حمص تستغيث والمعارضة السورية تحمل المجتمع الدولي مسؤولية "المجازر"
٢٥ ديسمبر ٢٠١١أفادت الأنباء أن مدينة حمص قلب حركة الاحتجاج السورية محاصرة من قبل آلاف الجنود، كما أن تسعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال لقوا حتفهم اليوم الأحد (25 كانون الأول/ ديسمبر 2011). وشهدت حمص التي تبعد بحوالي 160 كلم شمال العاصمة دمشق، مظاهرات كبيرة ضد السلطات إلى جانب مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، حسب مصادر المعارضة. وقال المجلس الوطني السوري المعارض في بيان إن "حي بابا عمرو بحمص شهد منذ الصباح حصارا شديدا وتهديدا خطيرا باقتحام أحياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر بأربعة آلاف شخص". كما أشار إلى "قصف شديد طال حمص طوال الأيام التي مضت". وحذر المجلس من "تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الإنسانية في حمص التي يستغيث أهلها، وينذرون بالخطر المحدق بهم إن لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها إلى هناك فورا".
ودعا المجلس الوطني المراقبين العرب إلى "التوجه بشكل عاجل وفوري إلى حمص والدخول إلى الأحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من أجله". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان دعا أمس السبت فريق مراقبي الجامعة العربية إلى التوجه "فورا" إلى حمص بعد العثور على جثث أربعة مدنيين "تحمل آثار تعذيب". ووصلت بعثة تابعة للجامعة العربية الخميس (22 كانون الأول ديسمبر) إلى دمشق للإعداد لمهمة مراقبيها. وقال رئيس هذا الوفد سمير سيف اليزل إنهم "أكثر من خمسين خبيرا عربيا من مختلف المجالات، لاسيما السياسي وحقوق الإنسان والعسكري". وعقدت البعثة أمس السبت اجتماعا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وصفه جهاد المقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية "بالايجابي".
تحرك فوري وشامل ملح لوقف "المجازر التي يرتكبها النظام"
وطلب المجلس الوطني السوري المعارض من مراقبي الجامعة العربية "التوجه إلى كل المناطق الساخنة في سوريا أو الانسحاب وإنهاء المهمة إن لم يكن ذلك ممكنا لهم". وحمل المجلس الجامعة العربية والمجتمع الدولي "مسؤولية الدماء التي تنزف في سوريا والمجازر التي يرتكبها النظام". وتقدر الأمم المتحدة عدد القتلى في سوريا منذ بدء الانتفاضة الشعبية منتصف آذار/ مارس بنحو خمسة آلاف شخص. ويقول المحتجون إن القتلى يسقطون برصاص قوات الأمن والجيش، بينما تتحدث السلطات السورية عن "مجموعات مسلحة" لا عن متظاهرين سلميين، كما تؤكد الدول الغربية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.
وقد شارك آلاف الأشخاص أمس السبت في تشييع ضحايا تفجيرين انتحاريين أوقعا 44 قتيلا قرب اثنين من المقرات الأمنية في دمشق الجمعة. واتهمت جماعة الإخوان المسلمين النظام بالوقوف وراء هذه الاعتداءات وبمحاولة إلصاق التهمة بها، بينما وجهت السلطات السورية أصابع الاتهام لتنظيم "القاعدة" في الهجومين. واستمرت أعمال العنف اليوم الأحد في أنحاء مختلفة من سوريا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان قوات الأمن السورية تواصل حملتها القمعية في حمص، ودير الزور ودرعا.
وفي القاهرة أعرب وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عن إدانته الشديدة للتفجيرات التي شهدتها العاصمة السورية، وقدم الوزير خالص تعازيه لأسر الضحايا وللشعب السوري، مشددا على موقف مصر الثابت والمناهض للإرهاب. وذكر بيان للخارجية المصرية اليوم الأحد أن الوزير عمرو شدد على أهمية المعالجة الشاملة للأزمة السورية من خلال التزام الحكومة السورية بالتطبيق الكامل لكافة بنود خطة العمل العربية التي سبق وأن وافقت عليها دمشق.
(م أ م/ أ ف ب، د ب أ)
مراجعة: أحمد حسو