هل يفضي التحول السياسي في ألمانيا إلى اتحاد أوروبي أقوى؟
٢٩ سبتمبر ٢٠٠٩قبل الحملة الانتخابية بوقت طويل كان يمكن سماع الدبلوماسيين الألمان داخل أروقة الاتحاد الأوروبي ومؤسساته في بروكسل يشكون من الإشارات المتضاربة الصادرة عن " الائتلاف الموسع" المشكل من المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين في ألمانيا. والآن بات واضحا أن ائتلافا أكثر تماسكا بين المسيحيين الديمقراطيين والحزب الديمقراطي الحر يستعد لتولي دفة الحكم، ما قد يتيح للجميع الاستفادة من هذا التوافق، كما يري بعض المحللين.
توحيد السياسات الاتحاد الأوربي
في هذا السياق يرى هوجو برادي، المحلل بمركز الإصلاح الأوروبي وهو معهد للدراسات الإستراتيجية يوجد مقره في لندن، أن نتائج انتخابات الأحد الماضي توضح موقف القيادة السياسية في ألمانيا قائلا " وإذا كانت المانيا تعرف إلى أين تمضي فان أوروبا تعرف أيضا". وعلى الرغم من أن ألمانيا أغنى وأكثر دول الكتلة الأوروبية عددا، إلا أنه في ظل الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته فان توازن غير مريح بين المستشارة ميركل وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير، الذي تحول إلى متحديها ومنافسها. ويرى المحلل أن وزير الخارجية الألماني ونائب المستشارة ميركل سحب الكتلة في اتجاهات معاكسة فيما يخص عددا من القضايا منها العلاقات مع روسيا وخطة إنقاذ شركة أوبل لصناعة السيارات.
العلاقات الألمانية- البولندية
من جانبه يرى انطونيو ميسورولي، كبير المحللين السياسيين في مركز السياسات الأوروبي في بروكسل، أن تعيين وزير خارجية ألماني أقل موالاة لموسكو سيقود إلى حدوث ما وصفه بـ "تحول في اللغة من قبل الاتحاد الأوروبي". وقد تساهم هذه الانعطافة أيضا في تحسين العلاقات بين ألمانيا وبولندا، وهي واحدة من أشد منتقدي موسكو. الأمر الذي قد يساهم في ظهور ثمة توافق ألماني بولندي سيكون ممثلا لموقف الاتحاد الأوروبي ككل، بحسب ميسيرولي. ويتفق بيتور كاسنسيكي، وهو بولندي يعمل بمركز الدراسات السياسية الأوروبية، على أن " العلاقات الألمانية البولندية" لا يمكنها أن تتطور إلا في ظل ائتلاف بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر. فبولندا ليست فقط مركز النفوذ في شرق أوروبا، بل بدأت أيضا تحل محل إيطاليا كواحدة من الدول "الأربع الكبرى" في عيون كثير من الدبلوماسيين في بروكسل. بيد أنه مازال من غير الواضح إذا ما كانت الحومة الألمانية القادمة في ألمانيا ستقوي أيضا من محور برلين باريس وهو المحرك التقليدي للتكامل الأوروبي.
موقف الألماني تجاه انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي
وعلى صعد آخر يرى المتحدث الرسمي للسياسة الخارجية في الحزب الديمقراطي الحر، فرنر هوير، أن خطة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بعرض "شراكة مميزة" مع الاتحاد الأوروبي على تركيا قد عفا عليها الزمن وأنه ينبغي أن تحصل أنقرة على فرصة للوفاء بمعايير الانضمام لعضوية الاتحاد. وسيؤثر موقف الحزب الديمقراطي الحر الذي من المتوقع أن يتولى زعيمه جيدو فيسترفيله منصب وزير الخارجية على موقف برلين الرسمي من هذه المسألة وعلى مختلف قضايا السياسة الخارجية الأخرى. وقال هوير في هذا السياق "نحن أكثر انفتاحا على عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي". جدير بالذكر أن دول الاتحاد الأوروبي كانت قد وافقت بالإجماع على بدء محادثات الانضمام رسميا مع تركيا في عام 2005 قبل تولي ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السلطة.
(ه.إ/د ب أ/رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي