فيزر: سنقلب كل حجر لكشف خلفيات هجوم الدهس في ماغديبورغ
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤وعدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بتقديم مزيد من المعلومات عن الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ وتوفير حماية أفضل للشعب. وقالت فيزر اليوم الاثنين (30 ديسمبر/ كانون الأول)، إن من السابق لأوانه التوصل إلى استنتاجات بشأن الرجل الذي يُشتبه بأنه نفذ الهجوم.
وكان طبيب سعودي معروف بمعاداته للإسلام ويدعى طالب ع.، اقتحم سوق عيد الميلاد في ماغدبورغ مساء يوم الجمعة (20 ديسمبر/ كانون الأول) بسيارة، وداهم جمعا من الناس، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين.
ويقول مسؤولون إن المشتبه به (50 عاما) متعاطف مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" المنتمي لليمين الشعبوي. ويقبع منذ ذلك في السجن في منشأة شديدة التحصين بخمس تهم بالقتل و205 تهم بمحاولة القتل، بحسب المدعين، لكن ليس بتهم تتعلق بالإرهاب حتى اللحظة.
وتتحرى السلطات ما إذا كانت هناك ثغرات أمنية بشأن الهجوم، الذي ألقى الضوء مجددا على قضيتي الأمن والهجرة قبل الانتخابات المبكرة في فبراير/ شباط.
والاثنين، أصرت الحكومة الألمانية، التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب فشلها في منع الهجوم، على أنه كان من الصعب منع حدوثه، مشيرة الى أن المشتبه به بدا مضطربا عقليا.
جلسة مغلقة بالبرلمان لمناقشة الهجوم
وخضعت وزيرة الداخلية نانسي فيزر ومسؤولو الأمن والاستخبارات اليوم الاثنين لاستجواب في جلسة مغلقة في البرلمان، بشأن هجوم الدهس. وأصرت فيزر على أن تحديد دافع الهجوم لم يتم حتى الآن، لكن "هناك علامات واضحة على نفسية مريضة".
وأضافت للصحافيين أنه يجب استخلاص العبر حول كيفية تعقب المهاجمين المحتملين الذين لا ينتمون إلى فئات التهديد التقليدية وهم "مضطربون نفسيا و... مدفوعون بنظريات المؤامرة المربكة".
ولاحظت الوزيرة أن "مثل هؤلاء المهاجمين لا ينتمون إلى أي ملف تهديد" - مثل المتطرفين اليمينيين أو الإسلامويين - منبهة الى أن أجهزة الأمن الألمانية ستحتاج إلى "مؤشرات وخطط عمل أخرى" للتعامل معهم في المستقبل.
وفي الاجتماع بالبرلمان الألماني شعر النواب من مختلف الأحزاب بالفزع من تفاصيل الهجوم الدموي. وسيكون تركيز الاجتماعات الإضافية في الأسابيع المقبلة على مسألة لماذا لم توقف السلطات المهاجم رغم أنه هدد بارتكاب العنف عشرات المرات.
وبعد الاجتماع، أكدت فيزر أنه لا يمكن الإجابة على العديد من الأسئلة إلا محليًا في ولاية ساكسونيا-أنهالت، حيث تقع ماغديبورغ، وهي أيضا عاصمة تلك الولاية.
لكن رؤساء مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية ومكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) قدموا أيضًا للنواب معلومات. وقالت فيزر: "يجب إجراء تحقيق شامل في جميع الخلفيات".
وتابعت: "كل حجر هنا سيتم تقليبه، لكن التحقيقات لم تكشف بعد الصورة الواضحة. فالجاني لا يتناسب مع أي قالب شائع (للإرهابيين) إنه يظهر اضطرابات نفسية. هناك شيء واحد واضح: لقد تصرف هذا الجاني بقسوة ووحشية بشكل لا يصدق".
وأشارت الوزيرة إلى أن هناك "عشرات الآلاف من التغريدات" التي أرسلها المشتبه به على مر السنين والتي لم يتم فحصها بالكامل بعد. وأضافت "هذا يفسر لماذا لم يتم الكشف عن كل شيء بعد".
وذكرت تقارير إعلامية غير مؤكدة نقلا عن مصادر أمنية ألمانية أنه خضع لعلاج نفسي في الماضي وثبت تعاطيه المخدرات ليلة توقيفه.
واوضحت الوزيرة فيزر أن امتلاك معرفة شاملة بجميع البيانات كان سيكون أمرا جيدا، لكن هذا لا يعني بالضرورة منع وقوع الهجوم.
من جهته، شن نائب من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي والمعادي للهجرة هجوما على الحكومة قائلا "كان الامر متوقعا للجميع". وأضاف "لدينا مئات الأشخاص الخطرين في هذا البلد، نتركهم يتجولون (...) نحن بحاجة الى عمليات ترحيل، وبدلا من ذلك نحصل على تجنيس. ما نحتاج إليه هو تغيير في سياسة الأمن في هذا البلد".
وأعلنت وزارة العدل في ولاية مكلنبورغ-فوربومرن شمال شرق ألمانيا عن تفاصيل التحقيقات السابقة المتعلقة بالمشتبه، ولا تزال التحقيقات جارية حول دوافع الطبيب الذي قدم إلى ألمانيا في عام 2006.
ووفقا للتفاصيل، فإن "طالب ع." بسبب استيائه مما اعتبره تأخيرا في معالجة طلبه للتقدم لامتحان التخصص الطبي، كان هدد موظفة في غرفة الأطباء في 16 أبريل/نيسان 2013، بأن شيئا ما سيحدث سيثير الانتباه على المستوى الدولي.
ص.ش/ أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)