بدء التصويت في الانتخابات السودانية وسط شكوك في نزاهتها
١١ أبريل ٢٠١٠بدأ السودانيون اليوم الأحد (11 أبريل/ نيسان 2010 الإدلاء بأصواتهم وسط حالة إرباك في أول انتخابات تعددية منذ نحو ربع قرن. وقد فتحت مراكز الاقتراع لاستقبال الناخبين في الثامنة صباحا بمختلف أنحاء البلاد. ويبلغ عدد الذين سجلوا للإدلاء بأصواتهم 16 مليونا من أصل سكان السودان البالغ عددهم 40 مليونا. ويدلي الناخبون بأصواتهم في 10750 مركزا ومحطة اقتراع في ولايات البلاد البالغ عددها 25 ولاية تخضع ثلاث منها هي ولايات إقليم دارفور لقانون الطوارئ.
وقبيل بدء الانتخابات حذرت منظمات حقوقية وناشطون مستقلون في مجال حقوق الإنسان من مخالفات واسعة النطاق تهدد الانتخابات السودانية التي توصف بالتاريخية، وهي الأولى في هذا البلد منذ حوالي ربع قرن من الزمان. وقالت جورجيت جانيون مديرة شؤون إفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش إن انتهاكات حقوق الإنسان وخصوصا القيود المفروضة على الحريات، تهدد فرص إجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوق فيها في أرجاء السودان المختلفة، على حد تعبيرها. وأضافت جانيون بأنه من الواضح فشل السلطات السودانية في الوفاء بالمعايير الدولية. وضمت الناشطة الحقوقية صوتها إلى الأصوات المحذرة من إمكانية عودة العنف للسيطرة على المشهد في السودان.
في هذه الأثناء أعرب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات، عن أمله في أن تكون الانتخابات السودانية "تنافسية تماما وملتزمة بالمعايير الدولية وآمنة وحرة ونزيهة". وأضاف في مؤتمر صحفي عقب لقائه بالرئيس السوداني عمر البشير السبت، أنه "يأمل أن يتمكن الناخبون من التعبير عن قرارهم بحرية بدون تخويف عندما يدلون بأصواتهم وأن يتم تحديد نتائج الانتخابات بأمانة ونزاهة."
"المقاطعة لحرمان البشير من الشرعية"
ومن المتوقع أن تعزز الانتخابات سلطة الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي جاء إلى السلطة بانقلاب عسكري عام 1989. وقال ياسر عرمان، الذي أنسحب من الترشح للانتخابات الرئاسية عن الحركة الشعبية لتحرير السودان، إن هذه الانتخابات لن تأتي بشي يمكن أن يعزز الديمقراطية. وجاءت تصريحات عرمان في مؤتمر صحفي الجمعة عقدته الأحزاب المقاطعة المنضوية تحت راية "قوى الإجماع الوطني". وخلال هذا المؤتمر قدم عرمان وسياسيون آخرون يقاطعون الانتخابات، قائمة باتهامات التزوير ضد حكومة البشير، مؤكدين بأنهم اتخذوا قرار المقاطعة حتى لا تعطي شرعية للبشير. من جانب آخر، أكد عرمان قرار الحركة الشعبية بمقاطعة الانتخابات في الشمال، نافيا وجود انقسامات في صفوفها.
مخاوف اندلاع العنف
من جهتها وصفت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأوضاع في السودان بأنها " مزعجة". وأشارت واشنطن في هذا السياق إلى تقارير الأمم المتحدة عن القيود على حرية الصحافة وحرية تكوين جمعيات والتحرش بالصحفيين وتقييد الوصول إلى مراكز الاقتراع لاسيما في إقليم دارفور. كما ذكَّرت بسحب الاتحاد الأوروبي لمراقبيه من إقليم دارفور.
وقال المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام في بيان له، إنه إذا جرت الانتخابات في هذا المناخ الذي وصفه بـ "المشبوه"، فإن "الصراعات على شرعية النتائج قد تشعل العنف." وبحسب المركز فإن الاستقطاب الذي سبق الانتخابات، قد يهدد استمرارية اتفاق السلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب عام 2005 والذي أنهى حربا أهلية استمرت لأكثر من عقدين. وإذا تأجل الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، والذي يعتبر جزءا أساسيا من اتفاقية السلام، فإن انفصال الجنوب قد يصبح واقعا يهدد الاستقرار في شرق أفريقيا، بحسب المركز.
البشير:"غالبية الجنوبيين تؤيد الوحدة"
وفي ختام حملته الانتخابية الجمعة، وجه الرئيس السوداني عمر البشير انتقادات للمحكمة الدولية الجنائية التي اتهمته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. كما أكد البشير في لقاء تلفزيوني مع قناة "الشروق" السودانية الخاصة، بأن "وحدة السودان هي أول تحد سيقابلنا" مضيفا بأنه سيولي تلك القضية كل اهتمامه. وقال البشير في ذلك اللقاء، فإن استطلاعا "سريا" اجري في جنوب السودان، اظهر بأن "ثلاثين في المائة" فقط من الجنوبيين يؤيدون الانفصال. ويذكر أن من ضمن الشروط الموضوعة لقبول نتيجة الاستفتاء الذي سيقام العام القادم، هو مشاركة 65 % من الناخبين المسجلين في الولايات الجنوبية العشر بالإضافة إلى الجنوبيين المقيمين في الشمال.
(ن ط، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: عبده المحلافي