من يحكم شمال الراين ويستفاليا بعد هزيمة الحزب الاشتراكي؟
١٤ مايو ٢٠١٧فوز حزب المستشارة ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في انتخابات ولاية شمال الراين ويستفاليا، يعتبر زلزالا سياسيا بالنسبة للحزب الاشتراكي وخاصة لرئيسه مارتين شولتس الذي رشحه الحزب لمنافسة أنغيلا ميركل في انتخابات التشريعية الاتحادية على منصب المستشار. فقبل الانتخابات التشريعية الاتحادية بأربعة أشهر مني الحزب الاشتراكي بخسارة تاريخية في أكبر ولاية من حيث عدد السكان وتعتبر معقلا للاشتراكيين الذين لم يقدروا على الحكم مع حلفائهم الخضر الذين لحقت بهم أيضا خسارة كبيرة.
وأول نتائج هذه الخسارة الفادحة على الحزب الاشتراكي، كان إعلان رئيسة الحزب والحكومة في الولاية، هانيلوره كرافت تحملها للخسارة الكبيرة في الانتخابات والاستقالة من كافة مناصبها الحزبية، وقالت إنها تفعل ذلك لتعطي الحزب "الفرصة لبداية جديدة" في حين قال مارتين شولتس معلقا على نتائج الانتخابات إنها "هزيمة مدوية".
خسائر متتالية للاشتراكيين
وتشير النتائج الأولية لفرز الأصوات، إلى أن الاتحاد الديمقراطي المسيحي برئاسة أرمين لاشيت، حصل على 33,0 بالمائة من الأصوات، والحزب الاشتراكي على 31,5 والحزب الليبرالي على 12,5 والخضر على 6,2 وحزب اليسار على 4,9 بالمائة في حين حصل حزب البديل اليميني الشعبوي على 7,4 بالمائة من أصوات الناخبين.
وهذه النتيجة تشير إلى أن الحزب الاشتراكي يمكن أن يضطر لأول مرة في معقله ولاية شمال الراين ويستفاليا إلى التحالف مع منافسه الاتحاد الديمقراطي المسيحي ليستمر في حكم الولاية. أو سيخرج تماما من حكومة الولاية، إذا ما تحالف حزب المستشارة مع الحزب الديمقراطي الحر، وهو احتمال وارد أيضا. وهذه هي الولاية الثالثة التي يخسر فيها الاشتراكيون بعد ولايتي زارلاند وشليسفيغ هولشتاين. ما يعني إضعافا لموقف الحزب في الانتخابات التشريعية الاتحادية في أيلول/ سبتمبر القادم، وقوة لموقف المستشارة أنغيلا ميركل ودفعة لحزبها للاحتفاظ بمقعدها في برلين مستشارة لألمانيا.
الأمن والتعليم هاجس الناخبين
وتعتبر نتائج انتخابات ولاية شمال الراين ويستفاليا، مؤشرا مهما لما سيكون عليه الوضع في برلين وما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات التشريعية الاتحادية، حيث تضم الولاية 13 مليون ناخب بما يساوي نحو 20 بالمائة من مجموع الناخبين في ألمانيا.
وإذا لم يتحالف الاتحاد المسيحي الديمقراطي بقيادة رئيسه في الولاية أرمين لاشيت مع الاشتراكيين فيمكن أن يتحالف مع الخضر والليبراليين لتشكيل حكومة مع استبعاده التحالف مع حزب البديل. لكن يمكن للحزب الاشتراكي أيضا أن يشكل حكومة بالتحالف مع الخضر والليبراليين. وتبقى هذه التوقعات أولية حتى فرز كل الأصوات وإعلان النتائج النهائية، وجس كل طرف لنبض الآخر ولإمكانية التحالف معه.
أما الفائز الأكبر في هذه الانتخابات فكان الحزب الليبرالي برئاسة كريستيان ليندنر، حيث حقق الحزب أفضل نتيجة له في الولاية منذ 50 عاما بحصوله على نحو و 3 ,12 بالمائة من الأصوات، ومن أقوى المرشحين لتشكيل ائتلاف حكومي مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي. كذلك يعتبر حزب البديل اليميني الشعبوي من الفائزين اليوم إذ بات ممثلا في 13 ولاية من أصل 16 ولاية. والخاسر الاكبر في هذه الانتخابات بكل تأكيد هو الحزب الأشتراكي، الذي هزم بمعقله الرئيسي في ألمانيا، وكذلك حزب اليسار، الذي خرج من البرلمان بعد أن حقق نتيجة 4,9 بالمائة، والتي لا تأهله لدخول البرلمان. غير أن النتائج النهائية ستظهر مساء اليوم في وقت متأخر، لتكشف إن كان حزب اليسار قد خرج تماماً أم لا.
وكانت القضايا المحلية هي المسيطرة على الحملات الانتخابية في الولاية، ولاسيما الأمن والتعليم. واستطاع الاتحاد المسيحي أن يوظف ذلك لصالحه وخاصة ما يتعلق بالأمن الداخلي بعد أحداث رأس السنة في كولونيا والهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين من قبل أنيس عامري، وفي كلا القضيتين تم اتهام وزير الداخلية في الولاية رالف ييغر بالتقصير.
ع.ج/ ع.خ (د ب أ)