اليمن: الآلاف في خطر وتراجع أمريكي عن تدخل عسكري مباشر
٦ يونيو ٢٠١٢قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأربعاء ( 6يونيون/ حزيران) إن عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين حاصرهم القتال خلال هجوم شنه الجيش بدعم من الولايات المتحدة على متشددين إسلاميين في جنوب البلاد، وإنهم يحتاجون للمساعدة بشكل عاجل.
وشهدت محافظة أبين جنوب اليمن معارك عنيفة خلال الأسابيع الماضية، حيث تحاول قوات الجيش اليمني ومقاتلون قبليون موالون لها انتزاع السيطرة على المنطقة من مسلحين على صلة بتنظيم القاعدة يطلقون على أنفسهم "أنصار الشريعة" سيطروا عليها في العام الماضي خلال انتفاضة شعبية ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي تنازل عن السلطة رسميا في فبراير شباط الماضي. وذكرت تقارير إعلامية محلية أن الجيش اليمني أعلن يوم الاثنين الماضي حظر التجوال في عدد من الطرق الرئيسية بالمنطقة لحين إشعار آخر.
وقال اريك ماركلاي رئيس وفد الصليب الأحمر في بيان "نحن قلقون بشدة إزاء الناس المحاصرين في الداخل.. وإزاء الوضع المزري في جعار وشقرة وفي المناطق المجاورة التي يدور بها القتال". وأضاف "وصل عاملونا إلى هناك قبل عدة أيام لتقييم الوضع ووجدوا احتياجات حقيقية وعاجلة والتي إذا لم تلب فربما تؤدي إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص. وفر الآلاف بالفعل إلى أماكن أكثر أمانا".
وقال الصليب الأحمر إن السكان يواجهون نقصا في الغذاء والكهرباء والمياه في حين أن خدمات الرعاية الصحية ليست كافية. وأضاف أن كل الطرق المؤدية إلى محافظة أبين التي يدور فيها قتال عنيف قطعت أمس الثلاثاء وتم تقييد كل التحركات من وإلى المحافظة. وحثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتخذ من جنيف مقرا كل أطراف القتال على السماح لها بالدخول على الفور وتقديم ضمانات أمنية.
منع تدخل عسكري أمريكي وشيك في اليمن
وتعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي - الذي تولى السلطة في شباط/فبراير بعد خطة مصالحة مدعومة دوليا- بمكافحة المتطرفين، ووصف ذلك بأنه "واجب ديني ووطني". وفي دعم للحملة التي يشنها الجيش كثفت الولايات المتحدة ضربات الطائرات بلا طيار التي تستهدف المشتبه بهم في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
في هذا السياق كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن تراجع الولايات المتحدة عن توجه وشيك بالتدخل العسكري المباشر في الحرب التي تخوضها القوات اليمنية ضد مقاتلي تنظيم القاعدة، وذلك عقب نجاح صنعاء في توجيه ضربات عسكرية مؤثرة واستعادة العديد من المناطق التي كانت تقع تحت سيطرة القاعدة. وقالت المصادر في تصريح لصحيفة "الخليج" الإماراتية نشرته اليوم الأربعاء إن توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي بتصعيد الحرب ضد مقاتلي جماعة "أنصار الشريعة" وتشكيل غرفة عمليات بقيادة وزير الدفاع وتخضع للإشراف الشخصي من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة أسهم في منع التدخل العسكري الأمريكي المباشر في المواجهات.
واعتبرت المصادر أن مشاركة مجموعات مدنية مكثفة من فرق اللجان الشعبية المسلحة في مساندة القوات الحكومية عزز من وجاهة الرفض اليمني للتدخل الأمريكي المباشر في هذه الحرب، باعتبار أن الحرب ضد القاعدة تستمد زخماً شعبيا وان مشاركة أي قوات أجنبية بشكل مباشر في المواجهات المسلحة المحتدمة ضد مقاتلي التنظيم سيترتب عليه نتائج عكسية من قبيل خلق حالة من التعاطف الشعبي مع المسلحين.
(ع.ج.م/ رويترز، د ب أ)
مراجعة: منصف السليمي