صحف ألمانية تنتقد مرسي وترفض صفقة الأسلحة للسعودية
٦ ديسمبر ٢٠١٢انتقدت معظم الصحف الألمانية صفقة السلاح المحتملة مع المملكة العربية السعودية، محذرة الحكومة الاتحادية الألمانية من موافقتها عليها. وكما هو معروف فإن الحكومة الألمانية هي الجهة الوحيدة المخوّلة بمنح تصريحات بتصدير السلاح إلى الدول الأخرى دون العودة إلى البوندستاغ (البرلمان) وأخذ موافقته. وفي هذا الإطار علقت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ"(SüddeutscheZeitung) تقول:
"هل يتوجب على الحكومة الاتحادية الموافقة على صفقة الأسلحة لتصدير مدرعات متطورة من طراز "بوكستر" إلى المملكة العربية السعودية؟ الإجابة على هذا السؤال بديهية، إذ يكفي إلقاء نظرة سريعة على ميثاق تصدير الأسلحة، الذي ينص على عدم منح تصاريح لتصدير الأسلحة والمعدات الحربية في حال وجود مؤشرات كافية تدل على احتمال استخدامها لممارسة القمع ضد الشعب أو القيام بجرائم أخرى، وبالتالي فالرد واضح وهو: لا للصفقة. ولا يجوز أن تحصل السعودية على أي من هذه الأسلحة، سواء تعلق الأمر بناقلات الجنود المدرعة (بوكستر) أو بدبابات (ليوبارد) أو غيرها من الأسلحة والتي يمكن استخدامها في قتل الناس أو إبادتهم".
أما صحيفة "نويه أوزنابروكر تسايتونغ" ((Neue Osnabrücker Zeitung فكانت من الأصوات القليلة التي دافعت عن الصفقة وكتبت تقول:
"يعطي قسم من المعارضة الألمانية الانطباع بأن صناعة السلاح شر يتحتم رفضه، لكونه يخدم القتل فقط وبالتالي هي صناعة لا تحترم بالضرورة حقوق الإنسان. ويأتي هذا من دون التدقيق في العوامل التي تدفع الدول إلى شراء الأسلحة، وهي نقطة تكتسي أهمية بالغة. وفيما يتعلق بالحالة السعودية، فيمكن التوصل إلى استنتاج مفاده أن ترسانة المدرعات في الجيش الملكي في حاجة ماسة إلى تحديث، وإذا كان النظام في الرياض يحكم البلاد باستبداد، فإنه في الوقت ذاته يضمن الاستقرار في منطقة هشة جدا".
وأخذت الأزمة السياسية في مصر حيزا أيضا بين أعمدة الصحف، وهناك من المعلقين من اتهم الرئيس محمد مرسي بسرقة الثورة، كما فعلت صحيفة "سودكورير" (Südkurier) في تعليقها التالي:
"كشفت الاحتجاجات عن إخفاق المتدينين في جر البلاد إلى صفهم، والشيء نفسه يسري على العلمانيين. فيما بات الغرب في حيرة من أمره. وحتى وإن أثبت مرسي في حرب غزة على قدرته لعب دور الوسيط الناجح، فلا يمكن تفضيل المصالح على القيم: فهذا خطأ. لقد سُرقت الثورة من مصر، وللمفارقة سرقت من قبل أول رئيس وصل إلى سدة الحكم عبر انتخابات حرة".
أما صحيفة "تاغستسايتونغ" (Tageszeitung) البرلينية فأشارت إلى "إخفاق" مرسي في تهدئة الشعب المصري:
"لا توجد هناك ثورة مضادة، وإنما عاد إحساس عدم الثقة العميق لدى المصريين تجاه الطبقة الحاكمة إلى الواجهة. وهي الطبقة التي لم تعامل المواطنين يوما كأناس راشدين. في المقابل، أضاع الرئيس فرصة لتهدئة الشعب عبر تقديم دستور يكون فيه مبدأ الحرية راسخا، وهو ما لم يكن موجودا من قبل".