"مسيرات الإنذار الأخير رد فعل على فشل المبادرة الخليجية"
١١ مايو ٢٠١١ذكرت مصادر طبية باليمن اليوم الأربعاء (11 أيار/ مايو 2011) أن قوات الأمن فتحت النار على مسيرة لآلاف من المحتجين كانت متجهة إلى مبنى رئاسة الحكومة في العاصمة صنعاء مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة عشرات آخرين، فيما أعلن عن مقتل متظاهر آخر سابقاً في إطلاق النار على التظاهرة نفسها بحسب مصادر طبية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان قولهم "إن المسيرة كانت سلمية تماماً حين قامت قوات الأمن بفتح النار على الشباب المحتجين". وبثت قناة الجزيرة الفضائية القطرية صوراً حية لأطباء يهرعون لإنقاذ عشرات الأشخاص الذين جرى نقلهم إلى مستشفى قريب بعد فترة وجيزة من إطلاق النيران على المحتجين. يُذكر أن حصيلة قتلى مظاهرات اليوم برصاص قوات الأمن في المدن اليمنية ارتفع إلى ثمانية. وتأتي أعمال العنف هذه غداة مناشدة قادة دول مجلس التعاون الخليجي الرئيس صالح توقيع الاتفاق الهادف إلى إخراج اليمن من أزمة سياسية مستعصية.
برنامج تصعيدي
وشارك نحو 20 ألف شخص في مسيرة انطلقت من المركز الرئيسي للاحتجاجات بساحة التغيير في العاصمة صوب مقر اجتماع الحكومة في محاولة لتوسيع دائرة اعتصامهم عندما فتحت قوات الأمن النار مباشرة على المشاركين. وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي اليمني نشوان العثماني في حوار مع دويتشه فيله: "إن عناصر غير قليلة من أنصار أحزاب اللقاء المشترك شاركت في التظاهرات كنوع من رد الفعل التلقائي على مراوغة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تجاه المبادرة الخليجية والتي اشتركت بها دول مجلس التعاون الخليجي التي لم ير منها الثوار أي شيء حتى الآن".
ويضيف المحلل السياسي اليمني أن تصعيد وتيرة التظاهرات في اليمن وإعلان المتظاهرين عما أسموه بمظاهرات "الإنذار الأخير" يأتي في إطار "برنامج تصعيدي من قبل الثوار يبدأ بالزحف على المقار الحكومية ومنها رئاسة الوزراء والإذاعة والتلفزيون، سواء في العاصمة صنعاء أو بقية المحافظات. وحتماً سينتهي هذا البرنامج بالزحف على القصر الرئاسي، لكن ساعة الصفر لم تحدد بعد". وقد وضعت دول الخليج القلقة من استمرار الأزمة في اليمن منذ كانون الثاني/ يناير خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم لصالح نائبه على أن يستقيل بعد شهر من ذلك. لكن صالح رفض التوقيع عليها. وتدعو المعارضة اليمنية دول الخليج إلى ممارسة ضغوط على صالح لكي يقبل المبادرة.
عنف في أرجاء اليمن
وفي عدن أُصيب متظاهران بجروح في المدينة عندما حاول عناصر الجيش إخلاء كتل صخرية من الطرقات وضعها معارضون للنظام في بعض الشوارع، حسبما أفاد شهود عيان لفرانس برس. وذكر مراسل فرانس برس أن "معظم شوارع عدن أُغلقت أمام حركة السير كما أُغلقت المراكز التجارية والمحلات أبوابها ولزم السكان منازلهم فيما كان إطلاق النار يسمع في أنحاء متفرقة" من المدينة الجنوبية. وأكد شهود عيان في محافظة لحج أن الحركة كانت مشلولة تماماً في المدينة استجابة لدعوة شباب التغيير في المحافظة.
عماد غانم
مراجعة: أحمد حسو