ثلاثون عاماً على كارثة تشيرنوبل
مازال الناجون من كارثة تشيرنوبل يكافحون من أجل الاعتراف بهم بعد ثلاثين عاماً من الكارثة. مراسل DW تحدث مع السكان المحليين وزار المنطقة المنكوبة في ذكرى انفجار المفاعل النووي.
واحد وثلاثون عاملاً ورجل إطفاء لقوا مصرعهم بسبب تعرضهم المباشر للإشعاع النووي بعدما انفجرت الوحدة الرابعة من المفاعل النووي لمحطة تشيرنوبل، يوم السبت 26 أبريل/نيسان 1986 في أوكرانيا السوفيتية. وفارق آخرون الحياة فيما بعد، في ظل قلة الوعي بمخاطر التعرض للإشعاعات. أكثر من 90 ألف عامل بنى الغطاء الواقي الظاهر في أعلى الصورة للحيلولة دون تسرب الإشعاعات من المفاعل التالف بعد ستة أشهر من الكارثة.
سيرجي نوفيكوف، أحد المحظوظين الذين نجوا من الحادث. في عام 1986 عمل نوفيكوف ضمن فريق أمني في مدينة بريبيات، على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من المفاعل الرابع. وبينما كان في "المنطقة المنكوبة"، شهد تجربة الاقتراب من الموب، وظل في المشفى لأكثر من عام، وقيل له أنه لن يعيش سوى بضعة أشهر. لكن الأطباء كانوا مخطئين، وهو مازال على قيد الحياة.
زوجة نوفيكوف كانت تعد الأيام، وهي مازالت تحتفظ بتقويم العام حيث كان زوجها يعمل في المنطقة المنكوبة، وكانت تعلم على الأيام بعلامة صفراء، تليها علامة زرقاء في الأيام التي يصلها منها رسالة منه. في سبيل إخماد الحريق وتنظيف المنطقة المحيطة، أرسل الاتحاد السوفيتي على مدى أربعة أعوام ما بين 600 ألف و800 ألف عامل وجندي، عرفوا باسم "عمال التصفية" لتنظيف المنطقة من تداعيات الكارثة.
تصور هذه الأيقونة الخاصة بتشرنوبل يسوع المسيح في السماء وإلى جانبه العذراء مريم والملاك ميخائيل وتحتهم المنطقة المنكوبة، والضحايا الذين ماتوا من جراء الإشعاعات. وتظهر الأيقونة المسيح وهو يبارك العمال والطاقم الطبي والجنود الذين ضحوا بحياتهم لاحتواء تداعيات الانفجار وإجلاء السكان.
نيل مارداغاليموف هو رئيس جمعية كراماتورسك لإحياء ذكرى ضحايا تشيرنوبل، وواحد من آلاف الأشخاص الذين أرسلوا للمنطقة المنكوبة كعمال تصفية. ومازال الناجون يكافحون منذ عقود للحصول على تعويضات وعلى الحق في معاش. ويقول مارداغاليموف لـDW: "لقد ضحينا بكل قوتنا وصحتنا لإنقاذ البلاد. والآن تركنا وحدنا".
دمية ملقاة على الأرض في روضة أطفال في كوباتشي. القرية تم إخلاوها بعد الكارثة ومازالت ملوثة بالإشعاع النووي، وتقدر نسبة تلوثها ما يعادل عشرين مرة أثر القنابل الذرية في هيروشيما وناغازاكي.
أكبر قرى المنطقة المنكوبة كانت قرية زاليزيا، ويبلغ عدد سكانها 3500 نسمة. تم إجلاء السكان بين عامي 1986 و1987، بعضهم وجد صعوبة في الاندماج في المجتمع السوفيتي الحضري، وعاد نحو ألف منهم للمنطقة. آخر هؤلاء، روزاليا، توفيت في ديسمبر/كانون الأول وهي في منتصف الثمانينات من عمرها. هذه الصورة تظهر المنزل الذي عاشت فيه قبل الإجلاء.
على بعد ثلاثة كيلومترات من المفاعل، بنيت مدينة بريبات، كمدينة مثالية للنخبة السوفيتية. وجاء السكان من موسكو وليننغراد وكييف بحثاً عن العيش الرغد والرفاهية، والآن تحولت المدينة لمدينة أشباح. في الصورة تظهر في أقصى اليمين منشأة تشيرنوبل. تريد نقابة الشركات الغربية بناء غطاء واقي للمفاعل الرابع وغطائه القديم، ومن المقرر أن يكتمل البناء في 2017.
هذا المركز الرياضي يعد واحداً من المرافق العديدة التي ساهمت في رفع مستوى المعيشة في مدينة بريبيات، وكثيرأً مازار الرياضيون المشهورون في الاتحاد السوفيتي هذا المركز.
ثلث سكان بريبيات كانوا تحت الثامنة عشر من عمرهم، أي ما يعادل نحو 17 ألف شخص. وكان المدينة تحتوي على 15 مدرسة ابتدائية وخمس مدارس سنوية وكلية تقنية.
مئات من الأقنعة الواقية من الغازات ملقاة على الأرض في مدرسة بريبيات رقم ثلاثة. تم إخراج هذه الأقنعة من قبل الناهبين، الذين كانوا يطمعون في حصد كميات الفضة البسيطة الموجودة ف يالمرشحات. وكان استعمال الأقنعة يمثل جزءاً أساسياً من دروس الدفاع المدني السوفيتي، حيث يدرب تلاميذ المدارس على كيفية مواجهة حالات طوارئ مثل الهجمات النووية والبيولوجية والكيميائية.
لا تشعر في بريبيات أنك في أوكرانيا، حسبما تقول المرشدة السياحية فيتا بولياكوفا، موضحة: "هذا المكان يعد نصباً تذكارياً للاتحاد السوفيتي والأخطاء التي يمكن أن نستخلصها من نظام الحياة فيه".