تزايد التركيز على استغلال المواد الطبيعية في صناعة السيارات
ازدادت في السنوات الأخيرة عدد شركات السيارات في ألمانيا وفي شتى أنحاء المعمورة التي تركز جهودها على استغلال مواد خام طبيعية تنتجها الكائنات الحية، سواء على مستوى الكائن الحي بأكمله أو على مستوى الخلية أو العضو. ويأتي هذا التطور الجديد في ظل تزايد الوعي بضرورة الحفاظ على البيئة الذي يتطلب تجنب استخدام مواد ذات تأثير ضار على البيئة، وخاصة عند حرقها، مثل البلاستيك وما شابهه.
مرسيدس بنز رائدة في هذا المجال
تتميز شركة مرسيدس بنز الألمانية العريقة بقدرتها على مواكبة تطورات العصر والتعاطي مع المتغيرات العالمية بطريقة بناءة. فمهندسي الشركة يخلطون خيوط نبتة "أباكا" التي تنمو في جزر الفلبين، بالإضافة إلى القنب وخيوط مستخدمة من نباتات أخرى مع الكاوشوك لإنتاج كراسي الموديلات الجديدة. وفي هذا السياق يقول المتحدث باسم الشركة:"هذه هي المرة الأولى التي يتم استخدام مواد طبيعية في تصنيع الجدار الخارجي لسيارة".
خليط بين المواد الطبيعية والمصنعة
يضطر المهندسون الكيميائيون إلى تغيير بنية وخواص المواد الطبيعية وغالباً إلى خلطها مع مواد مصنعة لإعطائها نوعاً من القوة والتماسك. ويؤكد أخصائي إعادة استخدام المنتوجات لدى شركة فورد فولف بيتر شميت على أن "المنتوجات الطبيعية المستخدمة هنا تخضع إلى مراقبة صارمة، فنحن نعطيها عناية كبيرة ونأخذ التغييرات المناخية، وارتفاع درجة الحرارة المتزايد بعين الاعتبار". وهو ما يدعو إليه نشطاء حماية البيئة الذين يشددون على ضرورة زراعة هذه النباتات بشكل دائم والحفاظ على محيطها الطبيعي.
فرص عمل جديدة وتوفير في الطاقة
ورغم أن الكثير من المنتجات الطبيعية كالمنتجات النباتية تملك أهمية اقتصادية كبيرة إلا أن الناحية البيئة تلعب دوراً مهماً أيضا في مجال تطوير تقنية استخدام النباتات الطبيعية. فعلى سبيل المثال تم خلق فرص عمل جديدة في الفلبين في مشاريع زراعة هذه النباتات. وكما أن فوائدها لصانعي السيارات واضحة جداً: فهي تخفف من وزن السيارة بشكل ملحوظ وتساهم بتوفير زهاء 60 % من كمية الطاقة المستخدمة في صناعة السيارة، وعلاوة على ذلك يمكن استخدام الفضلات الناتجة عن استخدام المواد الطبيعية مرة أخري أو تحويلها إلى سماد طبيعي. وفي هذا الصدد ينبغي عدم نسيان أن زراعة هذه النباتات يساهم في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي.