1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رد إسرائيلي "محتمل" على إيران - هل يربك الاقتصاد العالمي؟

١٤ أكتوبر ٢٠٢٤

ارتفعت أسعار النفط مع تصاعد التكهنات حيال احتمالية استهداف إسرائيل منشآت نفطية أو نووية في إيران. ويخشى خبراء من إمكانية غياب قرابة مليوني برميل يوميا من سوق النفط العالمي، فما تداعيات ذلك على سوق النفط؟

https://p.dw.com/p/4ll0Y
يقول خبراء إن استهدف منشآت إيران النفطية قد يضر باقتصادها الذي يعتمد بشكل رئيسي على  العائدات النفطية
يقول خبراء إن استهدف منشآت إيران النفطية قد يضر باقتصادها الذي يعتمد بشكل رئيسي على العائدات النفطيةصورة من: Vahid Salemi/AP/picture alliance

عقب شن إيران هجمات بأكثر من 180 صاروخ باليستي على إسرائيل، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليتوعد إيران بأنها سوف "تدفع ثمن الخطأ الكبير الذي ارتكبته".

وأثار ذلك تكهنات بإن إسرائيل قد تستهدف البنية التحتية النفطية والعسكرية والنووية في إيران؛ في حال الرد على الهجمات الصاروخية، على غرار الرد الإسرائيلي على هجوم طهران في أبريل/نيسان الماضي.

ويواجه نتنياهو كثيرا من الضغوط، خاصة من بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين، لشن هجوم على إيران يكون "أكثر إيلاما".

بينما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الهدوء. وقال بايدن قبل أيام إنه لو كان مكان إسرائيل، لفكر في بدائل لضرب حقول النفط الإيرانية.

شبح ارتفاع أسعار النفط

وعلى وقع هجوم إيران الصاروخي على إسرائيل، ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد؛ إذ ارتفع سعر خام برنت خلال أسبوع بنسبة 17 بالمئة ليصل إلى 81.16 دولار أمريكي للبرميل. لكن الأسعار تراجعت مرة أخرى بعد أن ألمح حزب الله إلى استعداده لوقف إطلاق النار.

لكن ماذا سيكون الأمر إذا ما استهدفت إسرائيل منشآت نفطية في إيران؟

وفي ذلك، يخشى خبراء من أن هجوما من هذا القبيل، قد يؤدي إلى غياب قرابة مليوني برميل نفط يوميا من سوق النفط العالمي، ما يعيد المخاوف من أن تتجاوز أسعار النفط 100 دولار للبرميل، كما حدث بعد وقت قصير من بدء روسيا توغلها العسكري في أوكرانيا أواخر فبراير/شباط عام 2022.

وأثار بعض الخبراء مخاوف من أن أسعار النفط قد تصل إلى 200 دولار للبرميل.

فقد نقلت شبكة "سي إن بي إس" الأمريكية عن بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع الأساسية في بنك "إس إي بي" السويدي، قوله الأسبوع الماضي، إنه "إذا أخرجت [إسرائيل] منشآت النفط في إيران عن العمل، فقد ترتفع [أسعار النفط] بسهولة إلى أكثر من 200 دولار".

وتعد إيران واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، لكنها تخضع لعقوبات دولية قاسية في سياق طموحاتها النووية المثيرة للجدل. ورغم استمرار العقوبات، إلا أن صادرات النفط الإيرانية بلغت أعلى مستوى لها خلال خمس سنوات عند 1.7 مليون برميل في مايو/أيار الماضي، بحسب تقديرات شركة "فورتيكسا" المتخصصة في تحليلات الطاقة.

وتحصل الصين على حوالي 90٪ من احتياجاتها النفطية بشكل غير قانوني من خلال استخدام إيران ما يسمى بـ "أسطول الظل" أو "الأسطول الشبح" المؤلف من حوالي 400 ناقلة تخفي تحركاتها لخرق العقوبات.

وفي مقابلة مع DW، قالت كارول نهكل، الرئيسة التنفيذية لشركة "كريستال إنرجي" لاستشارات الطاقة في لندن، إن الاقتصاد الإيراني "يعتمد بشكل كبير على العائدات النفطية، لذا فإن أي وقف أو تعطيل لهذه العائدات سيكون له آثار شديدة على الاقتصاد".

 "خرج" و "بندر عباس".. منشآت نفطية إيرانية حيوية

وتمتلك إيران العديد من المنشآت النفطية الحيوية مثل جزيرة خرج التي تعد بوابة تصدير النفط الرئيسية في إيران حيث تلعب دورا رئيسيا في تسهيل عمليات تصدير النفط، سواء التي تتم بشكل رسمي أو بشكل سري.

وتقع جزيرة خرج في أقصى الجنوب من الخليج على بعد 40 كيلومترا من الساحل الإيراني وتمتلك مرافق تخزين ضخمة، حيث يخرج قرابة 90 في المائة من صادرات النفط الإيرانية. ويتم تحميل معظم ناقلات النفط الإيرانية من منشأة خرج، لذا فإن أي استهداف سوف يعيق قدرة طهران على الوفاء بالتزاماتها التصديرية.

