1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةكوريا الشمالية

تعاون كوريا الشمالية وإيران.. تحالف جديد ضد الغرب؟

١٢ مايو ٢٠٢٤

أشارت تقارير إلى تبادل إيران وكوريا الشمالية بعض الأسرار النووية وخبرات صناعة المسيرات، إيذانا بتدشين بيونغ يانغ وطهران تحالفا جديدا مناهضا للغرب.

https://p.dw.com/p/4fd9W
صورة تركيبية تجمع زعيمي إيران آية علي خامينئي وكوريا الشمالية كيم يونغ اون
يبدو أن كوريا الشمالية ترغب في تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري مع إيرانصورة من: YONHAPNEWS AGENCY/Zumapress/picture alliance

تخطو كوريا الشمالية باتجاه بناء علاقات جديدة مع الدول التي تتقاسم معها الأفكار بالتزامن مع توثيق تعاونها مع حلفائها التقليديين روسيا والصين. ومؤخرا، يبدو أن النظام الإيراني بات موضع اهتمام بيونغ يانغ وزعيم البلاد  كيم جونغ أون.

وقالت كيم سونغ كيونغ، الأستاذة المتخصصة في شؤون كوريا الشمالية في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول، إن الوضع الحالي يشبه حقبة الحرب الباردة حيث "أننا نشهد صعود كتلتين، وترى كوريا الشمالية في ذلك فرصة جيدة للوقوف إلى جانب إيران وتكرار معارضتها للولايات المتحدة". وأضافت أن كوريا الشمالية ربما ترى أن هذا الأمر يمثل "فرصة جيدة لبيع الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لطهران مقابل منافع اقتصادية في ضوء أن العقوبات  المفروضة على البلدين تحد من قدراتهما الاقتصادية".

وشهد الشهر المنصرم إرسال كوريا الشمالية وفدا رفيع المستوى يتألف من خبراء اقتصاديين إلى طهران في زيارة امتدت لأكثر من أسبوع في أول مهمة من نوعها منذ عام 2019. ورغم مساعي البلدين إلى رفض الحديث عن الزيارة، إلا أن محللين قالوا إن المحادثات تطرقت إلى التكنولوجيا العسكرية بما في ذلك  الأسلحة النووية  والصواريخ الباليستية.

وتنفي إيران إجراء محادثات بشأن برنامجها النووي، إذ وصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية هذه التكهنات بأنها "متحيزة وعارية عن الصحة"، مؤكدا أن وفد كوريا الشمالية الزائر حضر معرضا في طهران مع عقد محادثات تجارية.

وبعد ذلك بيوم، أدانت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على إيران جراء اتهام طهران بتزويد روسيا بآلاف المسيرات لاستخدامها بالحرب في أوكرانيا وأيضا شنت إيران هجمات بمسيرات وصواريخ على إسرائيل  في منتصف الشهر المنصرم ردا على قصف قنصليتها في دمشق.

إيران وكوريا الشمالية.. نحو مرحلة جديدة من التعاون؟

ملامح التحالف المناهض للغرب

تستهدف الجولة الأخيرة من العقوبات قدرة إيران  على تصنيع المسيرات واستخدامها. فيما ذهبت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية إلى القول بأن العقوبات الجديدة استهدفت قطاعات الصلب والسيارات والطائرات بدون طيار في إيران، مضيفة أن واشنطن فرضت العقوبات بعد أن أقدمت على "تزييف الحقائق كما لو كانت إيران مسؤولة عن تدهور الوضع الإقليمي".

من جانبه، أشار دانييل بينكستون، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تروي في سول، إلى قدم العلاقات التي تربط إيران و كوريا الشمالية، مضيفا أ، "هذه العلاقة تتسم في كثير من النواحي بالتناقض: إذ أن إيران تعد نظاما إسلاميا ثيوقراطيا، في حين أن نظلم كوريا الشمالية شيوعي قائم على عبادة الشخصية".

