"ليست الأسلحة وحدها التي تقتل، بل الإنسان كذلك"
٢٨ يونيو ٢٠٠٦في إطار المؤتمر الحالي الذي تنظمه الأمم المتحدة عن الأسلحة الصغيرة ومخاطرها في مدينة نيويورك، أكدت العديد من المنظمات المتخصصة في مجال التنمية وحقوق الإنسان من خلال التماس لها على خطورة الأسلحة الخفيفة. وخصت بالذكر منها الرشاش كالاشنيكوف AK-47 الذي ينتشر استخدامه في عدد كبير من دول العالم الثالث. ويمتاز هذا السلاح بصلابته وخفة وزنه إضافة إلي رخص ثمنه وتداوله بشكل واضح في السوق السوداء، ويقدر عدد الأسلحة الموجودة في العالم منه بنحو 100 مليون قطعة، ويتوقع أن يبقى هذا الرشاش في مقدمة الأسلحة المباعة عالميا خلال العقدين القادمين، لاسيما بعد أن قامت عدة دول كالصين بتصنيعه دون تراخيص قانونية. موقع دويتشه فيله أجرى الحوار التالي مع مصمم هذا السلاح ميخائيل كالاشنيكوف:
دويتشه فيله: لماذا تدعي مؤسسة العفو الدولية ان سلاح كلاشنيكوف AK-47 يشكل أساس الشر في هذا العالم؟
كلاشنيكوف: ربما يعود ذلك إلي انتشاره الواسع، لكني اقترحت حلاً فيما يتعلق بهذا الموضوع، حيث أرى أن الحد من تصنيع هذا السلاح لن يتحقق عن طريق محاصرة صناعته وتضييق الخناق على تسويقه، وإنما بواسطة اتفاقية عالمية توقف التصنيع والتجارة الغير شرعية.
دويتشه فيله: ما هو شكل الأسلحة في المستقبل؟ هل ستكون شبيهة بالأسلحة التي تعرضها لنا أفلام الخيال العلمي؟
كالاشنيكوف: إن تطوير الأسلحة يعتمد في المقام الأول علي الذخيرة. غير أننا لا نوجه اهتمامنا لا على ذلك وعلى على تطوير الأسلحة الإلكترونية.
دويتشه فيله: ما هو رأيك فيما يسمى"أسلحة غير قاتلة"، هل يمكن لهذه الأسلحة أن تكون بديلاً في المستقبل لتلك القاتلة المستخدمة حالياً؟ وهل تعكف على صناعة هذا النوع من الأسلحة في الوقت الحالي؟
كالاشنيكوف: إن هذا النوع من الأسلحة يتم تصنيعه حالياً لحماية المواطنين ضد اللصوص والمجرمين، إلا انه في الوقت نفسه يمكن لهؤلاء الخارجين عن القانون امتلاكها، على أي حال إن تصنيع هذا النوع من الأسلحة هو ليس في مجال تخصصي.
كالاشنيكوف في سطور
ولد ميخائيل كالاشنيكوف عام 1919 في إحدى قرى جبال الاورال الروسية. وبدأ حياته المهنية كجندي في الجيش، إلا أنه لفت الأنظار من خلال تطوير بعض مخازن لطلقات الأسلحة. وبعد أن أتم خدمته العسكرية الإلزامية عام 1940 عاد وتطوع في الجيش بعد ذلك بعام، أي بعد الهجوم العسكري على الاتحاد السوفيتي. غير أنه أصيب أثناء الحرب، مما دفعه لأخذ قرار تصميم الأسلحة الرشاشة. وقد تمكن لا حقا من تصميم أول رشاش آلي AK Awtomat Kalaschinkowa في عام 1947. وفي وقت لا حق تم تطوير هذا الرشاش عدة مرات ليصل إلي نموذج AK-47 الذي اعتمده الجيش الروسي عام 1949 كسلاح أساسي لأفراده. وينشط كالاشنيكوف حاليا من أجل عقد اتفاقية دولية بهدف الحد من انتشار سلاح AK-47. وفي هذا السياق يقول:" ربما نستطيع بهذا أن نحقق شيءً من التوازن ". ويتابع حديثه بالقول:" إن تصميمي لهذا النوع من الأسلحة الرشاشة كان يهدف في المقام الأول لحماية وطني، يؤسفني بشدة تصنيع الأسلحة التي تحصد أرواح العديد من البشر، لكنني أرى أنها ليست الأسلحة وحدها هي التي تقتل، بل الإنسان نفسه".
أليكسيه كنيلتس/ إعداد: محمود يعقوب