جولة بوش في دول شرق أوروبا لفتة شكر لأبرز حلفاء أمريكا في الوقت الراهن
١١ يونيو ٢٠٠٧يعود الرئيس الأمريكي جورج بوش اليوم إلى واشنطن بعد جولته الأوروبية التي استمرت 8 أيام والتي اختتمها بزيارة إلى العاصمة البلغارية صوفيا. وقد وصل بوش إلى صوفيا أمس الأحد حيث لقي استقبالا رسميا أمام كاتدرائية الكسندر نيفسكي وصافح الجنود البلغار، الذين شاركوا في التحالف الذي قادته بلاده في العراق وأفغانستان. وكان 13 جنديا بلغاريا قتلوا في العراق التي ينتشر فيها 335 جنديا بلغاريا، كما ينتشر 80 جنديا بلغاريا في أفغانستان ويتوقع أن يزداد عددهم الى 200 جندي. جدير بالذكر أن بلغاريا عضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وتعتبر حليفا قويا للولايات المتحدة منذ بداية الحرب على العراق، لذلك تعد زيارة بوش رمزا لامتنانه لها.
الدرع الصاروخي في صلب جولة بوش
وتمحورت مباحثات بوش في محطته الأوروبية الأخيرة حول قضية الدرع الصاروخي الذي تنوي أمريكا نشره في أوروبا، حيث لن يشمل الدرع صوفيا، لذلك صرح وزير الخارجية البلغاري ايفاليو كالفين أن بلاده ستغتنم فرصة الزيارة وستتقدم بطلب الإفادة من المستوى الأمني ذاته الذي تنعم به دول حلف شمال الأطلسي، وذلك حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ومن المعروف أن قضية الدرع الصاروخي تثير أزمة دبلوماسية بين واشنطن وموسكو، ظهرت أحدث علاماتها في المحطة قبل الأخيرة من جولة بوش وهي العاصمة الألبانية تيرانا، حيث أصر بوش، وسط ترحيب ألباني، على تحديد موعد نهائي لاستصدار قرار من مجلس الأمن من أجل منح الاستقلال لإقليم كوسوفو، وهو الأمر الذي ترفضه موسكو رفضا قاطعا، وسبق أن هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) لعرقلة قرار كهذا.
قمة الثمانية أهم محطات الجولة
الحدث الرئيسي في جولة بوش الأوروبية كان المشاركة في أعمال قمة الثمان التي عقدت في هايلجندام شمال ألمانيا. وهي القمة التي شهدت انفراجة في الموقف الأمريكي بشأن قضية التغيرات المناخية، حيث أعلنت واشنطن لأول مرة التزامها بخفض انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض، وموافقتها على بحث القضية في إطار منظمة الأمم المتحدة. غير أن كثير من المراقبين اعتبر أن هذه الخطوة الأمريكية غير كافية.
كما تجدد أثناء القمة السجال السياسي بين واشنطن وموسكو حول قضية الدرع الصاروخي، الذي تنوي واشنطن نشره في أوروبا، حيث فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجميع بعرض يشمل المشاركة في درع مضادة للصواريخ عبر استخدام منشآت من الاتحاد السوفياتي السابق بدلا من إنشاء قواعد جديدة في أوروبا. من المعروف أن روسيا تشعر بتهديد من جراء مشروع الدرع، بينما تقول واشنطن أن الهدف منه حماية أوروبا من أي هجمات قد تقدم عليها دول تدعم الإرهاب. الرئيس الأمريكي اعتبر أن العرض الروسي مثير للاهتمام، لكن لم تصدر حتى الآن إجابة واضحة من واشنطن.
زيارة بوش إلى دول المعسكر الشرقي سابقا جاءت بمثابة مكافأة لهذه الدول على تأييدها لسياسات الولايات المتحدة والتحالف معها في الحرب على الإرهاب. فمن المعروف أن التشيك وبولندا وألبانيا وبلغاريا هي من أبرز حلفاء أمريكا في الوقت الراهن، وتعد زيارة بوش إلى ألبانيا زيارة تاريخية، حيث لم يسبق لرئيس أمريكي زيارة تيرانا من قبل، وقد استقبل بوش بحفاوة بالغة رسميا وشعبيا، حيث خرجت الجماهير لتحية بوش على النقيض من الاحتجاجات العدائية التي لقيها أثناء زيارته لإيطاليا وألمانيا. وفي المقابل ايد الرئيس الأمريكي مسعى ألبانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، كما دعم المطالب باستقلال إقليم كوسوفو.