تقارير إعلامية: استفتاء جنوب السودان حقق أغلبية كافية للانفصال
١٩ يناير ٢٠١١
أظهرت نتائج أولية للاستفتاء على مصير جنوب السودان أن مواطني الجنوب حققوا في عمليات التصويت الأغلبية اللازمة للانفصال عن شمال السودان، حسبما قالت وكالة فرانس برس. وأظهرت الأرقام التي جمعتها الوكالة من رئيس لجنة الاستفتاء للولايات والمقاطعات أنه تم حتى الآن احتساب مليونين و198 ألفا و422 بطاقة مؤيدة للاستقلال. وهذا العدد يتجاوز كثيراً العدد اللازم لتحقيق الأغلبية البسيطة، وهو مليون و89 ألف صوت المطلوبة للانفصال. بعد أن بلغ عدد من أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء أكثر من ثلاثة ملايين و932 ألف ناخب مسجل، أي ما نسبته 96 بالمائة من إجمالي عدد الناخبين.
وكان السودان قد أجرى على مدى الأيام الماضية استفتاءا مصيرياً لتقرير مصير الجنوب بمقتضى اتفاق للسلام بين شطري السودان، أنهى عام 2005 حربا أهلية استمرت عقوداً بين الجانبين.
كل المؤشرات ترجح الانفصال
وأظهرت النتائج الأولية للاستفتاء الأربعاء أن جوبا، التي تأمل في أن تصبح عاصمة دولة جنوب السودان المستقبلية، صوتت بنسبة 97.5 بالمائة لصالح الاستقلال. وأعلن تيمون واني رئيس اللجنة الفرعية للاستفتاء في جوبا أن 211 ألفا و18 شخصا صوتوا لصالح الاستقلال في المدينة التي تسكنها غالبية من المسيحيين مقابل 3650 صوتاً لاستمرار الوحدة مع الشمال. وأظهرت النتائج الأولية الكلية لعدد من ولايات الجنوب العشرة تأييداً كاسحاً للانفصال تصل نسبته نحو 99 بالمائة.
يأتي هذا فيما أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز للأنباء اليوم الأربعاء لآراء مسؤولين في سبع من بين عشر ولايات في جنوب السودان أن الغالبية العظمى من الجنوبيين صوتوا في الاستفتاء لصالح إعلان الاستقلال عن شمال السودان. وتتفق نتيجة الاستطلاع مع توقعات على نطاق واسع لنتيجة الاستفتاء.
وتحدث مسؤولون عن الاستفتاء عن تصويت كبير لصالح الاستقلال ونشر البعض نتائج مبكرة بينما قال آخرون إن الاتجاه يشير إلى تأييد أكثر من 90 في المائة من الناخبين في ولايات الاستوائية الوسطى والوحدة والبحيرات وجونقلي وواراب وغرب بحر الغزال وشرق الاستوائية.
تحذير أممي بشان ابيي
وتأتي هذه النتائج الأولية فيما أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير اليوم الأربعاء التزامه بالنتيجة التي سيسفر عنها الاستفتاء التاريخي لانفصال جنوب السودان. وقال البشير في كلمته أمام القمة الاقتصادية الثانية في شرم الشيخ إن السلام في السودان لا رجعة فيه.
في هذه الإثناء حذر موفد للأمم المتحدة أمس الثلاثاء من التوتر في منطقة ابيي على الحدود بين شمال السودان وجنوبه والذي قد يؤثر سلباً على الاستفتاء حول انفصال جنوب السودان. وقال هايلي منكيريوس الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان إن الوضع المضطرب في منطقة ابيي قد يشكل "خطر عدم استقرار على الأرض" خلال الأشهر المقبلة، بعد المواجهات في بداية كانون الثاني/ يناير بين قبيلتي المسيرية الشمالية ودينكا نقوك الجنوبية والتي أسفرت عما بين 20 و60 قتيلاً.
وكان من المقرر إجراء استفتاءين متزامنين بموجب اتفاق السلام الشامل الذي وقع العام 2005 منهياً عقدين من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه، الأول حول انفصال جنوب السودان وقد أنجز في شكل سلمي، والثاني حول وضع منطقة ابيي. لكن الاستفتاء الثاني أُجل إلى أجل غير مسمى بسبب خلاف حول مشاركة قبيلة المسيرية. وتشدد هذه القبيلة على وجوب مشاركتها في الاستفتاء خشية حرمانها من الوصول إلى ابيي في حال انضمامها إلى جنوب السودان.
(ي. ب / ا ف ب/ د ب ا/ رويترز)
مراجعة: عماد مبارك غانم