بعد اتفاق الهدنة..إسرائيل وحماس تحتفيان بالنصر وتهددان بالرد
٢١ نوفمبر ٢٠١٢فيما دخل اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس مساء الأربعاء حيز التنفيذ، احتفل كل طرف بما أعتبره انتصارا بعد ثمانية أيام من المواجهات. ففي إسرائيل قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مساء الأربعاء (21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) أن كل أهداف عملية "عمود السحاب قد تحققت، مؤكدا أن "حماس وحركة الجهاد الإسلامي تلقتا ضربة مؤلمة". من جانبه ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أنه إذا لم يصمد اتفاق التهدئة الذي تم بوساطة مصرية فستدرس إسرائيل القيام "بعمل عسكري أشد قسوة" ضد القطاع، وقال في مؤتمر صحفي "أعلم أن بعض المواطنين يتوقعون عملا عسكريا أشد قسوة وربما نحتاج لذلك". وكان نتنياهو قد قال "قررنا إعطاء فرصة لوقف إطلاق النار" التي تم التوصل إليه بوساطة مصرية.
احتفالات في غزة بـ"انتصار المقاومة"
وفي غزة انطلقت مسيرات شهدت إطلاق نار وتكبيرات احتفاء بـ "انتصار المقاومة". وأعلن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من القاهرة أن "إسرائيل فشلت في تحقيق أي من أهدافها"، مؤكدا أن "هذا الاتفاق اليوم سنتابعه وأنا أقول إن التزمت إسرائيل به نحن ملتزمون، وإذا لم تلتزم به أيدينا على الزناد وإن عدتم عدنا". وفي السياق نفسه توعد سامي أبو زهري الناطق باسم حماس في كلمة ألقاها أمام الصحافيين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة مساء الأربعاء أن "المقاومة" الفلسطينية ستضرب تل أبيب إذا نفذت إسرائيل أي هجوم على غزة. أما كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، فقد اعتبرت، في بيان تلقت فرانس برس نسخة، أنها "انتصرت" في معكرتها مع إسرائيل.
وكان وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو قد أعلن أنه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يبدأ تنفيذه مساء الأربعاء. وقال عمرو في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في القاهرة إن اتفاق وقف إطلاق النار عقد برعاية الرئيس المصري محمد مرسي، مثمنا جهود جامعة الدول العربية والتحركات التي قامت بها كل من تركيا وقطر والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ترحيب باتفاق الهدنة
وسارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الترحيب باتفاق الهدنة، على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي زارت الأربعاء كل من إٍسرائيل ومصر في إطار التحركات الدبلوماسية لوقف الحرب. من جانبه أتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره المصري محمد مرسي لشكره على "الجهود التي بذلها بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ولدوره الحاسم في المفاوضات" الخاصة بمقترح التهدئة، حسب البيت الأبيض. وكان أوباما قد شكر قبل ذلك نتانياهو على دعمه المقترح المصري بوقف إطلاق النار في غزة مجددا، تأكيده حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وواعدا بدعمها امنيا، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باتفاق التهدئة، وقال للصحافيين في العاصمة الأردنية "إننا متشجعون ومرتاحون لأنهم توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار"، لكنه أكد أنه "ما يزال يتعين حل تفاصيل عدة من اجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار". وقال المسئول الأممي "على جميع الأطراف الوفاء بتعهداتها (...) و ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
كما رحبت بريطانيا بالتوصل لاتفاق التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج :" إن وقف إطلاق النار خطوة مهمة نحو سلام دائم"، وأضاف " أدعو كل الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها".
وفي بيان للرئاسة الفرنسية رحب الرئيس فرنسوا أولاند باتفاق الهدنة، داعيا إلى "القيام بكل شيء لكي يتم احترام وترسيخ التهدئة فورا".
وجاء اتفاق التهدئة بعد ثمانية أيام من بدء إسرائيل عملية عسكرية دامية على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 160 فلسطينيا على الأقل إضافة إلى أكثر من 1225 جريحاً، وسقوط خمسة قتلى إسرائيليين.
ع.م/ ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)