جامعة برلين الصيفية تناقش قضايا المياه في العالم العربي
٢٨ يوليو ٢٠١٠تعمل المهندسة السورية سونيا الحبوس المتخصصة في مجال إدارة شبكات مياه الشرب مُعيدة في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق. وهذا ما دفعها للمشاركة في الجامعة الصيفية التي أقيمت في العاصمة الألمانية برلين خلال الشهر الماضي. المهندسة السورية البالغة سبعة وعشرين عاما تقيم مشاركتها في هذه الفعالية بالمفيدة للغاية وذلك نظرا للخبرات والتقنيات الموجودة في ألمانيا والتي تفتقر إليها البلدان العربية. "وهذا ما استفدت منه وتعلمته خلال المشاركة في الجامعة الصيفية. إضافة إلى ذلك أرغب في تلقين هذه التقنيات المرتبطة بمعالجة المياه العادمة و طرق كسب المياه الصالحة للشرب إلى الطلاب السوريين بعد عودتي إلى دمشق"، كما تقول المعيدة سونيا الحبوس.
محاضرات نظرية وزيارات ميدانية
وتضمن برنامج الجامعة الصيفية محاضرات نظرية حول طرق إدارة المياه وتنقيتها بشكل يضمن إمداد أكبر عدد من السكان بالمياه الصالحة الشرب، وذلك بشكل اقتصادي وفعال ودون الإضرار بسلامة المحيط البيئي. إلى جانب ذلك قام المشاركون خلال الأسبوع الثاني للفعالية، بزيارة منشآت مائية في برلين والمناطق المجاورة لها من أجل الإطلاع على كيفية التطبيق الفعلي "لكل النظريات التي تعلمناها في محاضرات الأسبوع الأول"، كما توضح سونيا الحبوس. وتضيف "استفدت أيضا لكوني رأيت كيف تتم مراحل العمل وأنواع المشاكل الموجودة، والطرق المتبعة لحلها."
يأتي تنظيم هذه الفعالية في إطار برنامج الحوار العربي الألماني الإيراني الذي أطلقته الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي منذ أربع سنوات والذي يطمح إلى التقارب بين الجامعات الألمانية من جهة وشريكاتها العربية والإيرانية من جهة أخرى، كما يقول البروفيسور أوفه تروغر أستاذ علم المياه (الهيدرولوجيا) في جامعة برلين التقنية وأحد منظمي الجامعة الصيفية.
أساليب عمل جديدة تؤدي لنتائج أفضل
ويطمح المنظمون أن يستمر التعاون المشترك بين الأطراف العربية وألمانيا حتى بعد انتهاء الجامعة الصيفية. لذا تم إنشاء خادم إلكتروني يخزن فيه المشاركون نتائج بحثهم ويمكنهم في الوقت ذاته من الإطلاع على أعمال الآخرين ومناقشتها معهم، كما يقول البروفيسور أوفة تروغر، الذي حرص أيضا على إشراك طلاب من مشرق العالم العربي ومغربه، حتى يتمكن المشاركون من مقارنة أساليب التدريس في الدول العربية المختلفة. فحسب البروفيسور الألماني يتجاوز هدف تنظيم الفعالية بناء شبكة بين الجامعات العربية من جهة والألمانية من جهة أخرى. "ما لا يقل أهمية عن ذلك، هو تكوين شبكة بين الجامعات العربية نفسها، حتى يتمكن الطلاب العرب من خلال هذا المشروع المشترك من جمع تجارب يمكنهم استخدامها في مجال التدريس الجامعي أو البحث العلمي". ويوضح البروفيسور تروغة هذا الهدف بطغيان أساليب التدريس التلقينية على أغلب الأنظمة التعليمية العربية. أما في الجامعة الصيفية "فيتعلم المشاركون طرق العمل داخل مجموعات صغيرة، ما يؤدي في العادة إلى نتائج أفضل".
هذه الطريقة في العمل ساعدت المشاركين العرب والألمان على التعرف بشكل أفضل على بعضهم البعض، حتى على المستوى الشخصي، وعلى نشوء صداقات بين المشاركين، كما تؤكد المهندسة سونيا الحبوس التي تركت الجامعة الصيفية انطباعا إيجابيا لديها عن زملائها الألمان، الذين تصفهم بالطيبين. وتضيف المهندسة الشابة قائلة: "إنهم يُبدون رغبة كبيرة في المساعدة والإجابة على الأسئلة التي نطرحها. وإذا لم يتمكنوا من الإجابة بسرعة، فهم لا ينسون السؤال ويعودون في اليوم التالي ليذكرونك بذلك لكي يقدموا لك الإجابة."
ولضمان استمرارية المشروع من المقرر أن يسافر الطلاب الألمان المشاركون في الجامعة الصيفية إلى الأردن خلال شهر سبتمبر المقبل لمتابعة المشاريع العلمية التي بدؤوها في برلين، وللإطلاع عن قرب على المشاكل التي يعاني منها قطاع المياه في العالم العربي.
الكاتب: خالد الكوطيط
مراجعة: عبدالرحمن عثمان