فيرنر فون سيمنز: "لن أبيع المستقبل من أجل ربح قصير الأمد"
١١ مارس ٢٠٠٧هل كان المخترع الألماني سيمنز عند اختراعه الترام الكهربائي يدرك الأهمية المستقبلية لهذا الابتكار العظيم، خصوصاً من الناحية البيئية في زمن يزداد فيه الحديث عن تغير المناخ و السبل التي تساعد على الحد منه. أم هل كان سيمنز يتوقع أن شركته سوف تشغّل ذات يوم حوالي نصف مليون شخص في كافة قارات العالم و يكون حجم أعمالها السنوي 80 مليار يورو سنوياً. لم تقتصر اختراعات سيمنز على الترام فقط، فهو من ابتكر أول آلة تعمل على المولد الكهربائي والتلغراف بالإبرة والمصعد الكهربائي وغيرها.
من زنزانة إلى مختبر
ولد فيرنر فون سيمنز عام 1816 قرب مدينة هانوفر الألمانية في أسرة فقيرة. وبعد إتمام المدرسة كان يريد أن يدرس الهندسة لكن أسرته لم تكن لتحتمل نفقات الدراسة، لهذا قرر الالتحاق بالكلية الحربية في برلين. وكان سيمنز يستغل أوقات فراغه لدراسة الفيزياء و الكيمياء وعلم التقنيات. وبعد تخرجه من الكلية المذكورة برتبة ملازم أُرسل إلى مدينة فيتنبيرغ للخدمة هناك. لكنه ما لبث أن دخل السجن هناك بعد اشتراكه في أحد النزالات كمساعد لأحد المتبارزين. إلا أن سيمنز حول زنزانته إلى مختبر حقيقي أجرى فيه تجارب علمية مختلفة.
شبكة تلغراف عالمية
خرج سيمنز من السجن بعد صدور عفو عنه وبدأ بالعمل على ابتكار أشياء جديدة يمكن أن تأتي له ببعض المال ليتمكن من إعالة أخوته بعد وفاة والديه. ومن ابتكاراته وقتها منظم للآلة البخارية ومكبس لصناعة الأحجار الاصطناعية. و في إحدى المحاضرات التي ألقاها سيمنز في برلين حول التلغراف الكهربائي كان يوهان هالسكه خبير علم الميكانيك في جامعة برلين جالساً و أثار الموضوع اهتماماً كبيراً لديه. إثر ذلك أسس سيمنز وهالسكه شركة لتمديد التلغراف في عام 1847. و شكل العالمان ثنائيا ناجحاً جداً، فالأول كان يأتي بالأفكار والثاني كان يعمل على كيفية تطبيقها عملياً.
كان تمديد خط تلغراف بين فرانكفورت وبرلين من أول العقود التي حصلت عليها الشركة. وسرعان ما انهالت الطلبات لتمديد خطوط تلغراف أخرى. منها خط سان بطرسبورغ وارسو وخط لندن كلكوتا الذي كان إنجازاً عظيماً في ذلك الوقت. ولم يشكل المحيط الأطلسي عقبة في وجه الشركة المذكورة التي مددت خطاً للتلغراف بين أيرلندا و نيويورك في عام 1877. الأمر الذي أعطى للشركة شهرة عالمية. حصل سيمنز على جوائز عدة أهمها الدبلوم الفخري من المعرض الدولي للهندسة الكهربائية في باريس عام 1867 وشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة برلين. وعند وفاته عام 1892 كان يعمل في شركة سيمنز ما يزيد عن 6000 آلاف عامل.