برلين ترحب بأمر اعتقال القذافي والثوار يعتبرون أن "العدالة تحققت"
٢٧ يونيو ٢٠١١رحب وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيله بإصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة اعتقال بحق العقيد الليبي معمر القذافي ونجله ورئيس مخابراته. وقال فيسترفيله الاثنين (27 حزيران/ يونيو 2001) في برلين إن "قرار المحكمة الجنائية الدولية إشارة لا لبس فيها بأن الديكتاتوريين ومساعديهم ليسوا فوق القانون، بل يتحملون مسؤولية جرائمهم".
وكانت القاضية سانجي مماسينونو موناغينغ قد أعلنت خلال جلسة عامة في لاهاي أن المحكمة الجنائية الدولية "تصدر مذكرة توقيف بحق القذافي"، مؤكدة أن "هناك دوافع معقولة للاعتقاد بأن معمر القذافي وبالتنسيق مع دائرته المقربة صمم ودبر خطة تهدف إلى قمع وإحباط عزيمة السكان الذين كانوا ضد النظام". واصدر القضاة أيضاً مذكرتي توقيف بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق نجل القذافي سيف الإسلام، ورئيس الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي بناء على طلب مدعي المحكمة لويس مورينو- اوكامبو في 16 أيار/ مايو. ويواجه الثلاثة تهماً بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بينها قتل مئات المدنيين والتعذيب والاغتصاب الجماعي المنظم.
المعارضة الليبية: "تحققت العدالة"
من جانبها سارعت المعارضة الليبية من جانبها إلى الترحيب بأوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية قائلة إنها ستسرع من رحيل القذافي عن السلطة ومعتبرة أن "العدالة تحققت" بهذه الخطوة، فيما عمت أجواء فرح مدينة بنغازي تمثل بإطلاق الرصاص في الهواء حسب ما أفاد مصور فرانس برس الموجود في معقل الثوار. وقال جلال القلال، المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي، في مكالمة هاتفية مع وكالة رويترز من بنغازي إن المجلس سعيد للغاية لأن العالم بأكمله توحد في مقاضاة القذافي عن الجرائم التي ارتكبها وإن مثل هذه الخطوة جعلت الناس يشعرون أن هناك من يدافع عن حقهم.
وعندما سُئل القلال ما إذا كان أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية سيجعل تنحي القذافي ومغادرته البلاد غير مرجح أجاب أن القذافي لم يمل قط إلى ترك ليبيا وأنه يشتري الوقت ويتمسك بالسلطة لأكبر وقت ممكن. وتابع أن هذا الوضع سيسرع من رحيل القذافي ونظامه. وأضاف أن الكلام عن التفاوض لم تعد له أهمية الآن بعد أمر الاعتقال. وتابع أنه لا يمكن التفاوض مع مجرمي حرب وأن العالم أكد ما كانوا يقولونه طول الوقت. وأضاف أن القذافي مجرم حرب ولابد أن يحاكم على هذا.
"رسالة إلى الطغاة" ومن حولهم
وفي إطار ردود الفعل أيضاً اعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن إصدار مذكرة توقيف بحق "يؤكد مرة جديدة عزلته" و"يعزز" دوافع شن العملية في ليبيا، فيما خير وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ المقربين من العقيد الليبي إلى أن "يتخلوا عنه" أو "أن يُحاسبوا" في حين أعربت الخارجية الايطالية عن "ارتياحها" للقرار.
من جانبه قال ريتشارد ديكر من هيومن رايتس ووتش في بيان أن "مذكرة التوقيف اليوم بحق رئيس دولة يظن نفسه فوق القانون تبعث رسالة واضحة إلى الطغاة وتضمن للضحايا فرصة لإحلال العدالة".
وأعلن كريستيان فينافيسر، رئيس جمعية الدول الأعضاء في معاهدة روما، أن من واجب هذه البلدان وليبيا تنفيذ مذكرة التوقيف التي أصدرتها الاثنين المحكمة الجنائية الدولية بحق معمر القذافي. وقال فينافيسر خلال مؤتمر صحافي في لاهاي حيث مقر المحكمة الجنائية "من واجب الدول الأعضاء والجماهيرية الليبية تنفيذ مذكرات التوقيف". وأضاف: "لا يمكن للمحكمة تنفيذ مهمتها من دون الدعم التام والتعاون الكامل للدول".
(ع.ج.م/ أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مراجعة: عماد غانم