التحولات السياسية لا تزال تعصف بالعالم العربي، حيث خرج الكثيرون إلى الشوارع منتفضين ضد الفقر والمصاعب الاقتصادية، ضد الحرمان من الحرية وانتهاكات حقوق الإنسان، وضد الحكام الفاسدين وحكوماتهم. والغرب يتابع ما يحدث في المنطقة بقلق آملا في أن تكلل جهود إرساء الديمقراطية في المنطقة بالنجاح.
مجريات الأحداث في شمال أفريقيا والشرق الأوسط حدت بالمستشارة الألمانية للدعوة إلى التعاون الإنمائي. وقالت "إن المجتمعات العربية الشابة تبحث عن الأمل والعمل والأمان الاجتماعي، والمساعدات الإنمائية ستساعد على إقامة بنية اقتصادية تتسم بالكفاءة من أجل التنمية". وزير التعاون الدولي والتنمية نيبل يرى أن آفاق المستقبل في العالم العربي تقوم على ثلاث ركائز هي الديمقراطية والتعليم والاقتصاد. ووزراء التنمية في الاتحاد الأوروبي يؤيدون هذا الموقف. إذا يرغبون في دعم الدول العربية التي تمر بعملية تحول سياسي بحزمة الانقاذ. فعلى سبيل المثال، فتم تأسيس صندوق للديمقراطية بما قيمته 3،25 مليون يورو، وصندوق آخر يقدم 8 مليون يورو للتعليم المهني، وصندوق ثالث يقدم 20 مليون يورو للمشاريع المبتدئة. وبذلك سيكون لدى اللاجئين حافزا أكبر للبقاء في بلادهم، والمساهمة في إجراء التغيير بأنفسهم.
لكن كثيرين في المنطقة يشعرون بالقلق من وعود المساعدة الغربية. فهم يفخرون بإحداث التغيير اعتمادا على أنفسهم فقط. ويعتقدون أن القوى الغربية لها أجندتها الخاصة التي تسعى لتنفيذها من خلال تقديم المساعدات، مثل الوصول إلى المواد الخام، أو الحفاظ على أمن إسرائيل أو غير ذلك. لا توجد رغبة في المنطقة في تطبيق سياسات استعمارية، وإنما هناك رغبة في إكمال النضال من أجل الحرية. لذلك فإن التغير في العالم العربي يشكل أيضا تحديا لأوروبا. وسوف يتعين عليها إعادة النظر في سياساتها التنموية.
الثورة العربية – تحديات أمام سياسة المساعدات الإنمائية الأوروبية
الكتابة لنا على العنوان التالي : [email protected]