1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.. جنود تحت خط النار؟

٣١ يناير ٢٠٢٤

قال خبراء إن الهجوم على القاعدة الأمريكية على حدود الأردن ومقتل ثلاثة جنود أمريكيين يشير إلى تزايد المخاطر التي تواجه القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. فأين توجد هذه القوات؟ وما هي هذه المخاطر؟

https://p.dw.com/p/4bsms
آلاف الجنود الأمريكيين يتمركزون في قواعد متفرقة في دول الشرق الأوسط
آلاف الجنود الأمريكيين يتمركزون في قواعد متفرقة في دول الشرق الأوسطصورة من: John Moore/Getty Images

 دفع الهجوم بطائرة مسيرة الذي استهدف قاعدة أمريكية قرب حدود الأردن الأحد (28 يناير / كانون الثاني)، الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن إلى التعهد بالرد خاصة وأن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة قرابة 30 أخرين.

ويأتي الهجوم بعد تقرير نشره البنتاغون أفاد بأن الأشهر الأربعة الماضية قد شهدت قيام مسلحين مدعومين من إيران  بشن أكثر من 150 هجوما على قواعد عسكرية تتمركز فيها قوات أمريكية داخل سوريا والعراق. وأثارت هذه التطورات مخاوف جديدة حيال تصاعد التوترات الإقليمية وسط تحذير أصدره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مغبة امتداد الحرب في غزة إلى المنطقة.

سوريا: تضارب المصالح الدولية

وقع هجوم الأحد قرب قاعدة التنف في سوريا عند الحدود العراقية-الأردنية فيما أشارت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير الأسبوع الماضي إلى أنه منذ عام 2016، "كانت [التنف] بمثابة نقطة انطلاق لعمليات محاربة داعش وتدريب فصائل المعارضة السورية التي تقاتلها".

ويتمركز في  سوريا  قرابة 900 جندي أمريكي كجزء من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف إعلاميا بـ"داعش"، والذي اجتاح مناطق واسعة في سوريا والعراق عام 2014 ليُعلن عن دحره عام 2019.

ويقول مراقبون إن  المنطقة الحدودية بشمال سوريا  حيث تتمركز القوات الأمريكية لم تشهد انطلاق عمليات كبيرة ضد داعش، لكنها تقع في قلب التنافس بين أطراف محلية ودولية بما ذلك تركيا وسوريا وإيران والولايات المتحدة إلى جانب فصائل سورية وكردية.

ويعد هذا التنافس أحد الأسباب وراء تواجد القوات الأمريكية هناك، فيما قال محللون في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن قاعدة التنف تستخدم "لتعطيل أنشطة  وكلاء إيران  في سوريا وربما تستخدم كورقة نفوذ خلال المفاوضات الطويلة الأمد حول مستقبل سوريا".

وتدعم القوات الأمريكية فصائل محلية مسلحة مثل  "قوات سوريا الديمقراطية"  التي يقودها الأكراد وتسيطر على أجزاء كبيرة من  شمال شرق سوريا.

الأردن.. التوازن الصعب

وأصاب هجوم الأحد موقعا عسكريا يعرف باسم "قاعدة البرج 22 " في الأردن عند أقصى نقطة حيث تلتقي حدوده بسوريا والعراق فيما يلعب الموقع الذي يتمركز به 352 جنديا أمريكيا، دورا لوجستيا إذ يبعد حوالي 20 كيلومترا عن قاعدة التنف.

ورغم أن موقع "البرج 22" يقع فعليا داخل الأراضي الأردنية، إلا أن وزير الاتصال الحكومي الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين قال إن الهجوم وقع داخل الأراضي السورية قرب حدود بلاده.

يشار إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد انتقد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مع تصاعد الغضب الشعبي فيما يرى مراقبون إنه يتعين على الحكومة الأردنية التوازن بين هذا الغضب من جهة وبين التعاون والاتصال على المدى الطويل مع الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.

يشار إلى أنه يوجد في الأردن قرابة ثلاثة آلاف جندي أمريكي بناءً على طلب الحكومة الأردنية فيما يساعد الجيش الأمريكي في تمويل وتعزيز قدرات الجيش الأردني على تأمين الحدود. ويستخدم الجيش الأمريكي بانتظام القواعد الجوية الأردنية، لكن الجانب الأردني نفى استخدام هذه القواعد في نقل أسلحة أمريكية إلى إسرائيل.

العراق.. ماذا بعد هزيمة داعش؟

وفيما يتعلق بالعراق، فإن تواجد القوات الأمريكية يعود إلى عام 2003 إثر غزو بلاد الرافدين حيث بلغ ذروة عدد القوات الأمريكية في العراق بنشر 150 ألف جندي، لكن هذا العدد انخفض خلال العقدين الماضيين حتى بلغ 2500 جندي يتمركزون ضمن التحالف الدولي الذي يحارب داعش في العراق وسوريا.

