الصحف الألمانية: هل يتحول مرسي إلى مبارك جديد؟
٢٦ نوفمبر ٢٠١٢صحيفة برلينر تسايتونغ الألمانية (Berliner Zeitung) اعتبرت أن الرئيس المصري محمد مرسي لن يجني من الدول الغربية انتقادات بشأن الإعلان الدستوري الذي أثار جدلا واحتجاجات واسعة في مصر، وكتبت تقول:
"الحكومة المصرية تعمل على تمثيل مصالح الغرب في المنطقة. وتبذل الجهود للقيام بالوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين. كما أن القاهرة تعمل جاهدة من أجل التوصل إلى حل للأزمة في سوريا. والهدف هو تحقيق الاستقرار. الرئيس مرسي برهن على أنه قادر على القيام بهذا الدور. وعلى هذا الأساس نجده يجني الإشادات من قبل واشنطن وأوروبا. وفي هذا السياق يتم تفهمتنصله أكثر فأكثر على المستوى الداخلي عن وعوده بقيادة مصر نحو الديمقراطية."
لكن صحيفة فيستفيليشه ناخريشتن (Westfälische Nachrichten) الصادرة بمدينة مونستير الألمانية فقد اعتبرت في تعليق لها أن سياسة الرئيس المصري مرسي لا تخدم هدف إرساء الديمقراطية، وكتبت قائلة:
"يتعين على الغرب أن يأخذ حذره: تطلع "الفرعون" الجديد لنيل سلطات مطلقة يتسبب في تعقيد الوضع. الآمال كبيرة في رؤية مرسي كوسيط محترم بين الجبهات في الشرق الأوسط – كعامل مؤثر لتحقيق الاستقرار. لكن مبارك ثان – وخلفه حركة الإخوان المسلمين – من شأنه أن يدمر كل أمل في تطور ديمقراطي في بلاد النيل."
أما صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ (Frankfurter AllgemeineZeitung) الصادرة في مدينة فرانكفورت فتساءلت في تعليقها قائلة: هل يتحول الربيع العربي إلى شتاء إسلامي حزين؟ وكتبت تقول:
"أن يعمل مرسي على انتزاع صلاحيات جديدة تحديدا في لحظة قيامه بدور الوساطة في النزاع بغزة ويتلقى إشادة على المستوى الدولي يكشف طبيعة رجل السلطة البارد، وذلك كيفما كانت تبريرات تصرفه إزاء موجة الاحتجاجات الغاضبة. وهنا يدرك المرء بكل واقعية أن حركات التمرد ضد مستبدين وديكتاتوريين من تونس إلى القاهرة لم تعمل على أيجاد موطن أسطوري عربي للديمقراطية. وهذا لن يتحقق بين عشية وضحاها. عملية تحول الأنظمة مسألة معقدة وليست بمنأى عن تلقى ضربات انتكاسة. وسيكون الوضع مريرا في حال ما أدت عملية التحول إلى إقامة سلطة الحزب الإسلامي الواحد."
وهذا ما تراه أيضا صحيفة زود دويتشه تسايتونغ (Süddeutsche Zeitung) الصادرة في مدينة ميونيخ في تعليقها الذي جاء فيه:
"سبب انقضاض مرسي على سلطة واسعة واضح تماما: فرض الأسلمة في مصر حيث يتجلى المشروع المحبوب لدى جماعة الإخوان المسلمين. غير أن جهاز القضاء يبقى معاندا له. ذلك أن الأخير يضم في صفوفه إلى جانب مقربين من النظام السابق رجال قانون متمسكين باستقلاليتهم. فهم يضعون عراقيل أمام الرئيس في طريقه نحو تغيير هيكلة بلاده: توطيد مظاهر الحياة الإسلامية، وحقوق أقل للأقليات المسيحية، وشيء من إرهاب الفضيلة ومن تم السير الخفي والمتواصل نحو تطبيق الشريعة."