الشرطة تستخدم قنابل مسيلة للدموع لتفريق معارضي الرئيس مرسي من ميدان التحرير
٢٤ نوفمبر ٢٠١٢أطلقت قوات مكافحة الشغب المصرية قنابل مسيلة للدموع صباح السبت 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، في ميدان التحرير وسط القاهرة لتفريق المتظاهرين ضد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي ومنح نفسه بها سلطات غير محدودة. وكان نشطاء من أطياف مختلفة معارضة لحكم الرئيس الإسلامي محمد مرسي، قد نصبوا حوالي ثلاثين خيمة في ميدان التحرير، رمز الثورة على حكم مبارك، حيث قرر المتظاهرون بدء اعتصام احتجاجا على قرارات الرئيس مرسي.
وحسب وكالة فرانس برس فقد أطلقت شرطة مكافحة الشغب قنابل مسيلة للدموع، على "عدد قليل" من المتظاهرين ما اضطرهم إلى الفرار إلى الأزقة المتفرعة عن ميدان التحرير. ونقلت الوكالة عن الناشط محمد الجمل قوله "لن نغادر ميدان التحرير قبل إجراء محاكمة عادلة لضحايا الثورة وقبل أن يتراجع مرسي عن قراراته". وأضاف أن" مصر تدخل ثورة جديدة لأن هدفنا ليس تغيير دكتاتور بدكتاتور آخر" في إشارة منه لثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك.
استقالة مستشار قبطي للرئيس مرسي
وفي تطور لافت، قال سمير مرقص مساعد الرئيس المصري لشؤون التحول الديمقراطي المستقيل:"أرفض الاستمرار في ظل قرارات جمهورية معوقة لعملية التحول الديمقراطي وتخالف ما أسعى إليه من خلال منصبي ومهمتي". وكان مرقص، وهو مفكر قبطي وأحد أربعة مساعدين للرئيس المصري محمد مرسي، قدم استقالته رسميا أمس الجمعة من مهام منصبه الذي لم يمر على تعيينه فيه سوى ثلاثة أشهر فقط، وذلك اعتراضا على الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي أمس الأول ويقضي بتحصين قراراته من الطعن القضائي عليها، ويحصن جمعية الدستور المطعون في قانونيتها ومجلس الشورى.
وقال مرقص في تصريحات خاصة لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة اليوم السبت إنه قبل هذا المنصب كي يشارك في عملية التحول الديمقراطي بالبلاد، لكن ما تم فيما يتعلق بقرارات الرئيس مرسي عبارة عن تجاهل له، حيث لم تتم استشارته، ولم يعلم بما في الإعلان الدستوري إلا من خلال شاشة التلفزيون، واصفا إياه بأنه يخالف جميع الأعراف والتقاليد الديمقراطية ويخالف أسس الملف الذي يتولاه. وأكد مساعد الرئيس السابق أن استقالته لا رجعة فيها، وأنه سيعلن موقفه بوضوح من كل ما يدور في البلاد أمام الرأي العام، بمجرد قبول هذه الاستقالة رسميا. وانتخب مرقص أيضا كأحد الأعضاء المائة في الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور الجديد في مصر، لكنه قدم استقالته منها، ولم يحضر أيا من جلساتها، بسبب اعتراضه على تشكيلها.
مرسي: لا خطر على أهداف الثورة
وأثار إصدار الرئيس مرسي إعلانا دستوريا يمنحه سلطات مطلقة موجة غضب واسعة بين معارضيه وتسبب في اندلاع اشتباكات عنيفة في وسط القاهرة وعدد من المدن في أنحاء البلاد اليوم الجمعة سقط خلالها مصابون. وتظاهر أمس الجمعة الآلاف من أنصار القوى المدنية والرافضين لقرارات الرئيس مرسي في القاهرة وفي مدن مصرية أخرى للتنديد بهذه القرارات التي يقولون إنها تجعله "فرعونا ودكتاتورا جديدا" مطالبين بتحقيق أهداف الثورة وفي مقدمتها"عيش، حرية، كرامة إنسانية".
ومن جهته أكد الرئيس مرسي أمام أنصاره الذين احتشدوا أمام قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة الجمعة أن مصر تسير نحو "الحرية والديمقراطية". وقال مرسي أمام أنصاره من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين إن" الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتداول السلطة هو ما أريده وأعمل من أجله"، مضيفا "لا خطر على أهداف الثورة وواجبي أن أسير في سبيل تحقيقها".
م.س/ط.أ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)