مصر انتخبت وسط أجواء عنف واعتقالات واتهامات بالتزوير
٢٨ نوفمبر ٢٠١٠أعلن التحالف المصري لمراقبة الانتخابات الذي يضم 123 منظمة حقوقية مصرية أن "ظاهرة العنف برزت منذ اللحظات الأولى للعملية الانتخابية". وأكد التقرير أنه سُجلت "حالات منع لمراقبي المجتمع المدني من دخول مكاتب الاقتراع" كما أشار إلى أن بعض المكاتب تم فيها "تسويد بطاقات الاقتراع"، أي ملء هذه البطاقات نيابة عن الناخبين.
ووصفت الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي الانتخابات خلال ساعاتها الأولى بأنها "مأتم" للديمقراطية وقالت إن مراقبين تابعين لها تعرضوا للاحتجاز والضرب في دوائر انتخابية رغم حصولهم على تصاريح من اللجنة العليا للانتخابات لمراقبة عمليات الاقتراع، وأن "الانتهاكات والتجاوزات" شملت "إرهاب الناخبين باستخدام مواد حارقة، ومنعهم من دخول لجان التصويت" في بعض الدوائر.
عنف و"بلطجة" و"تزوير مفضوح"
وقد لقي ابن أحد المرشحين المستقلين في القاهرة مصرعه ضحية للعنف، فيما أصيب عدد من الأشخاص في أماكن متفرقة في البلاد؛ ففي بلدة بيلا بجوار مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) أصيب شخص بطلق ناري في مشاجرات بين أنصار المرشحين، بحسب مصدر أمني. وفي مدينة كفر الدوار (محافظة البحيرة شمال الدلتا) أغلق مكتب اقتراع في منطقة كوم البركة بعد قيام مرشحي الحزب الوطني الحاكم بتحطيم تسعة صناديق اقتراع. وفي الإسكندرية، قال مرشح الإخوان في دائرة الرمل صبحي صالح لوكالة فرانس برس إنه "تعرض لاعتداء أثناء جولة كان يقوم بها في منطقة أبيس" موضحا أن "بلطجية تابعين للحزب الوطني هاجموه وأمسكوا به من ربطة عنقه أمام أعين رجال الشرطة الذين امتنعوا عن التدخل".
وقد أعلن حمدين صباحي، نائب البرلمان عن الحزب الناصري وأحد المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية المصرية، انسحابه من الانتخابات البرلمانية بسبب ما وصفه بـ"التزوير المفضوح". وقال صباحي الذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل بدائرة البرلس والحامول بمحافظة كفر الشيخ في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية إنه قرر الانسحاب من الانتخابات البرلمانية عقب فشله في مواجهة ممارسات أجهزة الأمن وما تقوم به من "تزوير مفضوح". وقالت مصادر مقربة من صباحي أن آلاف من أنصاره تجمهروا أمام منزله لإقناعه بالتراجع عن قراره بالانسحاب، وأوضحت المصادر أن الشرطة قامت بالاعتداء على أنصار صباحي، مؤكدين وجود عدد من الإصابات لم يستطيعوا حصرها، واتهموا مسئولين كبار بمركز الشرطة بإغلاق اللجان وتسويد البطاقات الانتخابية لصالح مرشح الحزب الوطني الحاكم .
وقد أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر أنه سيتم إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في كل دائرة انتخابية فور الانتهاء من فرز الأصوات في وجود مندوب لكل مرشح، على أن يجري الانتهاء من الإعلان جميع النتائج بحلول مساء غد الاثنين (29/11). وقال المستشار سامح الكاشف، المتحدث الرسمي باسم اللجنة في مؤتمر صحفي بمركز القاهرة الدولي للإعلام، بعد ظهر اليوم إنه سيجري إعلان النتائج الرسمية على المستوى الوطني، بما في ذلك معدل الإقبال على التصويت وإحصائيات عامة أخرى، يوم الثلاثاء (30/11).
(س ج / د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: طارق أنكاي