تحذير من "مذبحة" في مصراته والناتو يدافع عن دوره في ليبيا

أعلن ناطق باسم الثوار الليبيين لفرانس برس سقوط ما لا يقل عن 13 قتيلا، أربعة منهم مصريين، وجرح خمسين آخرين اليوم الخميس (14 أبريل/ نيسان) في هجوم شنته قوات العقيد معمر القذافي على مصراته التي يسيطر عليها الثوار. وقال معارضون ليبيون آخرون لوكالة روتيرز إن هجوما صاروخيا شنته القوات الحكومية فجرا على منطقة سكنية في مصراتة أوقع 23 قتيلا بينهم ثلاثة مصريين. وقال متحدث باسم المعارضة ذكر أن اسمه جمال سالم في اتصال هاتفي مع رويترز إن "عدد القتلى ارتفع إلى 23 إضافة إلى عشرات الجرحى. القتلى مدنيون ومعظمهم من النساء والأطفال. علمنا الآن أن ثلاثة مصريين على الأقل قتلوا في الهجوم".

وكانت المعارضة الليبية قد حذرت في وقت سابق اليوم من "مذبحة" وشيكة في مدينة مصراتة على أيدي قوات القذافي إذا لم يشدد حلف شمال الأطلسي غاراته الجوية على هذه القوات، وفق متحدث باسم المعارضة عرف نفسه باسم عبد السلام لرويترز. ولم يتسن الحصول على تأكيدات للوضع الميداني وعدد القتلى من مصادر أخرى. وتدور معارك شرسة بين قوات القذافي والثوار داخل مدينة مصراته المحاصرة (غرب) من قبل القوات الحكومية منذ سبعة أسابيع وحذرت وكالات المساعدات الدولية من أزمة إنسانية تلوح في الأفق.

جدل بين أعضاء الناتو

ومن جانب آخر دافع أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، عن المهمة العسكرية التي يقودها الحلف في ليبيا ضد انتقادات من داخل الحلف نفسه. وقال راسموسن اليوم في برلين في افتتاح اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالحلف: "قوات حلف الأطلسي وشركائنا يتخذون كل الإجراءات الممكنة فقط لمنع الهجمات الوحشية والمنظمة (للعقيد معمر) القذافي". وقال راسموسن: "تصرفنا لكي نحمي الشعب ونضمن حقه في الحرية والحيلولة دون تحول ليبيا إلى دولة فاشلة". وأكد راسموسن أن حلف الأطلسي "سيواصل القيام بدوره كجزء من جهود المجتمع الدولي طوال استمرار النظام الليبي في شن هجمات على شعبه".

ومن جهتها حثت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، حلف الناتو على الحفاظ على وحدة الصف في مواجهة ما وصفته بمحاولات القذافي لاختبار عزم الحلف في حملة القصف الجوي التي يشنها الغرب على قواته. وقالت كلينتون في كلمة معدة لاجتماع وزراء خارجية دول الحلف وسط مؤشرات على وجود خلافات داخل الحلف "مع استمرار مهمتنا تزداد أهمية الحفاظ على عزيمتنا ووحدتنا. القذافي يختبر عزيمتنا."

وأتفقت الوزير الأمريكية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول ضرورة تنحي القذافي، وقالت ميركل اليوم عقب اجتماعها مع كلينتون في برلين: "هذا هو الهدف الذي يوحدنا". كما أدلت كلينتون بتصريحات مماثلة قالت فيها "إننا نتبع سويا هدف إنهاء نظام القذافي في ليبيا، ونسهم بنظرة متنوعة في تحقيق هذا الهدف". وهو الأمر أكدت عليه الممثلة العليا للسياسة الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي قالت من القاهرة إن "موقف الاتحاد الأوروبي واضح جدا، على العقيد القذافي أن يتنحى فورا".

عقوبات أوروبية جديدة على نظام القذافي

ومن ناحية أخرى جمد الاتحاد الأوروبي اليوم أصول ثلاثة مشروعات بترول ليبية تضم تحالفات بين شركات نفطية فرنسية وأمريكية وكندية وذلك بعدما أقر حزمة جديد من العقوبات في محاولة لزيادة الضغط علي نظام العقيد معمر القذافى. كما جمد الاتحاد الأوروبي 15 شركة ليبية أخري منها بنوك وشركات استثمارية و شركة خطوط الطيران العربية الليبية التي تمتلكها الحكومة الليبية. كما صدر بحق سفير ليبيا لدى التشاد وحاكم إقليم جات بجنوب ليبيا أوامر بمنع من السفر وتجميد الأصول التي تستخدم لاستقدام مرتزقة لدعم نظام القذافي.

( ع.ج.م/ أ ف ب، رويترز، دب أ)

مراجعة: منصف السليمي