مخاطر "مهنة المتاعب" تتضاعف في سبيل حماية البيئة
٢٣ يونيو ٢٠١٠كشف إعلاميون يشاركون في أعمال الدورة الثالثة لمنتدى دويتشه فيله الإعلامي، ألوانا من المخاطر والمتاعب التي يواجهونها أثناء قيامهم بواجبهم المهني من أجل إثارة القضايا المتعلقة بحماية البيئة.
المدون المصري ثامر مبروك قدم أمام المشاركين في ندوة خاصة عن التحديات التي يواجهها الصحافيون المهتمون بقضايا البيئة، تجربته في مصر والتي أثارت إهتماما كبيرا داخل مصر وخارجها، وقال في حوار مع دويتشه فيله إن المودنين في الدول النامية بحاجة الى حماية في مواجهة الضغوط التي يواجهونها في عملهم.
وتواصلت أعمال منتدى دويتشه فيله الإعلامي الذي يعقد في مركز المؤتمرات العالمي بمدينة بون، بمشاركة حوالي 1300 شخص يمثلون مؤسسات علمية وسياسية واقتصادية وإعلامية من 95 دولة.
ضغوط بلا حدود على الإعلاميين
ناقش إعلاميون وخبراء متخصصون في مجال البيئة، الصعوبات التي يواجهها الصحافيون أثناء أداء مهامهم ، وقال إعلاميون وممثلون لهيئات مدافعة عن الصحافيين كمنظمة مراسلون بلاحدود، إن الصعوبات التي تواجه الصحافيين تصل الى حد التهديدات والعنف الجسدي ، وتشمل أشكالا مختلفة مثل ضغوط المعلنين والشركات الخاصة والمسؤولين الحكوميين.
وقدمت خلال الندوة التي عقدت في اليوم الثاني من أعمال المنتدى، تجارب مدونين وصحافيين من مناطق مختلفة من العالم، مثل تجربة ليو جياكينغ رئيس تحرير موقع "حوار الصين"المختص في التغيرات المناخية، وغريغوري مينستا المدون والناشط الغابوني، بالإضافة إلى تجربة الصحافية الباكستانية رينا سعيد خان والمدون المصري ثامر مبروك.
وتركز النقاش خلال الندوة حول الضغوط التي يتعرضون لها بصفتهم صحافيين متخصصين في شؤون المناخ ويفضحون الانتهاكات التي تعرفها البيئة. وتم التطرق في هذه الجلسة إلى السبل الكفيلة بحماية هؤلاء الصحافيين والمدونين خاصة في ظل غياب أو ضعف قوانين الصحافة في الدول النامية،وقد قدم جان فرونسوا جوليارد اقتراحات في مجال حماية الصحافيين.
معاناة مدون مصري متخصص في البيئة
شكلت حالة المدون المصري تامر مبروك صاحب "مدونة الحقيقة" فرصة لإغناء النقاش حول واقع التدوين في الدول النامية خاصة العربية، وكانت الضغوط والصعوبات التي واجهها المدون المصري ثامر والتي وصلت الى حد اعتقاله، قد أثارت اهتماما داخل مصر وخارجها.
فقد ذاع صيت صاحب مدونة الحقيقة، بعد القضية التي رفعتها ضده شركة "تراست" للكيماويات في مصر،الشركة كسبت قضية السب والقذف التي رفعتها ضد ثامر وغرمته محكمة بمنطقة بورسعيد المصرية حوالي خمسة آلاف يورو كتعويض للشركة.
وبدأت تجربة ثامر مبروك في التدوين،عندما كان عاملا بنفس الشركة،حيث كان ينقل من خلال بوابته الإلكترونية المشاكل التي يعانيها عمال الشركة، ليكتشف بعد ذلك الممارسات المضرة بالبيئة والتي تقوم بها الشركة، كما أوضح المدون المصري.
وتعرض ثامر للإيقاف عن العمل لمدة ثلاثة أشهر بعد نشره لمشاكل العمال، ليتفرغ في هذه المدة للبحث والتحقيق في أنشطة الشركة ومدى الضرر الذي تلحقه مخلفاتها الكيماوية بالبيئة، وبعد نشره مقالات وصورحول نفايات تتخلص منها الشركة وتتسبب في أضرار للبيئة،تعرض للإعتقال عدة مرات.
ولفتت حالة ثامر مبروك أنظار المشاركين في الندوة، وإقترح إعلاميون ونشطاء حقوقيون ومدافعون عن حرية الصحافة دعم المدونين بوسائل قانونية وحقوقية وخاصة في الدول النامية التي تفتقد الى قوانين تنظم عمل المدونين وتحميهم من التجاوزات، الأمر الذي يجعلهم عرضة للانتهاكات بدرجة أكبر من الصحافيين.
الكاتبة: أمينة اسريري
مراجعة: منصف السليمي