"إسرائيل تريد سوريا مختلفة" وتنديد باحتلالها للمنطقة العازلة
١٠ ديسمبر ٢٠٢٤قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يوم أمس الإثنين التاسع من ديسمبر / كانون الأول 2024 إن بلاده "تغير وجه الشرق الأوسط" بعد الإطاحة بحاكم سوريا بشار الأسد. وفي مؤتمر صحفي مساء الإثنين، قال نتنياهو إن إسرائيل "تدمر أعداءها خطوة بخطوة" في ما وصفه بـ "حرب وجودية فرضت علينا".
وأشار نتنياهو إلى أن نظام الأسد كان "عنصرا مركزيا في محور الشر الإيراني"، متهما سوريا بزرع الكراهية ضد إسرائيل، والمشاركة في الهجوم خلال حرب 1973، وتسهيل "خطوط إمداد الأسلحة" بين إيران وميليشيا حزب الله في لبنان.
وقال إن انهيار نظام الأسد كان "نتيجة مباشرة" للتحركات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران والميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، بما في ذلك حماس في غزة وحزب الله في لبنان. ومع ذلك أشار إلى أن "محور الشر" الإيراني لم يختفِ بعد، مؤكدا أن إسرائيل "تغير وجه الشرق الأوسط" وأن "دولة إسرائيل تثبت مكانتها كمركز قوة في منطقتنا كما لم يكن الحال منذ عقود". ووفقا لناشطين نفذت إسرائيل هجمات عنيفة في سوريا منذ الإطاحة بنظام الأسد أول أمس الأحد 08 / 11 / 2024.
"حوالي 250 غارة إسرائيلية" خلال يومين منذ سقوط الأسد
من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء العاشر من ديسمبر / كانون الأول 2024 أن الجيش الإسرائيلي شن منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد قبل يومين حوالي 250 غارة جوية على مختلف أنحاء سوريا "دمرت أهمّ المواقع العسكرية" في هذا البلد، بما في ذلك مطارات ومستودعات وأسراب طائرات ورادارات ومحطات إشارة عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز أبحاث علمية وأنظمة دفاعات جوية، فضلا عن منشأة دفاع جوي وسفن حربية في ميناء اللاذقية في شمال غرب البلاد.
وأوضح المرصد أن هذه الغارات شملت معظم المحافظات السورية، مورداً لائحة مفصلة بالأهداف العسكرية التي طالتها الغارات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنّ ضرب هذه المواقع "يأتي في إطار تدمير ما تبقى من السلاح ضمن مستودعات وقطع عسكرية كانت تسيطر عليها قوات النظام السابق".
الأمم المتحدة تنتقد "انتهاك" إسرائيل للقانون الدولي
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الإثنين أن تقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل يشكل "انتهاكا" لاتفاق فض الاشتباك المبرم بين إسرائيل وسوريا في عام 1974. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن القوة الأممية المكلفة مراقبة فض الاشتباك (يوندوف) "ابلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الافعال تشكل انتهاكا لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك"، موضحا أن القوات الاسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في ثلاثة أماكن. وشدد على أنه "يجب ألا تكون هناك قوات أو أنشطة عسكرية في منطقة الفصل. وعلى إسرائيل وسوريا الاستمرار في تنفيذ بنود اتفاق 1974 والحفاظ على استقرار الجولان".غ
وقالت إسرائيل -في رسالة وجهها السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة يوم الإثنين إلى مجلس الأمن الدولي- إن غاراتها الجوية ستستمر لأيام لكنها أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنها لا تتدخل في الصراع السوري. وأضافت أنها اتخذت "إجراءات محدودة ومؤقتة" لحماية أمنها فقط. وذكر السفير الإسرائيلي بأن فصائل مسلحة دخلت السبت إلى المنطقة العازلة حيث هاجمت مواقع لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف)، في حادثة كانت القوة الأممية أكدت حدوثها بقولها إن "أفرادا مسلحين مجهولي الهوية" دخلوا يومئذ المنطقة العازلة آتين من سوريا. من جانبها نددت مصر وقطر والسعودية باحتلال إسرائيل للمنطقة العازلة السورية
المعارضة السورية تعمل على تشكيل حكومة
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين، وقال دبلوماسيون إنهم ما زالوا في حالة مفاجأة وترقب من السرعة التي تم بها الإطاحة بالأسد على مدى 12 يوما، بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما وظلت في حالة جمود لسنوات، ومنهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة الذي قال: يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع"، ومنهم أيضا نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة الذي قال "هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟". وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك إن "السوريين يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية ...".
وبينما لا تزال الأجواء الاحتفالية سائدة في دمشق ذكرت قناة الجزيرة التلفزيونية أن السلطة الانتقالية في سوريا سيرأسها محمد البشير، الذي كان يدير حكومة الإنقاذ قبل الهجوم. وذكر مصدر لرويترز إن محمد الجلالي رئيس الوزراء في حكومة الأسد قال إن عملية تسليم السلطة قد تستغرق أياما. والهجوم السريع الذي نفذته قوات المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، التي كانت مرتبطة في وقت سابق بتنظيم القاعدة، هو أحد أهم نقاط التحول في منطقة الشرق الأوسط. ولكن تحالف المعارضة لم يعلن بعد عن خططه لمستقبل سوريا، ولا يوجد نموذج لمثل هذا التحول في المنطقة المضطربة.
وقالت واشنطن إن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد سبل للتواصل مع الجماعات المعارضة السورية، وتتواصل مع شركاء في المنطقة مثل تركيا لبدء دبلوماسية غير رسمية. وقال مسؤول مطلع على التطورات لرويترز إن دبلوماسيين قطريين تواصلوا مع هيئة تحرير الشام أمس الإثنين، وذلك في وقت تسارع فيه دول المنطقة لإقامة اتصالات مع الجماعة.
وأعرب بعض مقاتلي المعارضة الذين تجمهروا في العاصمة دمشق أمس الاثنين وتجمعوا في ساحة الأمويين بوسط المدينة عن أملهم في أن تتولى إدارة مدنية إدارة البلاد قريبا.
وتعهد زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع -المعروف باسم أبو محمد الجولاني- بإعادة بناء سوريا، وقضت الهيئة تحرير الشام سنوات في محاولة تحسين صورتها لطمأنة الدول الأجنبية والأقليات داخل سوريا. لكن المخاوف من الانتقام لا تزال قائمة. وقالت هيئة تحرير الشام إنها لن تتردد في محاسبة ضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب أفراد الشعب السوري، ووصفتهم بالمجرمين والقتلة.
وهناك مؤشرات أولية على عودة النظام إلى طبيعته. وتفتح البنوك السورية أبوابها اليوم الثلاثاء، ودعت وزارة النفط جميع العاملين في القطاع إلى التوجه إلى العمل اليوم الثلاثاء، مضيفة أنه سيتم توفير الحماية لهم لضمان سلامتهم.
ع.م / ح.ز (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)