رئيس بعثة المراقبين العرب يقول الوضع مطمئن وواشنطن تتهم دمشق بالتصعيد
٢٨ ديسمبر ٢٠١١قال رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية التي تحقق في مدى التزام الحكومة السورية بتنفيذ المبادرة العربية اليوم الأربعاء (28 ديسمبر / كانون الأول 2011) إن "الوضع في مدينة حمص مطمئن حتى الآن". وقال الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي لرويترز بالهاتف إن "الوضع يبدو مطمئنا حتى الآن والأمس كان هادئا ولم تحدث اشتباكات"،مضيفا أن "الوفد لم ير دبابات لكنه رأى بعض العربات المدرعة". وأشار إلى أن الأمس كان مجرد اليوم الأول في المهمة وأن الأمر يحتاج مزيدا من التحريات. وقال إن البعثة سيكون لديها 20 فردا سيبقون هناك لفترة طويلة.
من جانبها اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بالقيام بتصعيد أعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن "الوضع كان مرعبا خلال أيام عدة تصاعد فيها العنف". وأضاف "شهدنا صورا مروعة لإطلاق نيران عشوائي منها مدفعية دبابات ثقيلة وسمعنا بأنباء عن عشرات القتلى وآلاف الاعتقالات وكذلك حوادث ضرب لمحتجين سلميين". واتهم المتحدث باسم الخارجية الأمريكية النظام السوري بأنه قد "استغل الأيام الأخيرة لتكثيف هجماته على بعض أحياء مدينة حمص ومدن أخرى قبل وصول مراقبي" الجامعة العربية. وأكد تونر أن "هذه الأفعال لا تنسجم مع الشروط التي تضمنتها خطة الجامعة العربية".
واشنطن تحذر دمشق من مغبة عرقلة مهمة المراقبين العرب
وقد بدأ مراقبو الجامعة العربية أمس الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو 70 ألف شخص فرقتها قوات الأمن السورية بالرصاص ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص في هذه المدينة. وأعرب تونر عن أمله بأن "يظهر المراقبون شجاعة في عمليات بحثهم لكشف حقيقة ما يحصل على الأرض". وأضاف أن الولايات المتحدة "تطالب السلطات السورية بأن تسمح للمراقبين بالوصول إلى السوريين من دون قيود بهدف إنجاز مهمتهم". وحذر تونر دمشق من مغبة مواصلتها قمع المحتجين قائلا: "إذا استمر النظام السوري في المقاومة وتجاهل جهود الجامعة العربية فإن المجتمع الدولي سيدرس وسائل أخرى لحماية المدنيين السوريين".
وظهرت في لقطات مصورة بثها نشطاء في حمص على موقع يوتيوب على الانترنت حشود من المتظاهرين تجمعت في مدينة حمص وهي تصيح في المراقبين العرب "بدنا (نريد) حماية دولية". وأظهرت اللقطات مقابلة في الشارع فيما يبدو مع المراقبين العرب حيث ناشدهم بعض السكان وتوسلوا إليهم التوجه إلى حي بابا عمرو حيث اتسمت الاشتباكات بالشراسة.
مقتل ثلاثة لبنانيين على الحدود مع سوريا
وفي تطور آخر، قتل ثلاثة أشخاص برصاص جنود سوريين في منطقة حدودية في شمال لبنان ليل الثلاثاء الأربعاء، بحسب ما أفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس. كما أصيب شخص رابع بجروح. وقال المصدر إن الأشخاص الثلاثة أصيبوا عندما أطلق جنود من الأراضي السورية النار على سيارة مرسيدس بيضاء كانوا يستقلونها قرب معبر الريداني غير الشرعي في منطقة وادي خالد الحدودية مع سوريا. والقتلى الثلاثة لبنانيون: اثنان منهم مقيمان في بلدة هيت السورية الحدودية وهما كاسر حسين أزيد وشقيقه أحمد والثالث من سكان بلدة مجدل في وادي خالد ويدعى ماهر زيد.
وقد تراجعت عمليات التهريب خلال الأشهر الأخيرة بعد تشديد القوات السورية التدابير الأمنية على الحدود منعا لتهريب السلاح من لبنان وفرار جنود منشقين من سوريا. يذكر أن عمليات توغل جنود سوريين وإطلاق النار في اتجاه الأراضي اللبنانية قد تكرر خلال الأشهر الماضية وتسببت في سقوط قتلى وجرحى.
(ش.ع / أ.ف.ب، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو