EU Fremdsprachenlernen - je früher, desto besser
٢٨ سبتمبر ٢٠٠٩يجلس ثمانية أطفال على طاولة برتقالية اللون في دار حضانة "توتي فروتي" في العاصمة البلجيكية بروكسل، وهم يغنون إحدى أغاني الأطفال بالغة الإنجليزية. ثم يشرعون بعدها في رسم وجوه مختلفة باستخدام أقلام ملونة. بعض هذه الوجوه ضاحك وقد كتبت فوقها باللغة الإنجليزية كلمة سعيد "HAPPY "، والبعض الآخر عابس وفوقه كلمة حزين " SAD". وتقوم بالإشراف على تعليم هذه اللغة الأجنبية للأطفال، مربية من أصول أمريكية برازيلية تدعى فيرا التي تتبع أسلوبا تربويا يتسم بالإبداع ويعتمد على استخدام أساليب بصرية متنوعة لتحفيز الأطفال الصغار على تعلم لغة أجنبية.
التعليم في الصغر كالنقش في الحجر
من جانبها تسعى المفوضية الأوروبية إلى تشجيع ولفت اهتمام الآباء والأمهات في مختلف دول الاتحاد الأوروبي إلى أهمية تعليم أطفالهم لغات أجنبية في سن مبكرة. وفي هذا الإطار ولتزويد الراغبين بمزيد من المعلومات، أطلقت المفوضية بمناسبة اليوم الأوروبي للغات مبادرة بعنوان "بيكولينغوا Piccolingo" بتكلفة قدرها 400.000 يورو. وطبقا لإحصائيات حديثة فإن ثلث البالغين فقط في دول الاتحاد الأوروبي يتحدثون لغتين أجنبيتين فأكثر، على أن ستين في المائة من التلاميذ في المرحلة الثانوية العليا يتعلمون لغتين على الأقل. وتحتل المرتبة الأولى بين الدول الأوروبية من حيث تعلم اللغات الأجنبية كل من التشيك وفنلندا وهولندا ولوكسمبورغ.
اللغة أجنبية لا تؤثر على إتقان اللغة الأم
وهناك سؤال يطرح في هذا السياق، وهو ما إذا كان تعلم لغة أجنبية في سن مبكر يحمل في طياته تأثيرات إيجابية حصرا. ويبدي بعض الآباء والأمهات قلقا من أن يسبب تعدد اللغات التي يتعلمها الطفل في سن ما قبل المدرسة في إرباكه. وهم يفضلون التركيز أكثر على تعليم الطفل لغته الأم.
لكن الكثير من الخبراء المتخصصين في مجال تعلم اللغات لا يجدون هذه المخاوف مبررة، ومنهم بيتر إيدلنبوس الذي يشير إلى دراسات أجريت حول هذا الموضوع. إن النتائج التي تم التوصل إليها تظهر بشكل جلي لا لبس فيه أن "اللغة الأم لم تتأثر إطلاقا بشكل سالب، بل العكس هو الصحيح، إذ ثبت وجود تأثيرات إيجابية على مقدرات الطفل".
وكما يقول إيدلنبوس أيضا فإن عملية بدء تعلم لغة جديدة في سن مبكرة، تحفزه لتعلم المزيد من اللغات الأجنبية في المراحل القادمة من حياته. ويعتبر هذا الخبير أن تنمية الفهم والاستيعاب للحضارات والشعوب المختلفة هي أحدى الايجابيات الكبرى التي باتت تكتسب أهمية أكبر في الاتحاد الأوروبي خصوصا لأنه يجمع في عضويته سبعة وعشرين دولة.
إقبال واسع
إن الإقبال على نموذج توتي فروتي التعليمي كبير للغاية، فهذه الحضانة التي تأسست على يد باتريسيا بيتشي قبل اثنتي عشر عاما تضم مائتي طفلا، يتعلمون لغات متعددة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والهولندية والأسبانية. وكما ترى باتريسيا فإنه لا يكفي تشجيع الأهل وإثارة اهتمامهم وحماسهم لتعليم أطفالهم لغات أجنبية، وإنما يجب رصد الميزانيات المناسبة لتنفيذ المزيد من البرامج في هذا الاتجاه. وكما تقول صاحبة فكرة "توتي فروتي" فإنه "يسعدها تلقي رسالة شكر من المفوضية الأوروبية اعترافا بجهودها، لكن السعادة كانت ستكون أكبر لو كانت الرسالة مصحوبة بدعم مالي ملموس لمبادرتها الخاصة هذه."
الكاتبة: سوزانا هين/ نهلة طاهر
مراجعة: طارق أنكاي