1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مسلم انتراكتيف".. تثير الجدل في ألمانيا برفع شعار "الخلافة"

١٣ مايو ٢٠٢٤

أثارت المظاهرة التي نظمتها مجموعة "مسلم انتراكتيف" في هامبورغ، والتي دعت إلى تطبيق الشريعة وإقامة الخلافة، الجدل في ألمانيا. فما هي هذه المجموعة؟ ومن ينتمي إليها؟ وما هو حجم تأثيرها ضمن المجتمع الإسلامي في ألمانيا؟

https://p.dw.com/p/4fo3r
صفحة لموقع مسلم انتراكتيف
حققت المجموعة المتطرفة نجاحًا خاصًا على وسائل التواصل الاجتماعي وأظهرت خبرة كبيرة في التواصلصورة من: Hanno Bode/IMAGO

بنهاية شهر نيسان/ أبريل من العام الجاري تجمع حوالي 1000 شخص في شارع شتايندام في مدينة هامبورغ. تم تنظيم المظاهرة من قبل جماعة تسمى "مسلم إنتراكتيف"، وانضم إليها مئات الأشخاص الآخرين، حيث قاموا بهتافات مثل "الله أكبر" في المدينة الألمانية وحملوا لافتات كتب عليها شعارات مثل "الخلافة هي الحل" و "ألمانيا = ديكتاتورية القيم".

وبعد أسبوعين، أي السبت 11 مايو/ أيار 2024)، خرجت أيضا مظاهرة نظمتها نفس الجماعة مسلم إنتراكتيف"، حيث تجمع حوالي 2300 شخص، حسب الشرطة، التي سمحت بمظاهرة واقفة وبشروط صارمة .

الكثيرون فوجئوا بهذه المظاهرات وهذه الدعوات، بما في ذلك عالمة الاجتماع نيكلا كيليك، رئيسة جمعية الإسلام العلماني، والتي يقع مقرها في هامبورغ أيضًا. قامت كيليك بتنظيم مظاهرة مضادة بالتعاون مع جمعيات أخرى. وفي حوار مع DW أكدت "لقد فوجئنا بالاحتجاج المنظم من قبل جماعة "مسلم إنتراكتيف". وأضافت "تعتمد هذه المنظمة بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" من أجل تنظيم أنشطتها. وهذا ما يجعلها أكثر خطورة. ففي المسجد مثلا يمكن للمرء على الأقل الذهاب إلى هناك والاستعلام".

تعتبر هذه الجماعة "مسلم إنتراكتيف" (MI) ضمن قائمة مراقبة السلطات الأمنية، وهي مذكورة في تقرير مكتب حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية الألمانية". ويعتبر التقرير الأمني، الجماعة التي تأسست عام 2020، أنها مقربة من "حزب التحرير"، الذي تم حظره عام 2003 لأنه يؤيد استخدام العنف ودعا إلى قتل اليهود.

ووفقاً لمكتب حماية الدستور، فقد تأسست بعد الحظر "شبكات غير رسمية لحزب التحرير" في ألمانيا منها "مسلم إنتراكتيف". كذلك يعتبر مكتب حماية الدستور جماعة "جيل الإسلام" و"الإسلام الحقيقي" فرعين قريبين من "حزب التحرير" المحظور.

جماعة متطرفة

يصنف مكتب حماية الدستور جماعة "مسلم إنتراكتيف" بأنها متطرفة، ويرجع ذلك من بين أمور أخرى إلى أن الجماعة تدعو إلى "خلافة عالمية" وبالتالي ترفض الديمقراطية ونظامها الأساسي الدستوري في ألمانيا. و"هذا برنامج سياسي حقيقي يتم طرحه هنا، على أساس الإسلام والشريعة الإسلامية. وبتعبير حيادي، هذه حركة سياسية ثورية تسعى إلى إعادة تشكيل جذري لعلاقات القوة، ليس فقط في العالم الإسلامي، ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم". يقول الباحث أندرياس ياكوبس، من مؤسسة كونراد أديناور، لـ DW

وعلى النقيض من الحركات الإسلامية الأخرى مثل السلفيين، فإن القواعد السلوكية المحددة للتعامل بين المسلمين لا تحظى بالأولوية ضمن أجندة الحركة، بحسب ياكوبس. ويشير ياكوبس إلى أن مسائل قليلة تتعلق بنمط الحياة تحظى هنا بالنقاش مثل "هل يمكنني لمس امرأة وما شابه ذلك". وبدلاً من ذلك، يشبه ياكوبس جماعة "مسلم إنتراكتيف" بـ "حركة الشباب الهوياتية"، والحركات الهوياتية اليمينية المتطرفة، مثل ما يسمى بـ"مواطني الرايخ". 

 

مظاهرة المجموعة في هامبورغ
تريد المجموعة لفت الانتباه لها بالدرجة الأولى كما يرى خبراءصورة من: Axel Heimken/dpa/picture alliance

خبرة مع وسائل التواصل الاجتماعي

بنظرة على وسائل التواصل الاجتماعي يسود الانطباع بقدرة هذه الجماعة على تقديم نفسها. لدى الجماعة أكثر من 20,000 متابع على تيك توك. الفيديوهات مصنوعة بشكل احترافي، حيث تقدم الشخصيات القيادية البارزة نفسها بطريقة حديثة وبلغة بليغة. تتضمن الفيديوهات استطلاعات في الشوارع لتوحي بالقرب من المجتمع المسلم.