وفي تعليقه، قال سجاد جياد، زميل في "مؤسسة القرن"، إن الوجود الأمريكي في العراق "قد انتقل من مهمة محاربة داعش،" مرجحا أن القوات العراقية باتت "تمتلك قدرات كافية لمنع داعش من شن أي هجوم واسع النطاق".

وفي مقابلة مع DW، أشار الباحث إلى أن تواجد القوات الأمريكية يصب في صالح تدريب القوات العراقية ومهام الاستطلاع والدعم الجوي وتبادل المعلومات الاستخبارية، مضيفا أن العراق ينظر أيضا إلى الوجود الأمريكي بمثابة عنصر موازي للنفوذ الإيراني المتزايد في البلاد.

وقال الباحث إن هذا ربما السبب وراء استمرار الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق في السنوات الأمريكية إذ تعارض الميليشيات المدعومة من إيران الوجود الأمريكي  فيما يرى مراقبون أن حرب غزة تقدم لهذه الميليشيات الذرائع لشن مزيد من الهجمات ضد القوات الأمريكية بالعراق.

وتشير التقديرات إلى وقوع حوالي 60 هجوما على القوات الأمريكية بالعراق خلال الفترة ما بين يناير/كانون الثاني عام 2021 و منتصف أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي فيما شهدت الأشهر الأربعة الماضية 160 هجوما.

وفي منتصف الشهر الجاري، خرج رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ليشير إلى رغبة حكومته في "خروج سريع ومنظم"  لقوات التحالف الدولي  مع تصاعد حدة التوتر بين القوات الأمريكية وفصائل عراقية مسلحة.

ونقلت رويترز عن السوداني قوله: "لنتفق على إطار زمني (للانسحاب) يكون سريعا حتى لا نطيل أمد الوجود وتبقى الهجمات مستمرة"، مؤكدا أن هذا الأمر يمثل الخيار الوحيد لتفادي حدوث تصعيد إقليمي.

ماذا عن القوات الأمريكية في الخليج؟

وتستضيف دول الخليج في الوقت الراهن أكبر عدد من القوات الأمريكية في المنطقة حيث يتمركز أكثر من 30 ألف جندي أمريكي في كل من قطر والكويت والبحرين وهي دول جرى تصنيفها كحلفاء رئيسيين للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) حتى أصبحت الكويت رابع أكبر دولة تستضيف قوات ومعدات أمريكية.

تستضيف البحرين الأسطول الخامس الأمريكي فيما الدولة الخليجية أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة
تستضيف البحرين الأسطول الخامس الأمريكي فيما الدولة الخليجية أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرةصورة من: MOHAMMED AL-SHAIKH/AFP/Getty Images

وتعود الشركات العسكرية بين الولايات المتحدة ودول الخليج إلى حقبة الثمانينيات فيما قال معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن في تقرير صدر عام 2022 إنه رغم صغر مساحة الكويت، إلا أنها "ذات أهمية استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي الرئيسي في الجزء الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية وعلى طول الممر الجوي بين أوروبا وآسيا".

ويقول مراقبون إن الكويت، التي تتبنى سياسة خارجية محايدة، تعتمد على الوجود الأمريكي  للدفاع عن نفسها حيث أنها لا تفرض رسوما على استخدام القوات الأمريكية أراضيها على النقيض من موقف دول المنطقة الأخرى.

وتستضيف قطر قاعدة العديد الجوية التي يتمركز بها حوالي 10 آلاف جندي أمريكي حيث كانت المقر الرئيسي للعمليات الأمريكية في أفغانستان فيما ترتبط الدوحة وواشنطن بعلاقة عسكرية تعود إلى مطلع التسعينيات. وتحدثت تقارير عن توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق يقضي بتمديد وجودها العسكري في قاعدة العديد بقطر لمدة 10 سنوات.

وأشار المراقبون إلى أن الجانبين فضلا عدم الإفصاح علنا عن الأمر بسبب التعقيدات الإقليمية جراء الصراع في غزة.

وتستضيف البحرين الأسطول الخامس الأمريكي فيما كانت المملكة الخليجية أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة. وقال تقرير صدر أواخر العام الماضي عن المجلس الأطلسي إن البحرين تمثل "نقطة التقاء مركزية للتواجد البحري الدولي الذي يؤمن أهم نقاط الاختناق في العالم".

وكانت الولايات المتحدة قد وقعت في سبتمبر / أيلول الماضي اتفاقا مع البحرين لتعزيز الروابط الدفاعية والاقتصادية بين البلدين وتحسين التعاون الثنائي في مجالات الدفاع والمخابرات، بحسب ما أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

أعده للعربية: محمد فرحان

كاثرين شير محررة في قضايا الشرق الأوسط