وتضم قائمة منشآت إيران النفطية الحيوية، مصفاة بندر عباس لتكرير النفط التي تعد بمثابة واحدة من أكبر مصافي تكرير النفط الخام في الشرق الأوسط. وتلعب مصفاة بندر عباس دورا رئيسيا في عمليات تصدير النفط الخام الإيراني.

ويقول خبراء إن أي هجوم إسرائيلي على منشآت النفط الإيراني قد لا يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية بشكل مسلم به، لكن قد يفاقم من وضع الإيرانيين، الذين يئنون تحت وطأة معدلات تضخم مرتفعة وضعف قيمة العملة وارتفاع البطالة جراء العقوبات الغربية.

ويعد حقل بارس الجنوبي للغاز، المشترك مع قطر، أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم؛ إذ يذخر بحوالي 8٪ من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم ما يجعله مصدرا رئيسيا هاما لطهران.

ويُضاف إلى ذلك محطة بوشهر النفطية التي تقع قرب محطة نووية تحمل الاسم نفسه، ما قد يجعلها هدفا إسرائيليا؛ إذ قد تحقق الأخيرة من خلال استهداف المنشأة ضربة مزدوجة.

تمتلك إيران منشآت نفطية مهمة خاصة جزيرة خرج
تمتلك إيران منشآت نفطية مهمة خاصة جزيرة خرجصورة من: Fatemeh Bahrami/Anadolu Agency/picture alliance

"مرونة" سوق النفط

وقالت كارول نهكل إنه يمكن ترويض أسعار النفط بشكل ما عبر "الإمدادات الوفيرة" في الأسواق العالمية. واستشهدت في ذلك بأن تحالف "أوبك بلس" يمتلك قدرا كبيرا من الطاقة الفائضة يبلغ 5 ملايين برميل يوميا، فضلا عن أن سوق النفط لا يشهد في الوقت الراهن زيادة كبيرة في الطلب في ضوء انخفاض شهية الصين للنفط بسبب التعافي الاقتصادي البطيء من جائحة كورونا.

بيد أن خبراء يحذرون من شبح انخفاض إمدادات النفط في حالة نشوب صراع إقليمي واسع النطاق، خاصة في ظل تهديد إيران في عدة مناسبات بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره معظم صادرات الطاقة من دول الخليج وقرابة 20 في المائة من إمدادات النفط العالمية.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد هدد قبل أسبوع "برد أقوى" في حال استهداف إسرائيل أي بُني تحتية. وقد أثار ذلك مخاوف من حدوث أزمة نفطية شبيهة بما حدث خلال سبعينيات القرن الماضي.

وقالت كارول: "لم يعد النفط بنفس الأهمية في استهلاك الطاقة كما كان في السبعينيات، حيث كان الشرق الأوسط في حينه يلبي 50 في المائة من احتياجات العالم من النفط. ولم يعد الشرق الأوسط المنتج الوحيد" للنفط الآن.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا (جمهورية غيانا التعاونية) قد ساعدت في تنويع إمدادات النفط.

الرد الإسرائيلي "وشيك"؟

أما الأكاديمي آفنر كوهين، الأستاذ المتخصص في قضايا الإرهاب بمعهد "ميدلبري" للدراسات الدولية بالولايات المتحدة، فلا يعتقد أن هجوما إسرائيليا على إيران يُعَدّ "وشيكا". وقال إن إسرائيل قد تكون أكثر ميلا إلى استهداف منشآت عسكرية إيرانية، بما في ذلك تلك التابعة للحرس الثوري.

وأوضح في مقابلة مع DW: "إذا ضربت إسرائيل مصالح اقتصادية كبرى مثل منشآت النفط ومصافي النفط، فقد يشعر العالم بتبعات خطيرة"، مضيفا أنه يأمل في أن "يتحلى نتنياهو بقدر كبير من الذكاء بما يكفي لعدم اتخاذ مثل هذه الخطوة".

ويعتقد كوهين أن الرد الإسرائيلي سيتسم برمزية أكبر، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، مضيفا أنهما "[إيران وإسرائيل] لا تريدان خلق دوامة كاملة من العنف من شأنها أن تؤدي إلى حرب استنزاف. سيضر الأمر بكلا البلدين وقد يضطر الولايات المتحدة إلى التدخل وسوف يتسبب ذلك في إحداث المزيد من أعمال الفوضى في الشرق الأوسط".

وتابع كوهين: "يتزامن ذلك مع غياب التواصل بين الجانبين، فضلا عن غموض يتعلق بماهية الخطوط الحمراء". وأكد أن "هناك عددا قليلا جدا من الوسطاء الذين يمكنهم التأثير على الجانبين، لذا فإن هامش الخطأ مرتفع للغاية".

أعده للعربية: محمد فرحان

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد