اشتباكات لبنانية إسرائيلية ـ هل الحرب الشاملة على الأبواب؟
٣ أغسطس ٢٠١٠في تطور غير مسبوق، خاض الجيش اللبناني اشتباكات اليوم (الثالث من شهر آب/ أغسطس 2010) مع الجيش الإسرائيلي في المناطق الحدودية الفاصلة بين الدولتين. وإذا كان اختلاف الروايتين اللبنانية والإسرائيلية، حول سبب اندلاع الاشتباكات وتبادل القصف أمرا متوقعا لدى معظم المراقبين، فإن هؤلاء توقفوا عند توقيت هذه الاشتباكات واتساعها. كما توقف المراقبون عند دخول الجيش اللبناني طرفا فيها، هذه المرة، وليس حزب الله اللبناني الشيعي كما جرت العادة سابقا.
ويرى الباحث اللبناني في القضايا الإستراتيجية خطار أبو دياب أن "إسرائيل كانت، في السابق، تسرح وتمرح في العديد من المناطق اللبنانية دون رد من الجيش اللبناني الذي يمثل الشرعية اللبنانية وأن هذا الأمر قد تغير الآن"، لأن له (الجيش) عقيدة قتالية جديدة ومن خلالها يتصدى للقصف الإسرائيلي". ويضيف أبو دياب، في حوار مع دويتشه فيله، بأن دعوة الرئيس اللبناني ميشال سليمان جيشه للتصدي "للخرق الإسرائيلي"، ما هي إلا محاولة لاستباق الأمور والقول بأنه بهذا الأمر يريد "احترام القرار 1701 ووضع لبنان تحت مظلة الشرعية الدولية وأن إسرائيل هي التي تخرق القرار الأممي وليس حزب الله"، من خلال نقل الأسلحة كما كانت إسرائيل تقول دوما.
"أطراف متضررة من القمة الثلاثية تقف وراء التصعيد"
ويربط أبو دياب بين هذه الاشتباكات وبين إطلاق الصواريخ "من شبه جزيرة سيناء، أو من مكان آخر، على مدينة إيلات الإسرائيلية ومدينة العقبة الأردنية"، ليستنتج بأن "هناك أطرافا متضررة من القمة الثلاثية، التي استضافتها بيروت وضمت الملك السعودي مع الرئيسين السوري واللبناني". والأطراف المتضررة، حسب الباحث اللبناني المقيم في باريس، هي "إيران وإسرائيل". فالدولتان "متضررتان من ترتيبات عربية عربية تهدف إلى منع الانفجار في لبنان"، وذلك في إشارة إلى التوافق السعودي السوري بهذا الشأن.
وبدوره يجد الصحافي والمحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان علاقة مباشرة بين هذه الاشتباكات وبين إطلاق صواريخ غراد على إيلات والعقبة، لأن هذا الأمر "ينسجم مع محاولات المنظمات الإرهابية المس بكل ما يتعلق بعملية السلام في المنطقة". ويرفض نيسان، في حوار مع دويتشه فيله، مقولة أن تكون "إسرائيل متضررة من القمة الثلاثية، بل بالعكس، هي تريد الاستقرار في المنطقة". وحسب نيسان فإن "إسرائيل منزعجة من أمر واحد، وهو تهديدات حزب الله اللبناني بإشعال فتيل حرب فيما لو اتهم عناصره بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري".
"لا مصلحة لإسرائيل وسوريا في حرب شاملة"
ويعتقد الصحافي الإسرائيلي إيلي نيسان بأن للتصعيد الجديد علاقة بـ"رغبة" الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية الدخول في مفاوضات مباشرة، في القريب العاجل، حول القضايا العالقة". فالدخول في مفاوضات مباشرة لا يروق "لبعض المنظمات الإرهابية، ولإيران على وجه الخصوص؛ لذلك تحاول هذه الأطراف إشعال فتيل الحرب في الشرق الأوسط". وينفي نيسان نية الحكومة الإسرائيلية توتير الأوضاع على الحدود اللبنانية أو دخول حرب مع "لبنان أو حزب الله اللبناني الشيعي"، مشددا على أنّه "لا أحد في إسرائيل يريد تصعيد الأوضاع الأمنية في المنطقة".
وبالرغم من أن الباحث اللبناني خطار أبو دياب يتحدث عن "تصعيد خطير قد يحضّر لمواجهات صعبة قادمة في لبنان"، إلا أنه يستبعد أن "تتطور هذه الاشتباكات إلى حرب شاملة في المنطقة". ويعتقد أبو دياب بأنه "ليس من مصلحة سوريا أن تنجر إلى نزاع لم تحدد توقيته". كما أن رعاية دمشق للقمة الثلاثية أيضا "تدفعني إلى القول بأننا لسنا بصدد حرب شاملة حاليا، بل نحن بصدد مناورة، أو مناوشة عابرة".
أحمد حسو
مراجعة: عبدالرحمن عثمان