دولتا السودان تتوصلان إلى اتفاق ينهي نزاعهما حول النفط
٤ أغسطس ٢٠١٢توصلت دولتا السودان لاتفاق اليوم السبت (الرابع من أغسطس/ آب 2012) لإنهاء نزاع مستمر منذ فترة طويلة بشأن النفط أدى إلى عواقب اقتصادية وخيمة وأثار مخاوف من اندلاع حرب، طبقا لما أعلنه ثابو مبيكي كبير وسطاء الاتحاد الإفريقي في محادثات السلام. وقال مبيكي، رئيس جنوب إفريقيا السابق، للصحفيين في اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حيث جرى التوصل للاتفاق :"سيبدأ النفط في التدفق".
وعقد المجلس اجتماعا لبحث كيفية تسوية الأزمة بين البلدين بعد أن فشلا في التوصل لاتفاق حول الأمن والنفط قبل انقضاء موعد نهائي حدده مجلس الأمن الدولي في الثاني من أغسطس/ آب. وقال مبيكي :"توصل الجانبان لاتفاق بشأن جميع الترتيبات المالية المتعلقة بالنفط". وأضاف الوسيط الإفريقي :"يتعين الآن أن نتفق على الموعد الذي ستستعد فيه شركات النفط لاستئناف الإنتاج والصادرات". وتجرى مفاوضات يقودها الاتحاد الإفريقي منذ أن حصلت جوبا على استقلالها في يوليو/ تموز 2011.
وحصل جنوب السودان على 75 بالمائة من الموارد النفطية بالمنطقة عندما انفصل عن السودان بينما يمتلك السودان منشآت المعالجة والتصدير. وفي أواخر يناير/ كانون الثاني أوقف جنوب السودان إنتاج النفط بعد أن صادر السودان نفطا خاما من جنوب السودان بقيمة 815 مليون دولار زعم أنه يتعلق برسوم غير مدفوعة.
كلينتون شجعت الجنوب على الاتفاق
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد دعت جوبا غالى التوصل لـ "اتفاق مؤقت" مع الخرطوم في شأن النفط للسماح باستئناف الإنتاج في جنوب السودان بعد توقفه منذ يناير/ كانون الثاني.
وبالإضافة إلى المسألة النفطية، ثمة خلافات بين الجانبين على ترسيم حدودهما وعلى وضع المناطق المتنازع عليها. كما يتهم كل بلد الآخر بدعم مجموعات متمردة على أراضيه. والمفاوضات بين السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا تتراوح بين مد وجذر، حتى أن البلدين تجاوزا مهلة الثاني من أغسطس/ آب التي كان مجلس الأمن الدولي منحهما إياها لتسوية خلافاتهما تحت طائلة فرض عقوبات.
وبالرغم من هذه الصورة القاتمة قليلا تمكن الوسيط الإفريقي ثابو مبيكي من تحقيق اختراق سياسي بالإضافة إلى اتفاق النفط، إذ أعلن أن قمة ستعقد في سبتمبر/ أيلول بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سيلفا كير لبحث وضع منطقة ابيي المتنازع عليها. وقال مبيكي إن "الطرفين توافقا على أن تتم مناقشة قضية الوضع النهائي لابيي في القمة المقبلة للرئيسين".
(أ ح/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي