شباب اليمن يتمسك بالسلمية كخيار وحيد لإسقاط النظام
٣١ مايو ٢٠١١في ضوء التطورات العسكرية التي يشهدها اليمن استطلعت دويتشه فيله آراء ومواقف شباب الثورة السلمية تجاه هذه الأحداث ومدى تأثيرها على مستقبل ثورتهم السلمية، ومدى تأثير الشباب أنفسهم على مجرى الأحداث وتطوراتها، والتعرف من خلالهم على السيناريو الأكثر ترجيحا لاستمرار الثورة في اليمن.
تمسك بسلمية الثورة وإدانة للعنف
يكاد معظم شباب التغيير في اليمن يجمع على أن أحداث الصراع العنيف التي تجري في منطقة الحصبة شمال العاصمة اليمنية صنعاء، ما هي إلا محاولة من قبل نظام الرئيس صالح، لاستفزاز العناصر القبلية التي أعلنت تأييدها ومساندتها للثورة السلمية. وبهذا الشأن تحدث لدويتشه فيله الناشط السياسي والثقافي وليد أحمد دماج ، الذي اتهم نظام صالح "بجر البلاد إلى حرب أهلية بحسب تهديدات صالح الدائمة" منبها إلى عدم الانجرار وراء هذه الدعوات، التي يرى فيها انحرافا عن النهج السلمي للثورة الشعبية. فيما يذهب الناشط الحقوقي جازم الصوفي، إلى رفض تسمية هذه الأحداث بحرب أهلية معتبرا أن "آلية الحرب التي تتحرك الآن هي آلية حرب النظام"، الذي يطالب الشعب بإسقاطه، ومؤكدا أن الشباب حريصون على سلمية ثورتهم بوصفها "ظاهرة حضارية خالية من العنف".
أما محفوظ القاسمي، عضو الهيئة التنفيذية للمجلس التنسيقي لقوى الثورة السلمية (نصر)، فيرى أن ما يجري من أحداث عنيفة "مدانة" مهما كانت مبرراتها، واصفا هذه الأحداث بأنها ليست أكثر من تعبير عن " تفكك لقوى الحلفاء المتخلفين عن العصر". ويدعو القاسمي إلى إدانة العنف من جميع الأطراف ويطالب بتسليم السلاح للشعب عبر المؤسسات الرسمية "التي تعلن ولاءها للشعب وتعمل وفقا لشرعية الثورة السلمية".
اتهامات للنظام بجر البلاد نحو حرب أهلية
وينفي الشاب بسام سيف، مسؤول اللجنة الثقافية بتكتل شباب المستقبل، أن يكون لهذه الأحداث علاقة بالثورة الشبابية السلمية وإن جاءت "على خلفية تأييد أولاد الشيخ الأحمر للثورة السلمية". ويشدد على إدانة "الاعتداءات التي ينفذها النظام على الشيخ الأحمر وأتباعه "باعتبارهم مواطنين يمنيين يقع على عاتق النظام مسؤولية حمايتهم لا مهاجمتهم"، كما يقول بسام سيف.
وفي السياق نفسه، يرى عضو اللجنة الإعلامية للثورة الشبابية الشعبية بساحة التغيير بصنعاء علي ناجي الشريف، أن النظام يحاول جر الصراع في اتجاه بعيد عن الثورة "وكأنه يريد أن يقول إن الحاصل في البلد ليس ثورة شعب وإنما صراع مع خصوم سياسيين وقبليين، وربما أراد جر البلاد إلى حرب أهلية". ويؤكد على إدراك الشباب ورفضهم لهذا الصراع وعزمهم على المضي في تحقيق أهداف ثورتهم السلمية والمتمثلة بقيام الدولة المدنية الديمقراطية.
أما الصحفي محمد سعيد الشرعبي، المنسق الإعلامي للثورة الطلابية (15 يناير)، فيؤكد من جانبه أن اشتعال الصراع المسلح ليس إلا محاولة من قبل نظام الرئيس صالح هدفها "الالتفاف على التزاماته في التوقيع على المبادرة الخليجية". ويشدد على حق القبائل وبيت الأحمر في الدفاع عن بيوتهم وأعراضهم ضد الهجمات، حسب قوله.
خيار التصعيد السلمي حتى إسقاط النظام
وحول التأثيرات المتبادلة ما بين الأحداث وشباب الثورة السلمية، فقد أجمع المتحدثون لدويتشه فيله على ضعف وهامشية هذا التأثير، وإن كان حاضرا في بعض الجوانب. فقد أكد وليد دماج، على أن هذه الأحداث قد منحت الشباب إصرارا متزايدا للحفاظ على سلمية ثورتهم كوسيلة لإيقاف "كل خيارات التصعيد العسكري". ويشاطره الرأي جازم سيف الذي يؤكد بحسم أن الشباب لن يسمحوا بجرهم إلى حرب وتحويل نهج ثورتهم السلمي إلى بعد آخر يأخذ شكل الأزمة. وعلى الفكرة ذاتها يؤكد القاسمي وبسام والشريف والشرعبي، ويروْن أن وعي الشباب وعزيمتهم كفيل بإضعاف قوة نظام صالح ليكون عاجزا عن تفجير الحرب. ولكن هذا يحتاج، كما يؤكدون، إلى وضع خطة تصعيد تزعزع مكامن القوة المتضعضة للنظام.
تتفق معظم الآراء التي تم استطلاعها على أن التصعيد الثوري لوسائل التغيير السلمي وغير العنيف، هو الخيار الأكثر ترجيحا في نظر شباب الثورة، للوصول إلى مرحلة التفكك الذاتي لبنية النظام الحالي. لكن ومن جهة أخرى، افترض البعض ممن التقت دويتشه فيله بهم، مثل دماج والشرعبي، خيارا بديلا في حالة عدم استجابة النظام لوسائل التغيير السلمي آنفة الذكر، إذ يرى دماج أن "الخيار العسكري الغير معروف الأفق ربما يكون السيناريو الآخر" المحتمل، فيما يؤكد الشرعبي من جانبه أن كل المعطيات الميدانية والسياسية تشير إلى أن الثورة ستحسم بفوهات المدافع".
سعيد الصوفي ـ صنعاء
مراجعة: عبد الرحمن عثمان