وأضاف في مقابلة مع DW، أنه "رغم الاختلاف الكبير بين النظامين، إلا أن بيونغ يانغ وطهران تتقاسمان بعض الأمور: إذ أن كلاهما نظامان استبداديان لا يتسامحان مع أي صوت معارض فضلا عن أنهما يشتركان في لعب دور المظلومية ضد الولايات المتحدة والغرب بشكل عام".

وقال إن القادة الإيرانيين يطلقون على الولايات المتحدة وصف "الشيطان الأكبر" في حين تركز الدعاية الكورية الشمالية على ما تسميه "الإمبريالية الأمريكية".

تعميق العلاقات مع الحلفاء التقليديين

وفي الوقت الذي تسعى فيه كوريا الشمالية إلى تعزيز علاقاتها مع إيران  وروسيا والصين وسوريا وبيلاروسيا، فقد قامت بإغلاق سفاراتها في دول أخرى حيث سحبت بعثاتها الدبلوماسية من إسبانيا وأنغولا وأوغندا وهونغ كونغ ونيبال.

وأفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية بأن إغلاق البعثات الدبلوماسية جاء بسبب الصعوبات الاقتصادية، لكن محللين ارجعوا ذلك إلى مخاوف قيادة  كوريا الشمالية  من انشقاق دبلوماسييها المتواجدين في الخارج. وقال آخرون إن بيونغ يانغ ترغب في توطيد علاقاتها مع الدول التي ستدعمها اقتصاديا وعسكريا.

تجربة صاروخ بعيد المدى في كوريا الشمالية 19.04.2024
يشير مراقبون إلى أنه هناك تعاون بين كوريا الشمالية وإيران حول الأسلحة النووية والصواريخ البالسيتيةصورة من: AFP

الأسرار النووية والمسيرات

وقال بينكستون إنه من المتوقع أن تظهر إيران  وكوريا الشمالية المزيد من الدعم السياسي والدبلوماسي لبعضهما البعض، مثل دعم بيونغ يانغ لإيران على حساب إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي ذلك، أضاف أن كوريا الشمالية "قامت في الماضي بتزويد إيران بالتكنولوجيا النووية وهو ما أزعج إسرائيل. ومن المحتمل أن تتمكن كوريا الشمالية مرة أخرى من تقاسم ما قامت بتطويره. ستكون قادرة على توفير البيانات بناء على تجاربها النووية ويمكنها تبادل أفضل الممارسات بشأن برنامجها الفضائي والمعلومات بشأن برنامجها المحلي للأقمار الصناعية."

وأشار إلى أن تكنولوجيا صناعة المسيرات سوف تحظى باهتمام البلدين في أعقاب فعالية الطائرات بدون طيار في أرض المعارك بأوكرانيا، مضيفا بأنه "ستكون لديهما بيانات حول أمور مثل تقييمات الخسائر والتكنولوجيا الأكثر فعالية والتدابير المضادة بما في ذلك المقارنة بين قدرات وتصميم المسيرات في كلا البلدين".

بيونغ يانغ في حاجة إلى النفط الإيراني

وقال بينكستون إن  كوريا الشمالية  تحتاج بشدة إلى النفط الذي يقع في صميم العقوبات الدولية، فيما يمكن لإيران التهرب من العقوبات عن طريق الاستفادة من اتفاقيات التجارة الثلاثية مع روسيا بهدف تزويد كوريا الشمالية بالنفط.

وفي ذلك، يحذر خبراء من احتمالية ظهور تكتل قوي بعد أكثر من عشرين عاما من استخدام الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش عبارة "محور الشر" لوصف حكومات كوريا الشمالية وإيران والعراق.

وفي تعليقه، قال بينكستون إن هناك "دولا ترى نفسها ضحية تقف ضد النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. قد لا تتوافق المصالح الوطنية لهذه الدول بشكل كامل، لكنها تتقاسم عنصرا هاما يتمثل في مناهضة الغرب".

أعده للعربية: محمد فرحان

 

Freiberufliche Mitarbeiter, Julian Ryall
جوليان رايل صحفي مقيم في طوكيو، يركز على القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليابان وكوريا.