الاتحاد الأوروبي يشن حملة ضد الإهانات الإلكترونية
٢٧ فبراير ٢٠٠٩سبب زوج من الأحذية الجديدة في موجة قوية من الإساءة. فقد اشترت ألينا الصغيرة هذا الحذاء لأن صديقتها الحميمة أليكس لديها نفس النوع من الأحذية. ولسوء الحظ لم يرق هذا التصرف للصديقة التي سرعان ما أصابها الغضب على ألينا. وأدركت ألينا مدى موجة الغضب التي انتابت صديقتها عندما كانت تتصفح كالمعتاد الموقع الإلكتروني الألماني "شولر فاو تزد" SchuelerVZ الذي يعد أحد الشبكات الاجتماعية التي تربط بين تلاميذ المدارس وأصدقائهم.
وفوجئت ألينا بعبارات مهينة موجهة إليها عبر الموقع وبمجموعة من الإساءات وطلقات من البذاءات وعبارات الكراهية دون مبرر حقيقي يتناسب مع حجم الغضب. وتعرضت ألينا أيضا لإهانات من جانب مستخدمين آخرين للموقع الإلكتروني بشكل يومي، وتم وضع صور مزيفة على الجزء المخصص لها على الموقع.
حملة توعية على الصعيد الأوروبي
لم يكن ما حدث لألينا واقعة نادرة أو استثنائية، حيث تشير المفوضية الأوروبية في بروكسل إلى أن واحدا من بين كل خمسة أطفال في المدارس الألمانية تعرض بشكل أو بآخر لما يطلق عليه الخبراء " التخويف والسيطرة على الضعفاء" باستخدام شبكة الإنترنت. كما أن ظاهرة وضع رسائل تلحق الضرر أو تسبب الإحراج للآخرين على الإنترنت أو إرسال رسائل إلكترونية في محاولة لتخويف الضحايا، فتعد أكثر انتشارا في دول الإتحاد الأوروبي الأخرى.
وفي بريطانيا تشير الدراسات إلى أن واحدا من بين كل ثلاثة تلاميذ عانى من هذه المضايقات، بينما قال خمسون في المائة من جميع الأطفال في سن المدرسة في بولندا إنهم تعرضوا للسخرية أو للتهديد على الإنترنت. ولهذا السبب أطلق الإتحاد الأوروبي مؤخرا حملة تحت عنوان "يوم إنترنت أكثر سلامة" في محاولة لتشجيع الأطفال والمدرسين في جميع أنحاء العالم على مناقشة مخاطر وضع الرسائل الضارة على الإنترنت وما يتضمنه تصفح الشبكة الإلكترونية من مخاطر.
ويساند الإتحاد الأوروبي هذه الحملة التي بدأت عام 2004، وشارك فيها في البداية 15 دولة. لكن عدد المشاركين تضخم منذ ذلك الحين نتيجة مشاركة العديد من المنظمات من دول خارج أوروبا مثل أستراليا وفنزويلا ومصر، وتقدم الدول ذاتها معظم التمويل لهذه البرامج والحملات.
زيادة المضايقات على الإنترنت
وتقول فيفيان ريدنج المفوضة الأوروبية لشئون الإعلام إن التخويف والإهانة عن طريق الإنترنت يعد مشكلة ينبغي النظر إليها بجدية خاصة في أوروبا. فقد أصبحت بعض شبكات المواقع الإلكترونية مثل فيس بوك وشولر فاو تزد ويوتيوب التي يمكن للمراهقين استخدامها لإرسال رسائل أو صور أو فيديو، جزءا متكاملا من الحياة اليومية لدى الكثير من الشباب.
وتقدر السيدة فيفيان ريدنج أن عدد المستخدمين المنتظمين لشبكات التواصل الاجتماعي الإليكترونية في الاتحاد الأوروبي وحده قد زاد بنسبة 35 في المائة خلال الفترة بين 2007 و2008 ليصل إلى 41.1 مليون مستخدم. ويتوقع الخبراء أن يزيد هذا العدد ليصل إلى حوالي 110 ملايين بحلول العام 2012.