1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سو كي ـ من ربة بيت إلى رمز الديمقراطية في ميانمار

١٤ نوفمبر ٢٠١٠

أعلنت "رمز الديمقراطية" في ميانمار سو كي أنها على استعداد للعمل مع كافة الأحزاب من أجل المصالحة الوطنية. جاء ذلك في أول خطاب علني تلقيه بعد الإفراج عنها. وكانت السلطات فرضت على سو كي قضاء 15 عاماً تحت الإقامة الجبرية.

https://p.dw.com/p/Q8JJ
سو كي بعد إطلاق سراحهاصورة من: AP

دعت زعيمة المعارضة المؤيدة للديمقراطية في ميانمار أونج سان سو كي إلى حرية التعبير، وحثت اليوم الأحد (14/11/2010) الآلاف من أنصارها على الدفاع عن حقوقهم وعدم اليأس، في مؤشر على احتمال أن تستمر في القيام بدورها السياسي. وقالت سو كي في أول خطاب تلقيه بعد الإفراج عنها يوم السبت بعد سبع سنوات من الإقامة الجبرية إن "الديمقراطية هي عندما يراقب الشعب الحكومة. سوف أقبل من الشعب أن يراقبني." ويمكن أن تعطي سو كي ميانمار صوتا قويا مناصرا للديمقراطية بعد انتخابات وجهت لها انتقادات واسعة النطاق، وربما تعيد إشعال الجدل حول العقوبات الغربية المفروضة على البلاد الغنية بالموارد الطبيعية والتي يسكنها 50 مليون نسمة، وتقع في مكان استراتيجي بين الصين والهند.

Aung San Suu Kyi Unterstützer feiern vor ihrem Haus
الآلاف يحتفلون ابتهاجاً بإطلاق سراح سو كيصورة من: AP

وقالت سو كي إنها مستعدة لبدء حوار مع الدول الغربية لرفع العقوبات عن ميانمار (بورما سابقا) إذا رغب الشعب في ذلك. ومضت تقول: "هذا هو الوقت الذي يحتاج فيه شعب بورما للمساعدة... الدول الغربية.. الدول الشرقية.. العالم أجمع... كل شيء يبدأ بالحوار." وصرحت زعيمة المعارضة: "سأتحدث مع أي شخص على استعداد للعمل من أجل مصلحة البلاد والديمقراطية. إن المصالحة الوطنية تعني الاعتراف بأن هناك خلافات". وأوضحت سو كي أنها لا تسعى للانتقام، معلنةً أمام نحو 10 آلاف شخص من أنصارها احتشدوا أمام مقر حزبها "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" في يانجون: "لابد أن نعمل معا". ووصفت الحشود زعيمة المعارضة الحائزة على جائزة نوبل للسلام بأنها "الأم" و"الأخت"، وهتفت بعبارات منها "نحب السيدة سو" و"تحيا أون سان سو كي".

سو كي: "الحرية الحقيقية هي الحرية من الخوف"

وتُعد أونج سان سو كي - التي تحولت من ربة منزل إلى زعيمة المعارضة في ميانمار، وسجينة سياسية ذات شهرة عالمية - رمزاً قوياً للكفاح ضد الدكتاتورية في واحد من أشد النظم القمعية في العالم. وأُفرج عن الزعيمة المناصرة للديمقراطية البالغة من العمر 65 عاماً يوم السبت (13/11/2010) بعد انقضاء أحدث فترات الإقامة الجبرية في منزلها. ولكن، وبرغم عزيمتها الصلبة في مواجهة الجنرالات، لم تستطع زعيمة المعارضة في بورما السابقة من الاقتراب إلى شواطئ الديمقراطية بعد 48 عاماً من الحكم العسكري الوحشي؛ ففي يوم الأحد الماضي (7/11/2010) جرت انتخابات فاز بها بسهولة الحزب التابع للمجلس العسكري الحاكم.

Flash-Galerie Myanmar Burma Aung San Suu Kyi
منذ عودتها إلى ميانمار عام 1988 وسو كي تكافح من أجل الديمقراطية في بلدهاصورة من: picture alliance/dpa

وكانت سو كي النحيلة الجسم الرقيقة الصوت قد حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1991، وظلت تقوم بدور حاسم في تسليط الضوء على المجلس العسكري الحاكم في ميانمار وعلى سجله المظلم في مجال حقوق الإنسان. و لا تتوقف سو كي عن الدعوة إلى الحرية، وقالت ذات مرة "بالنسبة لي الحرية الحقيقية هي الحرية من الخوف، وإن لم تستطع العيش متحررا من الخوف، فلا يمكنك أن تحيا حياة إنسانية كريمة."

وحقق حزبها "الرابطة القومية من أجل الديمقراطية" فوزا ساحقا في آخر انتخابات أُجريت في البلاد عام 1990، ولكن لم يسمح للحزب بأن يتولى الحكم. وحل المجلس العسكري الحزب بعد قراره عدم المشاركة في الانتخابات الأخيرة. وكان من المقرر أن يُطلق سراح سو كي يوم 27 مايو / أيار من العام الماضي، ولكن ذلك تغير عندما سبح متطفل أمريكي إلى منزلها المطل على بحيرة قبل أسابيع قليلة من الموعد المحدد للإفراج عنها، زاعما أن الله أرسله لها ليحذرها من أنها ستكون هدفا لمؤامرة اغتيال. وحكم عليها بالإقامة الجبرية في منزلها في أغسطس / آب التالي لسماحها للمتطفل جون يتاو بالبقاء ليلتين في منزلها وهو ما اعتبرته السلطات انتهاكا لقوانين الأمن.

سجينة فعلياً في بيتها

Myanmar Aung San Suu Kyi
لكفاحها من أجل الديمقراطية حصلت سو كي على جائزة نوبل للسلام عام 1991صورة من: AP

وكانت آخر مرة أفرج عنها في مايو / أيار عام 2002. آنذاك جابت على الفور البلاد لتلتقي بأنصارها مما اجتذب حولها حشودا ضخمة، وخلق لها عداءً متزايداً من مؤيدي الحكومة العسكرية. ثم تعرضت سو كي وموكبها في 30 مايو / أيار 2003 لهجوم في كمين تقول جماعات لحقوق الإنسان إن قاطعي طريق تابعين للحكومة نصبوه.

ويقول معارضون في المنفى بأن أكثر من 70 من أنصار "الرابطة القومية من أجل الديمقراطية" قُتلوا في الهجوم. وأنحى الجيش باللائمة في الاشتباكات على سو كي ووضعوها تحت "احتجاز وقائي" في موقع سري مما أثار غضبا دوليا ودفع الغرب لفرض عقوبات على يانجون ودفع جيران ميانمار إلى توجيه انتقادات غير مسبوقة لها.

ومنذ إجراء جراحة لها في سبتمبر / أيلول عام 2003 لا تبرح سو كي منزلها الواقع في يونيفرسيتي افينيو بيانجون حيث تعتبر سجينة فعليا في ظل عدم قدرتها على استخدام الهاتف، فضلا عن منع الزيارات لها. وقضت سو كي أغلب حياتها في الخارج قبل أن تعود إلى منزل أسرتها على بحيرة اينيا في يانجون في ابريل / نيسان عام 1988 للاعتناء بأمها المريضة في نفس الوقت الذي تحول فيه الغضب من الحكم العسكري إلى احتجاجات مناصرة للديمقراطية في أنحاء البلاد.

رفيقة مانديلا وغاندي

وتحدثت سو كي للمرة الأولى لجموع المحتجين على أعتاب معبد شويداجون باجودا يوم 26 أغسطس / آب من عام 1988. وصعق الناس الذين شاهدوها بسبب الشبه بينها وبين والدها الجنرال اونج سان، أبرز بطل قومي للبلاد، والذي قاد ميانمار إلى مشارف الاستقلال عن بريطانيا قبل اغتياله عام 1947. وسحق الجيش انتفاضة الديمقراطية في شهر سبتمبر / أيلول 1988، وقتل وسجن الآلاف، لكن الجنرالات وعدوا بإجراء انتخابات. وفي عام 1989 كسرت سو كي أحد المحرمات بمهاجمتها علنا الديكتاتور المتقاعد ني وين ووصفته بأنه مصدر المحن في ميانمار. وأكسبها ذلك جاذبية شعبية لكنه تسبب في وضعها رهن الإقامة الجبرية في منزلها يوم 19 يوليو / تموز عام 1989 وظلت على هذا النحو لست سنوات. وأمضت الوقت في الدراسة والتأملات البوذية والعزف على البيانو.

وقد رفض الجنرالات الاعتراف بها، وشككوا في وطنيتها بمناداتها "بالسيدة مايكل اريس" على اسم زوجها البريطاني واتهموها بالخيانة وبأنها أداة لبريطانيا والولايات المتحدة وخططهما الاستعمارية الجديدة. ودفع كفاح سو كي من أجل الديمقراطية البعض لتشبيهها بزعيم جنوب إفريقيا نلسون مانديلا والزعيم الهندي المهاتما غاندي وهما مقاتلان من أجل الحرية استقت منهما الإلهام على مدى سنوات.

(س ج / رويترز، د ب أ)

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات