تزايد المخاوف من وقوع اضطرابات في هايتي
١٧ يناير ٢٠١٠قالت مذكرة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن منظمة الصحة العالمية "تقدر عدد القتلى بما بين أربعين إلى خمسين إلفا" بدلا تقديرات سابقة تحدثت عن مصرع أربعة أضعاف هذا العدد. وتتطابق هذه الأرقام مع آخر حصيلة أدلت بها السلطات الهايتية وأشارت إلى خمسين إلف قتيل، فضلا عن 250 ألف جريح ومليون ونصف مليون مشرد وانتشال أكثر من 25 ألف جثة. وأكدت الأمم المتحدة مقتل رئيس بعثتها التونسي هادي عنابي وأربعين آخرين من موظفيها. كما تم العثور أيضا على جثة نائبه لويس كارلوس دا كوستا وجثة القائم بأعمال قائد شرطة الأمم المتحدة في هايتي دوج كوتس تحت أنقاض فندق كريستوفر حيث مقر قيادة الأمم المتحدة في هايتي، حسبما قالت المنظمة الدولية.
وسرّعت المروحيات الأميركية الأحد وتيرة توزيع المساعدات في بور او برنس دون أن يكفي ذلك لسد حاجات السكان الذين يعانون من الجوع ويواصلون نهب المحلات، فيما بدأت فرق الإغاثة تصل تدريجيا إلى مدن أخرى دمرها الزلزال. وتولى الجيش الأمريكي تسيير حركة المرور الجوي في بور او برنس بدعم من حاملة الطائرات كارل فينسون التي وصلت هايتي يوم الجمعة الفائت. وتتخذ المروحيات الأمريكية منها قاعدة عائمة للتنقل من أجل تزويد المنكوبين بالمواد الغذائية.
هيلاري كلينتون تزور الجزيرة المنكوبة
من جهتها قالت زيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن الولايات المتحدة ستعمل مع حكومة هايتي لضمان خروج البلاد "بشكل أقوى وأفضل" بعد كارثة الزلزال. والتقت كلينتون برئيس هايتي، رينيه بريفال، ورئيس وزرائه، جان ماكس بيليريف، في مطار بور أو برانس، حيث بحثت معهما موضوع تنسيق عمليات الإغاثة في البلاد.
وعبر بريفال عن الامتنان لجهود الإغاثة الضخمة كما أشاد بزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية واعتبر أن الزيارة ستساعد في وضع الأولويات والتنسيق اللازم للعمل على استمرار جهود الإغاثة. وركزت كلينتون على أن حملة المساعدة الأمريكية - والتي تشمل آلاف الجنود والبحارة ومشاة البحرية إلى جانب العاملين المدنيين في مجال الإغاثة - جاءت بدعوة من حكومة هايتي. وأضافت بأن حملة الإغاثة تستهدف الاحتياجات العاجلة مثل المياه والطعام والمساعدة الطبية إلى جانب جهود الانقاذ لأناس مازالوا محاصرين بين الحطام.
مخاوف من اضطرابات متزايدة
ورغم الجسر الجوي الذي لم ينقطع منذ أيام، فإن معاناة الناجين للحصول على الماء والدواء والغذاء مازالت مستمرة. كما مازال مئات الآلاف من شعب هايتي ينتظرون بيأس المساعدة فيما يستغل الناهبون الغياب الواضح للسلطة والنظام. ويقوم رجال الشرطة بإطلاق النار في الجو لتفريق الهايتيين الذين يهرعون إلى المباني المهدمة بحثا عن الماء والطعام. وقال شرطي "إنهم يسرقون أي شيء سواء كان يفيدهم أم لا. هذا جنون. تلقينا أوامر بتفريقهم فقط" مضيفا "عملنا بلا فائدة. لا نحظى بأي حماية ونحن خائفون. ووسط هذه الفوضى المخيمة، تتواصل عمليات البحث عن أحياء. غير أن مسعفا اسبانيا قال "إن الساعات ال72 الأولى تكون حاسمة. وبعدها تصبح فرص العثور على ناجين ضئيلة جدا". في الأثناء بدأت عمليات الإغاثة تتجه إلى جنوب غرب العاصمة نحو مركز الزلزال ووصلت قافلة أولى من المساعدات السبت إلى مدينة ليوغان على مسافة 17 كلم من بور أو برنس وعدد سكانها 134 ألف نسمة، وقالت الأمم المتحدة إن 90 بالمائة من مبانيها تأثرت بالزلزال. وقال الرئيس رينيه بريفال الذي يستقبل اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون متحدثا "لقد فقدت الحكومة قدرتها على العمل ولكن بدون أن تنهار".
(ع.ع/ د.ب ا/ ا ف ب/ رويترز)
مراجعة: ابراهيم محمد