إقبال جزائري على التكنولوجيا الألمانية المحافظة على البيئة
٢٣ نوفمبر ٢٠١٠تتواصل فعاليات المعرض الثاني الألماني الجزائري للبيئة الذي تنظمه مؤسسة GTZ الألمانية للتعاون التقني بالتعاون مع الغرفة التجارية الألمانية الجزائرية ووزارة البيئة الجزائرية في العاصمة الجزائرية ما بين أيام 22 إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
ويؤكد عبد الرحيم واضح المهندس في الشركة الجزائرية للطاقة الشمسية أن كل ما تحصل عليه شركته من نظيرتها الألمانية Phaesun التي مقرها برلين هو حيوي ولا غنى عنه في السوق الجزائرية، وقال عبد الرحيم واضح، في حوار مع دويشته فيله: "نحن نستورد آلات ألمانية تعنى بتنقية المياه بكل أنواعها و أجهزة الطاقة الشمسية الأحدث في السوق العالمية ولَوْغَلاَ ثمنها، لأن الظروف الطبيعية القاسية التي تعرف بها مناطق الصحراء الجزائرية، لا تسمح بالرداءة أبدا، و لدينا آلات ألمانية لا زالت تعمل منذ عشرة أعوام من دون توقف".
ويبدو أن ما يقوله عبد الرحيم واضح، هو عين ما تريده الحكومة الجزائرية، التي خلصت بعد دراسات بيئية معمقة مع الجانب الألماني إلى نتيجة مفادها أن معظم النقاط السوداء غير النظيفة في الجزائر موجودة في المدن والتجمعات السكانية الكبرى على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لذا فإن نظافة المحيط والهواء وترشيد استعمال المياه هي أهم ما يجب الوصول إليه في السنوات العشر المقبلة.
و قد شارك وزير البيئة الجزائرية شريف رحماني في افتتاح المعرض وأكد أن الجزائر ستستمع إلى الطرف الألماني وستمنحه كل ما يريد من إمكانات مادية، من أجل تحقيق أهداف التعاون البيئي.
عقبات أمام الاستثمار في البيئة
وقد أظهرت فعاليات انطلاق المعرض أن الشركات الألمانية التي تشارك في الدورة الحالية للمعرض، حتى وإن كان عددها أقل من نظيراتها التي شاركت في النسخة الأولى من المعرض، يبدو من حضر منها هذه المرة شديد الاهتمام بالسوق الجزائرية.
ويتجسد التعاون الجزائري الألماني في مشاريع مشتركة ضخمة قيمتها قد تتجاوز 400 مليون يورو مثل مشروع إصلاح وتهيئة مياه الشرب في ولايتي عنابة والطارف (650 كلم شرق العاصمة)، والذي تهتم به مؤسسة Gelsen Wasser إلا أن مدير المشروع ألكسند بيك ورغم اعترافه بأهمية المشروع، والحظ الكبير الذي حصلت عليه مؤسسته بعد الفوز بالعقد إلا أنه أكد في تصريح لدويتشه فيله، أن المسألة تتجاوز المال، لأن العراقيل البيروقراطية تعطل عملنا بشكل كبي، وأضاف ألكسندربيك: " نحن نريد البقاء في الجزائر، ولدينا القدرة على فعل الكثير لأننا نصلح شبكات المياه، ونكون الإطارات الجزائرية علميا، لكن عندما تبقى ملفاتنا حبيسة الأدراج قبل المصادقة عليها وهذه المصادقة هامة جدا للتنقل من منطقة إلى أخرى، ولإنجاز جزء وآخر، صدقني إن هذا هو العيب الأكبر في الجزائر، وإلا فإنه بلد رائع للعمل والربح فيه".
وأضاف بيك:"لاتوجد مشاكل آسيا الوسطى في الجزائر، فالجزائريون يملكون حظا كبيرا للتقدم إلى الأمام، فلماذا يعرقلون أنفسهم، وبما أنهم يستعملون كل الوسائل الحديثة لاستخراج الطاقة الشمسية وتحلية مياه البحر، فلماذا يعملون كل هذا ببطء شديد؟".
تكنولوجيا ألمانية في خدمة البيئة الجزائرية
وقد أثارت الملاحظات التي أبداها المستثمر الألماني، ألكسندر بيك، إهتمام الطرف الرسمي الجزائري، الذي حضرعلى مستويات عالية إلى جلسات الافتتاح موجها بذلك رسالة إيجابية للطرف الألماني، الذي يبدو أن نصائحه للحكومة الجزائرية في السنوات الثلاث الماضية قد بدأت تؤتي أكلها كما يؤكد الدكتور بلقسام ماضي، مدير مؤسسة Enviroprocess: " لقد وضعنا ملفا لدى وزارة البيئة الجزائرية، لبناء محرقة ضخمة للنفايات المنزلية شرق العاصمة الجزائرية، وتقدر قيمة المشروع ككل 20 مليون يورو، و سنخلص في حال قبول مشروعنا العاصمة الجزائرية من نفاياتها".
وغير بعيد عن المكان الذي يريد الدكتور بلقسام إنشاء مصنعه فيه، يوجد مكب لرمي النفايات بمنطقة واد السمار شرق العاصمة تنبعث منه روائح كثيرة ودخان كثيف عند حرق النفايات، وكانت شركة الطيران الألمانية أول من وضع أجهزة قياس التلوث في مواقع هبوط وطلوع طائراتها، بما أن المكب قريب من المطار وسيتم إفادة الحكومة الجزائرية بالنتائج بعد ذلك، وقد كان ذلك خلال عام 1988 من القرن الماضي.
ويقول مشاركون جزائريون في معرض البيئة الألماني الجزائري، إن تحقيقه لأهداف تجارية مسألة واضحة في المعرض، فالكثير من المؤسسات الألمانية جاءت هنا لبيع منتجاتها، كما أن جزائريين كثيرين يبدون إقبالا ملحوظا عليها، إلا أن الفائدة التي ستجنيها منطقة جنوب المتوسط من هذا التعاون لا تقدر بثمن، كما يرى مشاركون جزائريون، فبعد التحديد المشترك لأسباب التلوث في الجزائر، لم يبق سوى المباشرة في العمل، ولئن اتسمت التكنولوجيا الألمانية بارتفاع ثمنها فإن فوائدها جمة، إذ لا يضير الجزائريين غلاء ثمنها، كما يقول خبير اقتصادي، ما دامت البلاد تعيش وفرة مالية بفضل مداخيل النفط و الغاز.
هيثم رباني – الجزائر
مراجعة: منصف السليمي