ترحيب دولي وتباين في مواقف العرب بشأن الاتفاق مع إيران
٢٤ نوفمبر ٢٠١٣قال مسؤول غربي كبير اليوم الأحد (24 نوفمبر/ تشرين الثاني) إن الاتفاق بين إيران والقوى العالمية الست بخصوص برنامج طهران النووي يشمل تخفيف العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على التأمين على شحنات النفط. وأضاف الدبلوماسي الغربي أن "التأمين على شحنات النفط مدرج" في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق اليوم الأحد بين إيران والقوى الست التي تضم ثلاث دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا.
وبعد خمسة أيام من المفاوضات الصعبة أعلنت القوى الكبرى وإيران التوصل إلى اتفاق تقبل بموجبه طهران بالحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ما يمهد الطريق أمام فترة جديدة من المحادثات المعمقة لمدة ستة أشهر.
ترحيب أوروبي وأممي
وفي أحدث ردود فعل، أشاد رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي الأحد بـ"الشجاعة" التي أبدتها إيران والقوى الكبرى للحد من البرنامج النووي الإيراني. بيد أنه أكد في الوقت نفسه أن المهم هو تطبيقه "في المهل المحددة". وقال فان رومبوي "من الضروري الآن التأكد من تطبيق الاتفاق في المهل المحددة ومواصلة العمل على أساس الثقة التي بنيت نحو تسوية نهائية لهذه المسألة".
ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الاتفاق ذاته بأنه "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح" نحو تطبيع الغرب للعلاقات مع إيران، وفق ما جاء في بيان عن قصر الإيليزيه. وأضاف الرئيس الفرنسي إن هذا الاتفاق "يحترم المطالب التي وضعتها فرنسا في مجال مخزون اليورانيوم وتخصيبه وتعليق تشغيل منشآت جديدة والرقابة الدولية". وتابع أن فرنسا "ستواصل العمل من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذا الموضوع".
من جهته، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم المجتمع الدولي على "دعم هذه العملية التي، إذا سمح بنجاحها، ستصب في مصلحة جميع الأطراف على الأرجح على المدى الطويل".
تباين في المواقف العربية إزاء الاتفاق حول النووي الإيراني
على صعيد آخر، تباينت مواقف الدول العربية من الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي بين مرحب ومتحفظ. وكان العراق من بين الذين سارعوا إلى الترحيب به، فقال رئيس حكومته نوري المالكي إن الاتفاق "يعد خطوة كبيرة على صعيد أمن واستقرار المنطقة واستبعاد بؤر التوتر فيها". وأضاف "نأمل أن تتواصل عملية بناء الثقة وتنشيط الحوار بما يحقق مصلحة الجانبين بمنع الانتشار النووي والاعتراف بحق إيران في برنامج نووي سلمي".
كما رحبت الإمارات بدورها بالاتفاق وأعربت عن أملها في أن "يمثل خطوة تجاه اتفاق دائم يحافظ على استقرار المنطقة ويحميها من التوتر وخطر الانتشار النووي".
في المقابل اختلف الموقف السعودي، فعلى الرغم من أن الرياض لم تصدر أي رد فعل رسمي، إلا أن عبد الله العسكر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، لخص موقف بلاده المتحفظ، بحيث قال: "النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي الذي أبرم بين القوى العالمية وإيران". وذلك في إشارة إلى حالة عدم الارتياح الشديد التي تسود دول الخليج بسبب التقارب بين الغرب وطهران. وأضاف العسكر "أخشى أن تكون إيران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي) لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية". وقال العسكر "أثبتت حكومة إيران الشهر تلو الشهر أن لديها أجندة قبيحة في المنطقة وفي هذا الصدد لن ينام أحد في المنطقة ويفترض أن الأمور تسير بسلاسة."
وفي الساعات السابقة لإتمام اتفاق الأحد اجتمع زعماء العاهل السعودي الملك عبد الله وأميرا قطر والكويت في وقت متأخر أمس السبت لبحث القضايا ذات الاهتمام للدول الثلاث.
ش.ع/ ف.ي (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)