ويبدو أن الرسالة ملفتة للنظر: في المجلة الإلكترونية t-online، يتحدث مدرس مجهول عن كيفية الاحتفال بالشخصيات البارزة في "مسلم إنتراكتيف" مثل نجوم البوب وكيف يرغب طلابه بالمشاركة في التظاهرات حتى يلتقوا بـ"أبطالهم" هناك.

ترتبط المجموعة في كثير من الأحيان بالمناقشات الاجتماعية: مثل اضطهاد الأويغور في الصين، وحرق القرآن في السويد، واحتمال حظر الحجاب في ألمانيا. ودائمًا ما تقدم فيديوهات المجموعة، المسلمين كمضطهدين ومهمشين - خاصة بعد هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل، وبداية حرب غزة والاحتجاجات في جميع أنحاء العالم. اللغة التي تستخدمها هذه المجموعة ومجموعات شبيهة أخرى منذ ذلك الحين أصبحت أكثر وضوحا، كما قال لـ DW نافيد والي، وهو موظف تربوي في المنظمة غير الحكومية "شبكة منع العنف" Violence Prevention Network: 

ويوضح والي "تستخدم مسلم إنتراكتيف أيضًا مؤثرين معروفين، الذين قد يشاركون محتوياتهم دون تفكير، وتقول: انظروا، يجب علينا كمسلمين أن نتحد الآن لمواجهة هذا العداء للإسلام. هذه هي الذريعة التي تحاول الجماعة من خلالها جذب الآخرين إليها وكسبهم إلى صفوفها.

ويصف والي "مسلم إنتراكتيف" بأنها "طائفة سياسية " (Polit-Sekte). كما تدل مقاطع الفيديوهات التي تنشر باللغة الألمانية وتحتوي تحليلات قصيرة مركزة بأنها تستهدف الناس العاديين وأيضا الطلاب والأكاديميين حتى. ويقول والي: الحركة لا تطمح بشكل رئيسي إلى تجنيد أتباع محتملين فقط، بل أنها تريد بداية أن تكون معروفة ومتابعة إعلاميا بشكل جيد. ويوضح والي بعد شهرة المجموعة سيتم تنفيذ الخطط في وقت لاحق على أي حال من قبل دائرة صغيرة يتم البدء بها".

هل يجب حظر الجماعة؟

من وجهة نظر استراتيجية، ليس من الحكمة أن تخرج المجموعة إلى الشوارع مرة أخرى، فخروجها سيجدد الدعوات لحظرها، وفق ما يرى كل من ياكوبس ووالي. 

"لكن الجماعة لديها ترتيب قانوني جيد"، يقول والي ويتوقع " أن الجماعة لن تلجا شعارات متطرفة كما فعلت في المرة الماضية". ويوضح: ما يهم الجماعة الآن بشكل أساسي إثارة الانتباه إليها". 

أما فيما يتعلق بالحظر فإن النهج القانوني المحسوب لـ"مسلم إنتراكتيف" يجعل مسألة حظرها أكثر صعوبة. وعلى غرار الحركات اليمينية المتطرفة

يبدو أنهم يعرفون تمامًا الإطار الذي يمكنهم العمل فيه. فالدعوة لإقامة الخلافة، طالما تم التعبير عنها نظريًا فقط، لا تعتبر محظورة في ألمانيا.

مخاوف نافيد والي تتمحور في أن الحظر قد يسهم بشكل كبير في تعزيز الصورة التي تريد المجموعة الوصول لها ويوضح: "ربما سيتعين علينا بعد ذلك أن نوضح في عملنا مع الشباب أن الأمر لا يتعلق بحظر حياة المسلمين. سيكون من الأفضل، بدلا من الحظر، أن نظهر للشباب بدائل لما يمكن أن تبدو عليه حياة المسلمين في ألمانيا".

من جهته ينتقد الباحث ياكوبس، بشكل رئيسي نقص المعلومات حول طبيعة هذه المجموعات مثل "مسلم إنتراكتيف".  ويقول: "حتى الآن، كان هناك قليل نسبيًا من الأبحاث المنهجية حول هذه المجموعات: حجمها، وتحليل محتوى مواقع الفيديو، والروابط المتبادلة للرسائل مع حزب التحرير. هذا يبقى في مراحله الأولى مقارنة بالجماعات الإسلامية الأخرى". ومن وجهة نظره، سيكون للحظر مزايا أيضا: "أولا وقبل كل شيء، سيكون هناك أهمية رمزية ستتشكل للرأي العام من أن المجموعة ممنوعة." وثانيا، "يمكن للسلطات الأمنية كسب الوقت لإلقاء نظرة فاحصة على بنية المجموعة والنظر في كيفية التعامل مع المنظمات الشبيهة".

أعده للعربية: علاء جمعة