الأجور أم تسريح العمال؟

وفي حين أن العمال في  مصنع فولكسفاغن في أوسنابروك قد تفاوضوا بالفعل على اتفاقية أجور جديدة وبالتالي لن يشاركوا في الإضراب، إلا أن عمال فولكسفاغن في المواقع الأخرى لا يزالون يأملون في التوصل إلى اتفاق جديد.

وفي جولة أخيرة من مفاوضات الأجور، عرض عمال فولكسفاغن دعم توفير التكاليف التي يبلغ مجموعها 1.5 مليار يورو إذا استبعدت الإدارة إغلاق المصانع في ألمانيا. ومع ذلك فقد حذروا صراحةً من أن فولكسفاغن ستواجه معركة تاريخية إذا استمرت المجموعة في إجراء تخفيضات جذرية.

وتطالب النقابات العمالية بزيادة الأجور بنسبة سبعة في المائة على الأقل، في حين تضغط  إدارة فولكسفاغن من أجل خفض الأجور بنسبة تصل إلى عشرة في المائة. كما ترغب أكبر شركة مصنعة للسيارات في أوروبا في إغلاق ثلاثة مصانع استجابةً لتراجع الطلب، خاصةً على السيارات الكهربائية.

وقد تضررت الشركة بشدة بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع في ألمانيا، وتعثر التحول إلى السيارات الكهربائية والمنافسة الشديدة في السوق الرئيسية في الصين.

وأعلنت نقابة IG Metall في عطلة نهاية الأسبوع أن الإجراءات الصناعية ستبدأ يوم الاثنين (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول) بسلسلة من الإضرابات التحذيرية، أي التوقف عن العمل لفترة قصيرة، بعد أن رفضت الشركة مقترحات النقابة لحماية الوظائف الأسبوع الماضي.

وقالت مجموعة فولكسفاغن التي تمتلك عشر علامات تجارية من أودي وبورشه إلى سكودا وسيات في بيان لها إنها "تحترم حقوق العمال" وتؤمن بـ "الحوار البناء" من أجل "التوصل إلى حل دائم يحظى بدعم جماعي". ومع ذلك فقد اتخذت الشركة "تدابير لضمان التسليم العاجل" طوال مدة الإضراب.

ومن المقرر استئناف مفاوضات الأجور يوم الاثنين القادم المصادف للتاسع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وقد اجتمع العمال في هانوفر وقالوا إنهم يدعمون مطلب النقابة في "أكبر إضراب شهدته فولكسفاغن على الإطلاق". وتستعد النقابات لتمديد الإضرابات التحذيرية الحالية في يناير/ كانون الثاني من العام المقبل.

تذكير للعبوسين في الصباح: هناك إضراب اليوم - كما هو الحال هنا في إمدن Emden.
تذكير للعبوسين في الصباح: هناك إضراب اليوم - كما هو الحال هنا في إمدن Emden.صورة من: Sina Schuldt/dpa/picture alliance

الركيزة الثقيلة للصناعة الألمانية

تأتي الإضرابات في شركة فولكسفاغن في وقت تواجه فيه  صناعة السيارات الألمانية العملاقة من أزمة عميقة بسبب انخفاض الطلب في أوروبا والمنافسة الشديدة من الصين. وبما أن شركة فولكسفاغن، ومقرها في فولفسبورغ، تُعتبر أكبر مُشغّل صناعي في ألمانيا، فإن أي أزمة تمر بها الشركة تؤثر على البلاد بأكملها.

وفي عام 2023، كان هناك ما يقرب من 780,000 شخص يعملون  صناعة السيارات الألمانية، وفقًا لاتحاد صناعة السيارات (VDA). من بين هؤلاء، يعمل أكثر من 465,000 في قطاع توريد الأجزاء والمعدات لأكبر شركات صناعة السيارات، بما في ذلك فولكسفاغن وبي إم دبليو ومرسيدس.

وصل التباطؤ في إنتاج السيارات الألمانية الآن إلى شركات تصنيع أخرى غير فولكسفاغن. فعلى سبيل المثال، تخطط شركة مرسيدس لصناعة السيارات الفاخرة لخفض التكاليف بقيمة إجمالية تبلغ عدة مليارات من اليورو. كما ستستغني شركة كونتيننتال لصناعة الإطارات عن 7150 موظفاً في جميع أنحاء العالم، وتخطط شركة بوش لتوريد قطع الغيار الإلكترونية لخفض ما يصل إلى 5550 وظيفة.

كما أعلنت مجموعة فورد الأمريكية للسيارات عن خطط لإلغاء 2900 وظيفة في ألمانيا. وفي شركة ZF الموردة، هناك 14000 وظيفة معرضة للخطر، وفي مجموعة شايفلر، وهي مورد مهم آخر للسيارات أيضاً، يبلغ الرقم 4700 وظيفة.

أعده للعربية: م.أ.م

DW Volos 2022 | Mathis Richtmann
ماتيس ريشتمان مراسل ومحرر يهتم بشكل خاص بشؤون المال والتعدين.