040510 plant for the planet
٦ مايو ٢٠١٠فيليكس فينكباينر طفل ألماني في الثانية عشرة من العمر أخذ على عاتقه مهمة حماية البيئة، من خلال زرع أشجار كثيرة في كل أنحاء المعمورة. انه يتوق إلى زرع حوالي مليون شجرة في كل دولة من دول العالم، ويشتغل لتحقيق هذا الهدف من خلال مؤسسة "شتلة من أجل الأرض" لاستقطاب أطفال العالم لمشاركته في غايته. ويأمل فيليكس أن يكون مشروعه هذا وسيلة للضغط على المسؤولين، وذلك من أجل إصدار قوانين و توقيع اتفاقية عالمية ملزمة لحماية المناخ، كي يكون لأطفال اليوم نفس المستقبل الذي كان للأجيال السابقة.
و يقوم فيليكس بخطوات عملية من أجل التعريف بمشروعه البيئي، وذلك من خلال الدعاية له بطرق شتى كتهييء قمصان وإعداد ملصقات خاصة تدعو لحماية البيئة، كما نشر وزملاؤه كتابا للغاية نفسها. إضافة إلى ذلك يسافر فيليكس حول العالم ويلتقي بشخصيات مرموقة يرجو منها الدعم اللازم الذي يحتاجه لإنجاح مشروعه الذي كرس له كثيرا من الوقت.
سن صغيرة وأهداف كبيرة
تبدو مهمة فيليكس شاقة بعض الشيء بالنظر الى صغر سنه ، فإضافة إلى واجباته المدرسية وارتباطاته الاجتماعية كلقاءاته مع أصدقائه مثلا، يتعين عليه الاهتمام والوقوف على المبادرات التي تدخل في إطار مشروعه البيئي. فكل حدث ذي صلة يجب توثيقه بالصوت والصورة، فعندما يكون الأطفال منهمكين في غرس الأشجار، يتوجب على فيليكس التحدث إلى المسئولين من أجل إقناعهم بنجاعة مساعيه وأهميتها، وهذا كان موضوع خطابه الذي ألقاه أمام نواب برلمان الاتحاد الأوروبي. ولم يكن هذا بالأمر السهل بالنسبة إليه، إذ يقول معلقا على هذه التجربة: "لا أجد حرجا في التحدث أمام مجموعة صغيرة يتراوح عدد أفرادها ما بين خمسين ومائة شخص، لكن عندما يصل العدد إلى 1000 أو 2000 شخص تزيد حدة ارتباكي."
عبئ المسؤولية
إن عبئ المسؤولية التي اختار فيليكس تحملها ليس بالهين، لذلك يدعمه أبوه ويوجهه في مساعيه. والد فيليكس هو الأخر ناشط جمعوي يدير جمعية تهتم بشؤون البيئة، ويرى فينكباينر الأب أن ابنه فيليكس يملك من الإمكانات ما يتيح له السير قدما في الطريق الذي اختاره لنفسه، مؤكدا على أن ما يقوم به يعد بمثابة حافز لباقي الأطفال في مثل سنه لتتبع خطاه والسير في نفس الاتجاه قائلا: "إن الأطفال يلاحظون أن بإمكانهم فعل شيء ما من أجل بيئتهم، كل طفل يمكنه فعل شيء ما في هذا الصدد". ويجزم أنه حتى الأطفال في سن التاسعة يمكنهم تقديم الإضافة المرجوة في هذا المجال، ويظن أن هذا هو ما يصبو إليه الصغير فيليكس.
حتى الآن تمكن فيليكس من إقناع مئات الأطفال في أنحاء كثيرة من العالم بجدوى فكرته، وهو سعيد بما حققه، لكنه في الوقت نفسه لا يمني النفس بتحقيق نجاحات باهرة: "نحن الأطفال لسنا بالسذاجة التي يتصورها البعض، ونعرف أنه ليس بزرع الأشجار يمكن حل مشاكل العالم" و يضيف قائلا: " لكن كل شجرة زرعناها هي بمثابة رمز بالغ الأهمية، وبذلك نكون قد حققنا شيئا مهما". ومن أجل المضي قدما في سبيل تكريس قواعد فكرته يضاعف فيليكس مجهوداته في سباق مع الزمن للعمل على تحقيق مستقبل بيئي أفضل.
الكاتب: باستيان هارتش/ عادل الشروعات
مراجعة: عبدالرحمن عثمان