اليمن ـ "البيان رقم 1" انقلاب عسكري أم جبهة اصطفاف مع الثورة؟
٢٩ مايو ٢٠١١دعت وحدات متمردة من الجيش اليمني بقية وحدات الجيش إلى الانضمام إليها وتأييد المتظاهرين المطالبين بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ ثلاثة عقود. وقالت وحدات الجيش المتمردة في بيان قرأه اللواء عبد الله علي عليوة وزير الدفاع السابق "ندعوكم للانضمام إلى إخوانكم في القوات المسلحة الذين ساندوا الثورة الشبابية كما ندعوكم لعدم الرضوخ للأوامر التي تصدر لكم للدخول في مواجهات مع بعضكم أو مع الشعب وندعو بقية قادة الوحدات العسكرية لتأييد الثورة." وقال عليوة في بيان من "المؤسسة العسكرية المناصرة للثورة" وحمل اسم "البيان رقم /1/ للقوات المسلحة اليمنية للثورة السلمية" إن صالح يحاول أن يشوه صورة الجيش والأمن ويظهره على أنه مؤسسة فاشلة. وعليوة هو المتحدث باسم تلك الوحدات التي عبرت عن تأييدها للمحتجين.
هذا التطور يدفع إلى التساؤل: هل يمثل "البيان رقم 1" الذي أصدرته قوات الجيش اليمني المتمردة بداية الانقلاب العسكري على نظام الرئيس علي عبد الله صالح؟ "لا، ليس هذا بداية انقلاب عسكري"، يقول الصحافي اليمني سعيد الصوفي، "لأن بعض وحدات القوات المسلحة كانت قد أعلنت انضمامها إلى الثورة الشعبية بعد جمعة الكرامة في 18 مارس / آذار". ويرى الصوفي أن هذا البيان جاء بعد أن أمر صالح القوات المسلحة بالهجوم على المناطق السكنية، و"هذه تصنف ضمن جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ولذلك كان هذا البيان الموجه للقوات المسلحة يدعوها لعدم الانصياع إلى أوامر الرئيس صالح".
اتهام لصالح "بتسليم الجنوب اليمني" إلى القاعدة
وكان البيان قد اتهم أيضا الحكومة اليمنية بالسماح "للإرهابيين والبلطجية" بالسيطرة على المحافظات الجنوبية بعد أن أفادت تقارير بأن مسلحين، وصفهم النظام اليمني بأنهم من مقاتلي القاعدة ومتشددين إسلاميين، سيطروا على زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن. وحسب التقارير فقد سقطت مدينة زنجبار في قبضة هؤلاء المسلحين فيما أسفرت المواجهات الدامية في المدينة عن مقتل 23 شخصا على الأقل حسب وكالة "فرانس برس"، وسط اتهامات للرئيس علي عبد الله صالح بـ"تسليم" المنطقة للمسلحين. وقتل اليوم، الأحد (29 مايو / أيار)، خمسة مدنيين بينهم طفل خلال المعارك بين مسلحي التنظيم المفترضين وقوات يمنية من اللواء 25 ميكانيكي فيما تبدو حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع وسط حركة نزوح كثيفة إلى مناطق أخرى في الجنوب.
وقد اتهم وزير الداخلية اليمني السابق حسين محمد عرب نظام الرئيس علي عبد الله صالح بـ"دعم تنظيم القاعدة" عبر "تسليمه" عددا من المدن بمحافظة أبين ما أدى إلى سيطرة التنظيم على زمام الأمور في زنجبار. ولا يعتبر الصحافي اليمني سعيد الصوفي هذه الاتهامات جديدة "لأن الرئيس صالح دأب على التهديد بأن القاعدة هي التي ستخلف نظام حكمه". ويرى الصوفي أن الجماعات التابعة للقاعدة "تُمَول من القصر الجمهوري" في اليمن.
رغم ذلك يرى محللون أن هناك مخاوف متزايدة من أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن الأوضاع لتنفيذ تفجيرات. وتخشى الولايات المتحدة والسعودية أن يقوي الوضع اليمني الذي تسوده الفوضى من مركز الجماعات المتشددة في اليمن.
اليمن إلى حرب أهلية؟
تطورات الوضع في اليمن ورفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التخلي عن سلطته دفعت وزير الخارجية الألماني غيدو فسيترفيله إلى التحذير من خطر اندلاع حرب أهلية في اليمن. وطالب فيسترفيله الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما بالتوقيع على المبادرة الخليجية الخاصة بالانتقال السلمي للسلطة، وأعرب عن قلقه إزاء تطور الأوضاع في اليمن قائلا إن هناك مخاطرة كبيرة من أن يتحول العنف المستمر سريعا إلى حرب أهلية تودي بحياة الكثير من المدنيين.
غير أن هناك من يرى أن خطر اندلاع حرب أهلية في اليمن غير قائم في الوقت الحالي. ويعتقد الصوفي أن "المجتمع اليمني بكل فئاته أصبح يعي جيداً مخططات الرئيس صالح لجر البلاد إلى حرب أهلية، وفي اعتقادي أن هناك وعيا عاليا لدى مجتمعات المجتمع اليمني المختلفة لعدم الانجرار إلى هذه المخططات".
(س ج / دويتشه فيله، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي