خبير ألماني: تجربة الصاروخ الروسي لا تعني سباق تسلح جديد
٣٠ مايو ٢٠٠٧اعتبر الخبير الألماني غوتس نوينيك، رئيس قسم أبحاث التسلح في معهد أبحاث السلام والسياسات الأمنية في جامعة هامبورغ، في حوار مع موقعنا أن قيام روسيا بتجربة صاروخين عابرين للقارات يوم الثلاثاء 30 مايو/أيار "لا يعني أن العالم يتوجه نحو مرحلة جديدة من التسلح".
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قال إن الصاروخ "إر.إس 24" أطلق من منصة متحركة موقع بليستسك لإطلاق الصواريخ الذي يقع على بعد 800 كيلومتر شمالي موسكو. وأصاب الصاروخ هدفه في موقع كورا الاختباري في شبه جزيرة كامتشاتكا التي يسكنها عدد قليل من السكان في أقصى شرق روسيا. وحسب مصادر روسية فإن نجاح إطلاق هذا الصاروخ يعزز القدرة العسكرية الروسية لتتغلب على أنظمة الدفاع ضد الصواريخ ويزيد من قوتها في مجال الردع النووي.
"روسيا تريد التذكير بأهمية التفاوض"
ولدى سؤال نوينيك حول دلالة توقيت إطلاق هذا الصاروخ قبل انعقاد قمة مجموعة الثمان التي ستعقد في ألمانيا قال "إن هذه التجارب كثيرا ما تنفذ قبل اجتماعات دولية ذات أهمية ومن الممكن أن تكون روسيا قد اختارت هذا التوقيت من أجل تذكير المجتمع الدولي بأن هناك حاجة لمفاوضات بشأن سياسة الردع باستخدام الأسلحة".
ويشير الخبير ألألماني إلى أن لدى كل من روسيا والولايات المتحدة أسلحة نووية وصواريخ ولا يمكن تفسير وجود هذه الأسلحة إلا على أنها محاولة تهدف لردع الطرف الآخر، مضيفا أن ما تخطط له الولايات المتحدة من بناء درع صاروخي في شرق أوروبا يعقد هذه المسألة ويعطل عملية تخفيض ترسانة الأسلحة.
"الإدارة الأمريكية غير مهتمة باتفاقيات الحد من التسلح"
وأعرب نوينيك عن خشيته من أن يؤدي الاستمرار في خطة بناء الدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا إلى انسحاب روسيا من اتفاقية الحد من الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى التي تم توقيعها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في عام 1987. وكان نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي إيفانوف وصف مؤخرا هذه الاتفاقية بأنها "أحد بقايا الحرب الباردة ولن تستمر للأبد". وفي حال انسحاب روسيا من الاتفاقية المذكورة ردا على خطط الولايات المتحدة بيّن نوينيك أن ذلك "سيشكل ضربة كبيرة لجهود الحد من الأسلحة ويمكن أن يؤدي إلى أن يبدأ الجانبان ببناء أنظمة صواريخ جديدة"، موضحا أن ذلك سيشكل "إشارة سلبية لأوروبا". كما أعرب عن أسفه من أن "الإدارة الأمريكية غير مهتمة بالاتفاقيات متعددة الأطراف للسيطرة على التسلح".
وكان ايفانوف قد أبلغ لجنة عسكرية صناعية في مدينة زنامينسك الجنوبية أن المعاهدة السوفيتية-الأمريكية ليست فاعلة، لأنه منذ توقيعها أصبحت الكثير من البلدان تملك صواريخ، بينما لا يسمح لروسيا والولايات المتحدة بامتلاكها. مبينا أنه "في مثل هذه الظروف من الضروري تزويد قواتنا بأسلحة حديثة بالغة الدقة" وأكد الخبير نوينيك أيضا ضرورة تعديل اتفاقية عام 1987 لتتلاءم مع المعطيات الجديدة.
هل يقف إيفانوف وراء تجربة الصاروخ؟
ويعتبر المراقبون ايفانوف أحد المتشددين البارزين من الساسة الروس وأنه الشخصية الأوفر حظا لخلافة الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات في اذار/مارس القادم على الرغم من أنه لم يعلن حتى الان ما إذا كان سيرشح نفسه أم لا. ونسبت وكالة إيتارتاس الروسية للأنباء عن ايفانوف قوله إن الصاروخ الروسي الجديد بمقدوره خرق أي درع صاروخي وإن التطويرات التكتيكية والاستراتيجية الجديدة الخاصة بروسيا قادرة على التغلب على أي نظام دفاع صاروخي حالي أو مستقبلي.
ويرى خبراء عسكريون روس أن إطلاق الصاروخ الجديد يشكل جزءا من "الرد الفاعل للغاية" الذي هدد به الرئيس فلاديمير بوتين إزاء الدرع الصاروخي الذي تعتزم واشنطن بناءه وتقول روسيا انه يشكل تهديدا لأمنها. وأبلغ الجنرال الروسي فيكتور ييسين محطة تلفزيون توداي الروسية الرسمية أن روسيا قادرة على التغلب على أي أنظمة دفاع صاروخية يمكن أن تطورها بلدان أجنبية. وبدورها اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكي في رد فعلها على تجربة الصاروخ ان مشروع الدرع الصاروخي في شرق أوروبا ليس موجها ضد روسيا، وإنما هدفه التصدي للتهديد الصاروخي الإيراني.