تداعيات فيروس إيبولا على بطولة كأس الأمم الإفريقية
٤ سبتمبر ٢٠١٤رسالة واضحة وجهها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من القاهرة إلى ساحل العاج بعد رفضها استضافة فريق سيراليون في مباراة ضمن إقصائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بداعي وجود مخاوف صحية. وخيَّر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ساحل العاج بين أمرين: إما استضافة الفريق السيراليوني أو إقصائه من منافسات كأس إفريقيا للأمم. هذه الضغوط دفعت ساحل العاج إلى الاستجابة لمطالب الاتحاد الإفريقي. وعقب اجتماع خاص لمجلس الأمن الوطني في البلاد قررت ساحل العاج يوم أمس الخميس (2 سبتمبر/أيلول) استضافة المباراة أمام سيراليون يوم الأحد (7 سبتمبر/أيلول) في العاصمة أبيدجان.
ويجب على 28 منتخبا مشاركا في إقصائيات بطولة كأس إفريقيا خوض التصفيات التي ستبدأ في (5 سبتمبر/أيلول) وستستمر طيلة ثلاثة أشهر تحت ضغط فيروس إيبولا الفتاك المتفشي في بعض دول غرب إفريقيا. وكانت دولة سيشيل قد منعت مطلع شهر آب/أغسطس فريق سيراليون دخول أراضيها وألغت بذلك مباراة منتخبها ضد الفريق السيراليوني.
نيجيريا، حاملة اللقب، متأثرة كذلك بهذا الفيروس
تُجاور ساحل العاج العديد من الدول التي تعاني تفشيا لفيروس الإيبولا كليبيريا وغينيا وسيراليون، ووصل عدد الوفيات فيها لحد الآن إلى أكثر من ألف و500 حالة، أما عدد الإصابات بهذا الفيروس القاتل فيبقى مجهولا. ولكن على ما يبدو فإن منتخب ساحل العاج تجاوز مخاوفه من فيروس الإيبولا ويرغب بمواصلة التصفيات والمشاركة في الحدث الكروي الكبير بالمغرب.
ويضع فيروس الإيبولا الدول الإفريقية أمام تحد كبير. فبعد إعلان نيجيريا، حاملة لقب بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، عن حالة لفيروس الإيبولا في لاغوس، أكبر مدن نيجيريا وغرب إفريقيا، قررت حكومة دولة ليسوتو في جنوب إفريقيا قبل بضعة أسابيع إلغاء سفر منتخبها إلى نيجيريا وخوض مباراة ضمن إقصائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم. وقال الصحفي الرياضي النيجيري شيهو ساولا في مقابلة أجراها مع قناة DW"تم إلغاء المباراة على الرغم من أنها كانت ستُجرى على ملعب في مدينة كادونا التي تبعد بألف كيلومتر عن مدينة لاغوس"، ومع ذلك فإنه يتفهم هذا الموقف، وأضاف: "نتحدث هنا عن الخوف. الخوف في صفوف اللاعبين والخوف في صفوف المشجعين من الإصابة بهذا الفيروس".
قلق من خطر إيبولا على البطولة
في أوائل شهر أغسطس/آب ألغى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم جميع المباريات التي كان من المقرر أن تقام في الدول المتضررة ونقلها إلى غانا. وقال متحدث باسم الاتحاد: "استوعبت هذه الدول لحسن الحظ التدابير التي اتخذناها"، وأضاف: "يدرك اللاعبون بطبيعة الحال أنهم سيخوضون المباراة بدون مساندة جماهيرهم وهذا ليس في مصلحتهم". لكن حمايتهم من الإصابة بفيروس الإيبولا له أولوية كبيرة، لاسيما وأن أغلب لاعبي منتخبي غينيا وسيراليون متعاقدين مع أندية أجنبية، مثل اللاعب الغيني إبراهيما تراوري الذي يلعب في صفوف الفريق الألماني بوروسيا مونشنغلادباخ، لهذا فإن خوض أي مباراة على ملعب في أرض الوطن يعرضه واللاعبين الآخرين لخطر الإصابة بعدوى الإيبولا.
وفي حالة عدم القضاء على وباء الإيبولا، فإن تنظيم بطولة كأس إفريقيا، المقرر تنظيمها في المغرب بين 17 من شهر يناير/كانون الثاني و8 من شهر فبراير/شباط 2015، على كف عفريت، حسب ما يراه الصحافي الرياضي شيهو ساولا. ويقول: "هذا وضع قاتل" ويضيف: "إما أن نسيطر على هذا الوباء، أو أن ننظم بطولة بدون حضور جماهيري كبير". وينصح الصحفي الرياضي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتخاذ تدابير جذرية لاستضافة البطولة في المغرب.
المغرب يساند الدول المتضررة
هناك اقتراحات لاحتواء هذه الأزمة، ومن بينها ما نصح به المسؤول الرياضي النيجيري ساعيدو تانيمو من مدينة باوخي: "يجب على نيجيريا أن تُخضع جميع الأشخاص، الذين يرغبون في السفر لحضور البطولة، لفحص طبي ومنع كل شخص أظهر فحصُه علامات على إصابته بمرض ما". ويضيف: "يجب على المغرب كذلك أن يُخضع المسافرين في المطارات إلى فحوص طبية ومنع المشتبه بهم دخول الأراضي المغربية".
لكن ذلك يتطلب من المملكة المغربية بذل مجهود كبير، ويبقى اتخاذ هذه التدابير احتمالا واردا أيضا. وقد أبدت الحكومة المغربية تضامنها مع الدول المتضررة بفيروس الإيبولا ولم تخفض من رحلات طائرات شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية إلى هذه البلدان، باعتبارها البلد الوحيد في العالم الذي اتخذ هذا الموقف.